بدء ملتقى مبتعثي أمريكا ونيوزلندا وسنغافورة غداً
الشيخ المطلق يجيز للمبتعثين الزواج بنية الطلاق





متابعة: أحمد الجميعة، متعب أبو ظهير، مي الشايع
يبدأ غداً السبت أعمال "ملتقى المبتعثين" الخاص ببرنامج الولايات المتحدة الأمريكية ونيوزلندا وسنغافورة للطلاب والطالبات في جميع المستويات، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، الذي تشرف عليه وزارة التعليم العالي، وينفذه معهد البحوث والخدمات الاستشارية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في فندق مداريم كراون، بمدينة الرياض، ويستمر لمدة ثلاثة أيام.

محاضرة الشيخ عبدالله المطلق

التقى فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد المطلق عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الطلاب المبتعثين إلى شرق آسيا (اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، الهند) في محاضرة عامة للطلاب المبتعثين أكد خلالها على أهمية مسؤولية المبتعث تجاه دينه ثم وطنه داعياً المبتعثين إلى أن يمثلوا بلادهم خير تمثيل بأخلاقهم وآدابهم الإسلامية والحفاظ على وقتهم بالأعمال الصالحة والنافعة.

مؤكداً في الوقت نفسه أن المبتعث السعودي يلاحظ عليه ما لا يلاحظ على غيره خاصة وأن المملكة تمثل لدول شرق آسيا والمسلمين فيها مهد الرسالة وبلاد الحرمين.

وقال فضيلة الشيخ عبدالله المطلق: إن المبتعث يغبطه الكثير لأنه حصل على فرصة تثري معلوماته في جوانب كثيرة في التخصص الذي يدرسه فقد هيأت حكومة خادم الحرمين الشريفين للمبتعثين فرصة عظيمة لمواصلة التعليم في بلاد تقدمت في كثير من المجالات والعلوم والتي نحن في حاجة للاقتباس منها، وحث فضيلته المبتعثين على شكر الله على هذه النعمة ثم شكر خادم الحرمين الشريفين الذي كان سبباً في وجود مثل هذا البرنامج مطالباً المبتعثين باستغلال هذه التسهيلات من قبل هذه الدولة والحصول على الدرجات العليا والتفوق والذي لن يتحقق إلا بشحذ الهمم، وأشار فضيلته إلى أن العلم ينبغي أن يؤخذ بقوة وإصرار وحث فضيلته جميع المبتعثين إلى ترك الكسل والاستعاذة منه دائماً.

وقال فضيلته: إن الطلاب المبتعثين يجب عليهم حفظ الله حتى يحصل لهم التوفيق والسداد في بعثتهم ودراستهم. وأضاف نحن الآن نودعكم وندعو الله أن يوفقكم وسنستقبلكم بعد سنوات محملين إن شاء الله بالعلم والمعرفة الذي سترفعون به راية بلدكم وقال: لا نريدكم أن تكونوا خطباء بل نريد أن تكونوا دعاة بالصمت والقدوة الحسنة لأمة عُرف عنها حسن الخلق والصدق والكثير من السجايا الحسنة.

وبيَّن فضيلته بعض الجوانب الشرعية في بلد الابتعاث مؤكداً أن الجمع والقصر في الصلاة لا يجوز للطالب المبتعث لأن مكان البعثة يعتبر إقامة والمقيم تجب عليه الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين، كما أشار فضيلة الشيخ المطلق أنه يجوز للمبتعث الزواج من بلد الابتعاث بنية الطلاق إذا خشي المبتعث على نفسه، على أن لا يخبر الزوجة بنيته.


محاضرة الدكتور الفوزان

ألقى مساء أمس الدكتور عبدالعزيز بن فوزان الفوزان عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محاضرة بعنوان "أخلاق المسلم وعلاقته بالآخر" أوضح فيها أن المبتعثين مطالبون بعكس صورة الإنسان المسلم الملتزم بتعاليم دينه عن بصيرة وفهم صحيح قائم على وسطية هذا الدين وصلاحيته لكل زمان ومكان بلا إفراط ولا تفريط، مشيراً إلى أن السياسة العامة للتعليم في المملكة العربية السعودية تؤكد على المثل العليا التي جاء بها الإسلام لقيام حضارة إنسانية رشيدة بناءة تهتدي برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، لتحقيق العزة في الدنيا، والسعادة في الدار الآخرة، وقال فضيلته: إن على المبتعث التفكير في هذا الأساس الهام من أسس السياسة العامة للتعليم في بلدك، الذي يجب أن يسعى إليه كل معلم ومتعلم.

وأضاف الدكتور الفوزان: إن المبتعث المسلم لا بد أن يتنبه إلى أنه محط أنظار أفراد مجتمع بلد بعثته وكذلك أقرانه من طلاب المجتمعات الأخرِى، لأن تلك المجتمعات دائماً تعمم ما يقوم به المسلم من سلوكيات وأخلاق على بقية أفراد مجتمعه في الغالب، وأكد فضيلته في هذا الإطار أن الطالب لا بد له أن يستحضر هذا في ذهنه من خلال ما يصدر منه من سلوكيات وأخلاق وتعاملات في مختلف مواقف الحياة التعليمية والاجتماعية.

