برامج التجسس الخبيثة تشل الكمبيوترات وتجعل من حياة المستخدمين جحيما وتمثل غزوا مقلقا للخصوصية.
شيلي امريسون. ام وحيدة تلعب الانترنت دورا محوريا في حياتها. فهي وسيلتها في التواصل مع أفراد أسرتها وأصدقائها الذين يعيشون بعيدا عنها.
تتذكر ايمرسون "كان من السهل التواصل مع أي أحد وإرسال المعلومات واستقبالها وإرسال صور أبنائي التوأم. الان أصبح جهاز الكمبيوتر الخاص بي مليئا بملفات سباي وير وهي ملفات يرسلها متطفلون تسمح لهم بالدخول على جهاز الكمبيوتر الخاص بك ورؤية ما تشتريه وإرسال إعلانات لك بكثافة بحيث يصعب عليك استخدام جهازك بعد ذلك.
وايمرسون (34 عاما) ليست وحدها التي تشكو من هذه الظاهرة السيئة التي تفسد حياتها الرقمية. فثمة إجماع بين مستخدمين هواة للانترنت إلى محترفين قانونيين ومن شركات عملاقة للبرمجيات مثل ميكروسوفت إلى شركات مصنعة للكمبيوتر مثل ديل على أن الانتشار الواسع لملفات سباي وير قد حول الانترنت إلى غابة واسعة قد يجئ الخطر منها في أي لحظة.
والسباي وير هي برامج خبيثة يمكنها اختطاف بل وشل جهاز الكمبيوتر وهي تمثل غزوا مقلقا للخصوصية. إنها لا تمطر شاشة المستخدم بالاعلانات فحسب بل أيضا تتبع نشاطاته على الانترنت وتدخل كافة ملفاته بحيث تستطيع إرسال معلومات شخصية بما فيها أرقام بطاقته الائتمانية إلى مرسل السباي وير.
وتمتلئ الاعمدة الصحفية التي تقدم خدمات الكمبيوتر بمناشدات يائسة من مستخدمين صاروا لا يستطيعون استخدام أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم بسبب السباي وير.
اشتكى قارئ في شيكاغو قائلا "لقد أصابتني لعنة السباي وير وبت لا أستطيع الدخول إلى الانترنت في أحوال كثيرة. إنني التزم الحرص عادة عند دخولي على مواقع الانترنت لكنهم رغم ذلك تمكنوا من اصطيادي".
وردا على هذه الشكوى قال الخبير "بإمكانك إصلاح هذا. ولكن الامر لن يكون سهلا".
يقول نيل بيتينكورت صاحب مركز لاصلاح أجهزة الكمبيوتر في وادي السليكون بكاليفورنيا أن نحو 50 في المئة من طلبات الاصلاح التي تصله تأتي من أناس صارت أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم مسكونة من أشباح السباي وير.
يقول بيتينكورت "إن الناس يشدون شعورهم وكثيرون لا فكرة لديهم حتى عن وجود شيء اسمه سباي وير. وهم يطوفون بالانترنت دون حماية.