بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة والأخوات الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصتي المؤلمة والتي أضعها بين أيديكم آملاً من الله أن أجد فيكم أحداً مستجاب الدعوة فيدعوا لي بالهداية والعودة إلى الصواب والثبات على الحق .

وأنا إذ أكتب لكم قصتي فهي ليس جهراً بالمعصية لا ولكن من باب أخذ العبرة والحيطة والحذر في الانزلاق في وحل المعصية والرذيلة .. !!

فهي حياتي عشتها بين مرحلتين الأولى مرحلة الأيمان والهداية والسلوك القويم الصحيح ، وبين مرحلة أخرى عشتها في الضياع والمعصية والسلوك السيئ الرديء .

وسوف أوجز قصتي بتصرف قليل وصياغة موضوعية بعيدة عن الخوض في التفاصيل الدقيقة .

أنا شاب نشأت في رعاية أبوين صالحين لهما الفضل بعد الله في توجهي الإسلامي الصحيح وكانا (( رحمهما الله )) حريصان على تعليمي أمور الدين ويرغباني في الصلاة والقرآن والعبادة حتى أصبحت ولله الحمد ذات منهجاً إسلامي متأصل فيه القيم والأخلاق ..

وعندما كبرت التحقت بحلق القرآن الكريم في أحد الجوامع الكبيرة المعروفة وكنت من أفضل الطلبة أخلاقاً وأدباً وحفظاً للقرآن ، حتى أنني وصلت مرحلة التدريس في نفس الحلقة وإماماً للجامع .. !!

وقد حفظ كتاب الله وحفظت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة ، وكنت ذات مظهراً جميل يحبني الجميع ويحترمني كل من رآني .

واستمريت على هذا الطريق سنوات عديدة وأنا حافظاً لكتاب الله محافظاً على صلاتي وفرائضي على أكمل وجه ، لدرجت أني كنت أصلي العشاء بوضوء المغرب أكثر من سبعة سنوات ، وما كنت أغادر الجامع إلا بعد صلاة العشاء ، أي أني أجلس في الجامع أكثر من ثلاثة ساعات يومياً متواصلة .

حتى رزقني الله بوظيفة محترمة وراتب جيد ، وبعدها أخذتُ أفكر في الزواج حتى تزوجت ولله الحمد من بنت صالحة تقية تخاف الله ورزقنا الله بالأولاد .

ومضت حياتي كلها سعادة وإيمان وحب وتقوى وعفاف ولله الحمد .

وذات يوم ....

لا كباقي الأيام ولا كباقي اليالي ، فقد كنت خارجاً من المنزل ذاهباً إلى المسجد لصلاة العشاء وبعد أن انتهت الصلاة ركبت سيارتي وتوجهت إلى أحد الأسواق لشراء بعض حاجيات المنزل الضرورية ....!!

وعندما وصلت السوق ونزلت من السيارة ، إذا بفتاة واقفةً أمامي في المحل وقد نظرت إلي بنظرات غريبة ومتلاحقة ..! حتى خجلت أنا منها وخرجت من المحل خوفاً على نفسي من الفتنة بسبب هذه الفتاة التي مع الأسف كانت ضياعي وانهزامي للشيطان ... !!!!

وبعدها دخلت أحد المحلات في نفس السوق ، وإذا بنفس الفتاة التي رأيتها في المحل الأول ، فاستعذت بالله وخرجت من المحل .. !!

وبعدها ركبت السيارة متوجهاً إلى البيت ، وإذا تلك الفتاة تقف أمام السيارة !! وتشير بيدها أن توقف .. فتوقفت خائفا منها !! . فأتت إلي وقالت : لو سمحت توصلني البيت .. !!؟

فلم أستطع إجابتها مطلاقاً ، لأني لم أتعود من قبل الحديث مع أي فتاة ، فقالت مرة أخرى : لو سمحت ممكن توصلني البيت .. فقلت لها : آسف لا أستطيع .. فقالت لي : أنا خائفة جداً أركب مع أي واحد ثاني بس أنت شكلك فيك الخير ... ؟؟؟ !!!!

فقلت لها : إذاً أركبي معي لأوصلك البيت .........

ومن هنا بدأت المرحلة الثانية من حياتي ، وهي مرحلة الإنتكاسة والضياع .

وسوف أكمل لكم هذه القصة في الأيام القادمة بإذن الله .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي لكم
إداري
marhba@saudipostal.com