المدينة - جدة

أكد نجيب بولعراس «مستشار اتحاد البريد العالمي والمسؤول المكلف بالدول العربية» أن تطبيق البريد السعودي مشروع الأتمتة الشاملة للخدمات البريدية يعد نقلة حضارية نوعية على مستوى دول العالم، مؤكدا أن إتاحة الفرصة للعميل لتتبع ومعرفة وجهة بريده وإخضاع جميع العناوين للتقفي الملاحي عن طريق الأنظمة المتطورة خدمة متقدمة للغاية. وأكد أن مشروع البريد السعودي «واصل» يعد ثورة في صناعة البريد عالميا، مؤكدا أن التجربة قابلة للتصدير إلى الخارج للاستفادة منها على نطاق واسع. وقال في تصريح صحفي على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي للتقنيات المعلوماتية والبريدية الذي ينطلق في جدة الأسبوع المقبل إن نظام الرمز البريدي الجديد في المملكة على درجة عالية من الدقة والتعقيد بحيث لا تصبح هناك حاجة معه لأنظمة تحديد المواقع الجغرافية.

وأشاد المستشار نجيب بتحول المؤسسة البريدية السعودية من حالة الركود إلى مرحلة وصفها بـ«الإصلاحية» لمواكبة التقدم الكبير في مجال الاتصال البريدي، بالإضافة إلى استحداث المؤسسة شركات تابعة لها تعمل مع القطاع الخاص لتقديم الخدمات سواء في النقل أو التوزيع. وأشار إلى أن المشاريع الإستراتيجية والإصلاحات الهيكلية في المؤسسة تتفق مع التوجهات الدولية للبريد العالمي، وتتماشى مع انتقال المملكة للعمل الإلكتروني والتقني في معظم قطاعاتها وتؤهل البلاد في مجال الخدمة خصوصا بعد انضمامها لمنظمة التجارة العالمية.

وأوضح مستشار اتحاد البريد العالمي أن المملكة والتي تمتد على مساحة شاسعة تعادل مساحة أوروبا تقريبا، لم يكن فيها حتى وقت قريب نظام عناوين ثابت إلا في بعض المدن، مؤكدا نجاحها عبر مؤسسة البريد السعودي بوضع نظام عنونة لم تعتمد خلاله على أسماء الشوارع فقط بل على التكنولوجيا الحديثة لرسم المناطق وتحديد المواقع وأرقام الشوارع بالدمج بين نظام العنونة وتكنولوجيا تحديد المواقع عن طريق الأقمار الصناعية، مما يساعد على تحديد مواقع وأماكن التسليم وعلى أتمتة عملية تسليم البريد ثورة في صناعة البريد العالمي.

ووصف بولعراس مشروع البريد السعودي «واصل» بأنه الأكبر من نوعه في اقتصادات البريد، ويمثل ثورة في صناعة البريد العالمي، لاسيما اعتماده على تقنيات بريدية متقدمة، تطبق للمرة الأولى، كالصناديق البريدية الرقمية الإلكترونية، وطبيعة التقنيات المستخدمة في معالجة وإرسال واستقبال الرسائل. مضيفا أن المملكة يمكن لها مستقبلا أن تقوم بعمليات دعم وتصدير فني لتجربة هذا المشروع الضخم.

وشدد المستشار بولعراس على الاستفادة من عمليات التحويلات المالية، باقتطاع البريد لجزء من سوق التحويلات المالية قائمة وبقوة وقال: عند الحديث عن السعودية على وجه التحديد، والتي تمثل ثاني دولة في العالم من حيث التحويلات المالية للخارج بمعدل 150 مليار ريال تقريبا سنويا تمر عبر البنوك والمؤسسات المالية يمكن استغلال البريد فى تقديم هذه الخدمة. مؤكدا انضمام المملكة مؤخرا إلى سوق التحويلات المالية العالمية ومن المقرر دخولها في الشبكة العربية للحوالات المالية والتي تضم عددا كبيرا من الدول العربية، ودعا بولعراس إلى انضمام جميع الدول العربية إلى هذه الشبكة خاصة أن الأنشطة والخدمات التي يمكن أن يتم طرحها كفيلة بتطوير الاستثمار في قطاع البريد، وقال إن جذب جزء من شريحة الأعداد الهائلة من العمالة في السعودية وضمها إلى خدمات الحوالات عبر البريد من شأنه أن يزيد من إيرادات البريد.

وحول التحديات التي تواجه البريد السعودي أكد المستشار نجيب بولعراس أن أكبر تحدٍ سيواجهه السعوديون في قطاع البريد هو إكمال الإصلاحات البريدية ونوعية الآلية التي سيتم بها معالجة الأوضاع وتحقيق التوازن المالي جنبا إلى جنب مع البحث عن التطوير برؤية اقتصادية وربحية. وأضاف أن البريد لم يعد فقط مجرد رسوم على طابع أو ختم، بل قطاع اقتصادي قوي وضخم لم يتم الاستفادة منه بشكل جيد لاسيما فى السعودية التي تتمتع بمعطيات فنية وتقنية عالية مشددا على ضرورة وجود رؤية استثمارية راقية ومتطورة تضمن تحقيق الربحية وتقديم الخدمة البريدية النموذجية.
http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1023462