النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: القواسم المشتركه

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    منتدى البريد العربي
    المشاركات
    95
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0

    القواسم المشتركه

    لا يكاد العداء يبدو مستحكماً بين تيارين مثلما هو بين التكفيريين السنّة والطائفيين الشيعة ، ولا يكاد يوقد أوار الفتنة ويغذيها ويوسع دائرتها مثل هذين التيارين . والعجيب أننا إن تلمسنا منطلقات وأسس التفكير لدى هؤلاء ولدى هؤلاء فسنجد أن بينهما قواسم مشتركة تجمعها أكثر مما تجمع أي تيارين آخرين .
    هؤلاء الذين يكتبون الآن من منطلقات إسلامية تعليقات مليئة بالحديث عن بطولة صدام و " شهادة " صدام و " إسلامية " صدام ، و " سنية " صدام ، وأولئك الذين اختاروا يوم العيد الأكبر للغالبية الساحقة من المسلمين في أنحاء الكون يوماً لإعدام صدام ، ثم خرجت منهم تلك التعبيرات الطائفية المزلزلة عن تعجيل الفرج ، وأعداء آل البيت ، وإلى الجحيم ، ومقتدى ومقتدى .

    هؤلاء وهؤلاء هم وقود الفتنة ، وثقافتهم ثقافة فتنة ، وتوجهاتهم لن تقود الأمة إلا إلى كل شر .

    التكفيريون السنّة لم ينشأوا إلا في داخل الدائرة الإسلامية في مواجهة مسلمين آخرين ليتمايزوا عنهم وليوجهوا إليهم سهامهم التكفيرية ، منذ أيام الخوارج في عهد علي كرم الله وجهه إلى أيامنا هذه .

    لم ينشأ التكفيريون السنة في مواجهة النصارى واليهود والبوذيين والهندوس وعموم غير المسلمين ، بل نشأوا ونشأت مقولاتهم وأفكارهم وثقافتهم في مواجهة الآخر المسلم ، ليطبقوا في مواجهته أحكام ولوازم التكفير .

    وبالمقابل فإن الشيعة لم ينشأوا في مواجهة النصارى واليهود والبوذيين والهندوس وعموم غير المسلمين ، بل نشأوا ونشأت مقولاتهم وأفكارهم وثقافتهم في مواجهة الآخر السنّي ، ليطبقوا في مواجهته أحكام ولوازم النصب والعداء لآل البيت بحسب مفهومهم للنصب وبحسب مفهومهم للعداء لآل البيت .

    التكفيريون السنّة عدوهم الأول والاستراتيجي هم الصوفيون والشيعة والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وبقية الفرق الإسلامية التي يشكل بعضها الغالبية الساحقة من المسلمين السنّة .

    والشيعة عدوهم الأول والاستراتيجي هم النواصب وأعداء آل البيت الذين تكاد تتسع دائرتهم لدى العامة من الشيعة لتشمل جميع آهل السنة .

    التكفيريون السنّة يحاربون أمريكا في اللحظة الراهنة ، ولكن أمريكا ليست سوى عدواً مرحلياً ، أما حين كان الخطر الصدّامي يهدد حدود الإسلام لديهم فقد كان صدام بعثياً كافراً حتى وإن صلى وإن صام ، وكان يجوز فتح بلاد الحرمين لمئات الألوف من الجنود الأمريكيين والغربيين لدحر صدام .

    التكفيريون السنّة ينظرون من خلال منظارهم المذهبي ، فلا بأس من السكوت حين تسهم كل دولهم بصورة أو بأخرى في احتلال العراق وأفغانستان ، ولكن العمالة كلها والخطر كله والمؤامرة كلها تحدث حين يتعاون أتباع المذهب الآخر مع الأمريكان بعد احتلال العراق .

    لا يمكن رؤية الطرف الكردي السني في معادلة التعاون مع الأمريكان . ولا يمكن رؤية أحزاب المجاهدين الأفغان في معادلة التعاون مع الأمريكان ضد طالبان ، فالمؤامرات كلها تكمن عند الطرف الآخر المذهبي .

    والطائفيون الشيعة لا يرون أن صدام كان علمانياً حكاكم حتى وإن كان مؤمناً مصلياً صواماً . لا يرون أن أبرز ضحاياه لم يكونوا من الشيعة بل كانوا من الأكراد السنة . لا يرون أن كثرة وجود أهل السنة في نظامه كان لدواع عشائرية ولدواعي الولاء . لا يقبلون تشبيهه بشاه إيران الذي كان يحكم بالحديد والنار وكان شيعياً ولكنه لم يكن طائفياً ولا إسلامياً ، ولا يقبلون تشبيهه بحافظ الأسد الذي كان يحكم بالحديد والنار وكان نصيرياً علوياً ولكنه لم يكن طائفياً ولا إسلامياً .

    رغم كل ذلك انطلقت في مشهد إعدام صدام تلك الشعارات المنادية بالتعجيل بفرج آل البيت والداعية بالخذلان لأعدائهم !!.

    لم يستحضر هؤلاء من صدام علمانيته وعشائريته وقوميته في الحكم ، ولم يستحضروا صورة الأكراد السنّة الذين كانوا أكثر المتضررين من حكم صدام ، فكل ما حضر في أذهانهم هي صورته كسني عدو لآل البيت !!

