ذكر أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري في كتابه تباريح التباريح موقفاً مؤتراً من مواقف حسن الخاتمة
نسأل الله عزّ وجل أن يرزقنا وإياكم حسن الخاتمة ومغفرة الذنوب .

والكتاب قرأته من سنوات وأذكر لكم الموقف بمعناه :

ذكر الشيخ أنه كان في قرية من قرى نجد رجل يؤذن في أحد المساجد ، استمر على رفع صوت الحق

والدعوة للفلاح أربعين عاماً ، ثم فُدّر أن أصيب بمرض اشتد عليه وألزمه الفراش ، بل منعه النطق

والحركة ؛ فاصبح طريح الفراش صامت الكلمات لا يستطيع الحراك .

وفي ليلة من ليالي مرضه فاجأ أهله وهو ينهض من فراشه ، ويتجه صوب الماء ، فيتوضأ

كما كان يتوضأ قبل مرضه ، ثم يقبل صوب القبلة ، ويرفع نداء الحق واضحاً جلياً يثير في النفس الكمائن

بما فيه من نغمة حزن من محبٍ لذكر الله ، كان مؤذناً مؤذناً بدخول وقت عمود الدين ، وأول ما يسأل

عنه العبد يوم القيامة ( الصلاة ) قرّة عين محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

وبعد أن ختم الأذان الذي طالماً ردده في حياته كثيراً ، رمقت عيناه اللامعتان فراش المرض الذي لزمه

فاتجه صوبه ، ووضع جنبه الأيمن عليه ، ومد رجليه ، ثم لفظ أنفاسه الأخيرة رحمه الله

لتنتهي صفحة حياته مردداً لنداء الحق المبين