وتحدث الدكتور خلال محاضرته للطلاب المبتعثين إلى بلاد شرق آسيا عن الصعوبات الدينية داخل الدائرة الإسلامية وسبل التعامل معها فالمبتعثون يعيشون في بلد بعثتهم في بيئة متعددة الأديان والمذاهب، وقال فضيلته إنه يمكن تقسيم الصعوبات داخل الدائرة الإسلامية التي تواجه المبتعثين إلى قسمين، ممارسة الشعائر الدينية، والتعامل مع اتباع المذاهب الإسلامية، حاثاً في الوقت نفسه ضرورة التعامل مع هذه المذاهب والأعراف

والمختلفة كثيرا في بعض الأحيان عن ما عليه المبتعث التعامل الإسلامي الذي يحث على التسامح وحسن التعاطي مع غير المسلم.

من جانبه ألقى الدكتور عبدالله بن ناصر الحمود الأستاذ المشارك بقسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية محاضرة يوم أمس الخميس بعنوان (مسؤولية المبتعث والدور المأمول منه)، أوضح خلالها ان خيار الابتعاث من أصعب طرق طلب العلم، ومن أدق التجارب التي يمر بها الإنسان، مشيرا الى أنه كلما كان التباين كبيرا بين المجتمع الأصلي للمبتعث وبلد الابتعاث الذي يتوجه اليه أصبحت تجربة الابتعاث تجربة غنية حقا، وقادرة على إمداد المبتعث بالكثير من المعارف والمهارات والخبرات، كما تلقي على المبتعث مسؤوليات أكبر في تحقيق الهدف المنشود من الابتعاث بأفضل الفوائد الممكنة.

وقال انه يجب النظر الى مرحلة الابتعاث باعتبارها تجربة فريدة يمر بها الانسان خلال سعيه لاعداد نفسه للمساهمة الأكثر فاعلية في عملية التنمية الشاملة في مجتمعه، وخدمة المجتمع الإنساني، بما يحقق له مزيدا من التقدم والازدهار، ويقدر كثيرون من قادات المجتمع وابنائه، اقدام المبتعثين على تركهم أهلهم وذويهم وبلادهم والتوجه الى بلد الغربة وخوض هذه التجربة الجديدة والغريبة على كثير منهم، بغية مزيد من التأهيل بالاطلاع والمعرفة والتكوين المهني، مشيرا ان خيار الابتعاث يعد في واقع الامر من أصعب طرق طلب العلم، ومن أدق التجارب التي يمر بها الانسان.

وذكر الدكتور الحمود ان من البديهي ان المبتعث يتعرض لكثير من الضغوط الحياتية اليومية، بل لكثير من المغريات والأهواء، التي قد تختلف جذريا مع ما يؤمن به وما يعتقده المسلم، وهنا تأتي المعادلة الأكثر حساسية في حياة المبتعث اثناء البعثة (كلما ازداد تحصين المبتعث لنفسه دينيا، تمكن من تجاوز المغريات والضغوط بسهولة ويسر) والعكس صحيح (فكلما تدنى تحصين المبتعث لنفسه دينيا، أصبح أكثر عرضة للتأثر السلبي بنمط المعيشة، والحياة في بلاد الغربة)، ويمكن للمبتعث أن يزيد من تحصين ذاته، عبر آليات كثيرة، من أهمها الالتزام باداء الواجبات والفروض اليومية في أوقاتها، وعدم التعرض لمواطن الاثارة المخالفة لتعاليم الاسلام، استفتاء العلماء، ومناقشة الزملاء فيما يتعرض له من أحداث ومواقف مهمة، والقراءة في أوقات مختارة والتزود بالمعرفة الشرعية، واتخاذ صحبة طيبة وصالحة، والتعرف على المنهج الوسطي عند المسلمين في التعامل مع الآخرين، مؤكدا في الوقت نفسه ان كثيرا مما يقع فيه المبتعثون من أخطاء تكون إما نتيجة الافراط او التفريط، والتقويم المستمر لفكر وسلوك المجتمع (مقر البعثة) ومقارنته بمبادئ وأحكام الاسلام، وتطوير الحس المقارن النقدي، وعدم الركون الى عادات وأعراف المجتمع دون فهم ودراية بأحكامها.

وبين الدكتور الحمود انه بذلك يكون المبتعث قد أعد نفسه بشكل جيد للتعلم الجيد والانجاز الأفضل، لشعوره بالمسؤولية تجاه دينه وأمته الاسلامية، ثم هو بذلك استطاع ان يتعامل تعاملاً مباشراً مع الحضارة الغربية، ويتعرف عن كثب على مشكلاتها، ويستفيد من جوانبها الايجابية التي وفرت التميز والريادة للمجتمعات الغربية.

يذكر ان جميع المحاضرات تم نقلها مباشرة الى الطالبات المبتعثات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة في الملتقى.

الرابط في جريدة الرياض ..
http://www.alriyadh.com/2007/03/23/article235383.html