    في حادثة إعدام رجل حكم العراق على مدى ثلاثة عقود وتم أسره من قبل الأمريكان وتم تنفيذ الحكم من قبل رجال حكومة تدعي أنها غير طائفية لم يتم الهتاف باسم الوطن أو باسم الحكومة أو باسم الشعب أو باسم أحد رموز الأكراد الذين نالهم من صدام ما نالهم أو حتى باسم الأمريكان الذين بيدهم الأمر والنهي في العراق ، بل تم الهتاف باسم قائد الجيش الطائفي " جيش المهدي " والرمز الأكثر طائفية والأكثر نطقاً باسم ثقافة الكراهية لمن يسميهم النواصب وأعداء آل البيت ، وهم في وعيه يكادون يتسعون ليشملوا كل أهل السنة : مقتدى ، مقتدى ، مقتدى ...

    في ظل هذه التعبيرات المليئة بالطائفية والموجهة باتجاه الآخر السنّي ( أعداء آل البيت ) وليس الآخر القومي أو الآخر الديكتاتوري أو الآخر العلماني أو الآخر العشائري ، تم اختيار يوم العيد الأكبر عند الغالبية الساحقة من المسلمين لإمتاعهم في يوم عيدهم بمشهد المشنقة والإعدام وهذه الصيحات بالتعجيل بالفرج والخذلان لأعداء آل البيت والهتاف باسم قائد جيش " المهدي " بدلالاته ومضامينه المغرقة في طائفيتها وعدائها للآخر السنّي .

    في يوم العيد الأكبر لا مشكلة عند الطائفيين الشيعة تجاه الرسالة التي يمكن أن تصل إلى المسلم السنّي في أندونيسيا أو ماليزيا في يوم عيده .

    لا مشكلة في الرسالة التي يمكن أن تصل إلى المسلم السنّي في المغرب العربي في يوم عيده .

    لا مشكلة في التباس هذه الرسالة لدى عامة المسلمين السنة بالوجود الأمريكي الطاغي بدباباته وطائراته وجنوده ومستشاريه ، فالمهم هو إشباع الغريزة الطائفية لدى عامة الشيعة تجاه عدو من أعداء آل البيت !!!.

    ثم حين فوجئوا بالحمولة الطائفية التي وصلت إلى الآخر السنّي لم تكمن المشكلة لديهم في تلك الحمولة الطائفية ودلالاتها ، بل في كيفية تصويرها وتسريبها إلى أجهزة الإعلام . وكأنه لا بأس بهذه الحمولة ولا بأس باختيار يوم العيد الأكبر لإرسالها بتصميم من المالكي وأعوانه ، بل المشكلة في تصويرها وتسريبها . هنا تجب التقيّة ، وهنا يجب التحقيق مع الشخص الذي فضح التقيّة ، لا مع الأشخاص الذين جسدوا السلوك والدلالات الطائفية العدائية في يوم العيد الأكبر !!

    أمريكا في مرحلة معينة وفي بلد معين ( إيران وجنوب لبنان ) هي الشيطان الأكبر ، وفي مرحلة معينة وبلد آخر ولدى ذات الطائفيين الشيعة هي المعين وهي الحامي وهي النصير مهما كانت الشعارات الاستهلاكية !!

    أمريكا لدى الطائفيين الشيعة ولدى التكفيريين السنّة هي عدو مرحلي وقتي ، أما العدو الاستراتيجي فهو لدى الطائفيين الشيعة ليس سوى الآخر السنّي ، ولدى التكفيريين السنة ليس سوى الآخر المسلم سواء كان صوفياً أو شيعياً أو أشعرياً أو ماتريدياً .

    الطائفيون الشيعة لم ينشأوا ولم تنشأ مقولاتهم وأحكامهم وثقافتهم إلا في مواجهة الآخر السنّي ، وبذلك فهو يبقى عدوهم المستمر . والتكفيريون السنّة لم ينشأوا ولم تنشأ مقولاتهم وأحكامهم إلا في مواجهة الآخر المسلم سواء كان سنياً أو شيعياً ، ومن ثم فهو يبقى عدوهم المستمر .

    لاحقاً بمشيئة الله نحاول تتبع القواسم المشتركة في التفكير وفي النشأة وفي المنطلقات وفي الرموز وفي الأصول الثقافية التي تشكل ثقافة هؤلاء الذين يملأون الأرض فتنة وكراهية واقتياتاً على فتن ومآسي التاريخ .

    منقول لما فيه من أفكار جيده

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    الدولة
    الــــــــــدمـــــــــام
    المشاركات
    1,300
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    بارك الله فيك اخي الحبيب علي النقل الرا ئع للفائده العامه
    التعديل الأخير تم بواسطة تميم ; 01-10-2007 الساعة 12:49 PM

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    الدولة
    بريد الدمام المركزي
    المشاركات
    7,244
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    الله يحفظك اخي المشرفforum

    وبااارك الله فيك..

    رحــــــــــــــاااال..

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2005
    الدولة
    منتدى البريد العربي
    المشاركات
    95
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    تميم

    رحال

    شكرا لكم على تفضلكم بالتعقيب

    واتمنى أن تعم الفائده ان شاء الله
    التعديل الأخير تم بواسطة FORUM ; 01-12-2007 الساعة 03:15 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تعرف علينا
الساحة البريدية منتدى لمنسوبي البريد
للتعارف فيما بينهم ، وتبادل الآراء والأفكار
وطرح المشكلات وإيجاد الحلول لها
إن ما يطرح في الساحة البريدية هو تحت مسئولية العضو نفسه ،
والساحة البريدية تخلي مسئوليتها تماما من أي نشر أو طرح غير مسئول ،
ومع ذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة والتحكم بكل ما يطرح حسب استطاعتنا ،
ونرحب بأي تواصل عبر البريد الالكتروني لإدارة الساحة
arapost@hotmail.com
تابعنا
للتواصل معنا
arapost@hotmail.com