مدير الموظفين خادمهم
إبراهيم بن سليمان الحيدري
المدير: كلمة تحمل معاني كثيرة في أذهان الناس. ويحتل المدير مكانة اجتماعية مميزة؛ ولعل هذا ناتج من أهمية الدور الذي يؤديه في المنظومة الإدارية وأهمية الوظائف التي يتحمل مسؤوليتها كالتخطيط وبناء التنظيم، بالإضافة إلى الرقابة والتوجيه.
ومع أهمية هذه الوظائف إلا أن بعض المديرين قد ينشغل بها عن وظيفة لا تقل عنها أهمية وهي ما يمكن أن نطلق عليها «
خدمة الموظفين».
نعم! خدمة الموظفين
فالعنصر البشري في المنظمة الإدارية هو عمودها الفقري، وهو المورد الذي تفوق قيمته أهمية موارد المنظمة الإدارية الأخرى كالموارد المالية والمادية، وهو في نهاية الدائرة الإدارية من يباشر الأعمال وينفذ المهام، ولذا فإن جزءاً من وقت وجهد المدير ينبغي أن يتوجه بشكل دوري للاهتمام بالموظفين، وتذليل العقبات التي تواجههم في أداء أعمالهم وتكوين بيئة تنظيمية مناسبة تتضمن توضيح المهام والصلاحيات وقنوات الاتصال، وتكوين بيئة اجتماعية مريحة بإنشاء علاقات ومناسبات اجتماعية فيما بينه وبين الموظفين وبين الموظفين أنفسهم، وتجهيز بيئة مادية جيدة يتوفر فيها المكان اللائق والأدوات المناسبة للموظف.
إنها ليست مبالغة؛ فنجاح الموظفين هو نجاح للمدير والإدارة بالدرجة الأولى في نهاية المطاف.
إن شعار: «
مدير الموظفين خادمهم » جدير بأن يحوّل الرقابة إلى مساندة، والعقاب إلى نصح وتطوير، وهذا يستدعي أن يفتح الأبواب الخشبية المغلقة والحواجز النفسية الرفيعة التي تحيط بالمدير عادة، وأن تتحول الاجتماعات الكئيبة إلى لقاءات أخوية ودية، وأن تحوِّل الموظف من متلقٍّ للقرارات إلى مشارك في اتخاذها متحمس لتنفيذها.
إن ممارسة فكرة (
مدير الموظفين خادمهم ) سيقلب الهرم الإداري ليكون رأسه إلى أسفل، ويكون للموظفين وزنهم وكلمتهم المسموعة؛ لكنه كذلك سيقلب بعض القناعات التي تعشش في ذهن بعض الناس والتي ترى في المدير: صلاحيات مطلقة، ورغبات محققة، وأوامر مسموعة، وخدمة تتجاوز خدمة الفنادق الفخمة من قِبَل موظفيها.
مشهد:
وقف المدير أمام أحد الموظفين العاملين معه وهو يمسك ورقة وقلماً وقال: «
أي خدمة؟ ».
----------------------------------------
(*) ماجستير في الإدارة، باحث في إدارة العمل الخيري.
نقله ونسقه لكم:
بوعبدالعزيز