مسـاءكـم جميـل ..
ومايليق إلا .. بأحبـابـي
كنـا انـا.. وزمـيـلتـي ..
ونادمـاسألت زمـيـلـتـي .. خـلال تـوقفـها القصيـر .. فـي إحـدى رحـلاتها الـدائمـة .. من منطقـة بـريـد .. إلى.. منطقــة بــريــد أخـرى :
من الـذي خلـع عـنـك .. نـصـف مـلابسـك الأســفـل ؟؟؟
فهـربت بعينـاهـا.. نحـو تلك الساحـه المـلونـة .. ففـي تلك السـاحـه المـلونـه
تلك هـي التـي .. تتحـرك خلـف جـدار .. ذاكـرتـهـا
ثـم جــاوبتنـي :
كـان"تلك" مـابيـن الثـامنـة .. والتـاسعـة صبـا حـا
فـلم تجبنـي عـلـى .." مـن.." بـل أجـابـت هـي عـلى.." متـى .."
لم أكـن أفهـم .. بان زميـلتـي .. لـم تـفـهـم
ففهمـت بأن زميـلـتـي.. تعيش الأن نشـوة تـوهـانـها .. ويتمـازج مـع شخصـا اخـر.. داخـل ذاكـرتـهـا
.. فهل أنـا أفهــم ؟؟
فبعـدهـا تذكرت مـاراح منـا .. و مـا فقــدنـاه ..
لقد أفقـدتنـا أكيـاس الـبـريـد ..آخـر ما تبقى مـن وعـي داخـل عقولنـا
فـحـق وواجـب .. علينا الـتـوهـان
التـوهـان !!!
هـو مايجعـلك .. أينمـا وليـت مقبـلا .. مـدبرا .. لاتجـد داخـلك سـوى "فـراغ"
فتفسـر نظـام الكـون عـلى تـوهانـك .. وتفسـر تعـافب الليل والنهـار عـلى تـوهـانـك
وتكتشـف الأشيـاء على تـوهـانـك .. فتظـن بأنـك ذاك الفطـن عـلى تـوهـانـك .. وفجـأه تكتشـف سـر وجـودك .. وأنـك مـوجـود .. وعلى تـوهـانـك أيضـا
نغـوص داخـل تلك الشـوارع .. و تأتى أمـامنـا تـائـه
مـن تائـه ..
مجـرد صـوره مـن .. صـور أكيـاس الـبـريـد
أنتم تتفهمـوا بالتأكيـد .. أعـراض وأنـواع التـوهـان..
و تستطيعـوا بأن تلتمسـوا .. لأخيكـم رعــدا .. العـذر لتلعثمـي هنـا
أو تعلـثم ماأكتبـه .. هناك
فأنـا أتلعثم ..إذن أنا.. موجودا
وأنا أعـرف أكتب أ ..أوب .. فأنا مـوجـود
انـا أفكـر و أقـرأ الحـروف ولاأفهـم .. إذن أنـا مـوجـود ..
وأيضـا أنا يبـدو لي أنـا غير موجود .. إذن فـأنـا مـوجـود
و هل هناك هنـا لـدينـا .. مـوظـف غيـر مـوجـود وتـائـه! ! !
وهل هناك وهنـا غير موجــود .. و يبــدو وأنـا ؟ ! !
فمن أعـظـم أعـراض التوهـان .. ان تتخبـط .. وهذا نعمـة عظيمـة
تتخبـط في ماذا .. في مـا أنـت متخبـطا بـه !!!
فى علم الفلسفـة .. تقـرأ تتـوة .. تحـاول تفهـم تتـوه
فـي عـلم المنطق تـدخـل داخـله تتـوه .. فكيـف تخـوض
غمـاره وأنـت تـائـه ..!!
و أنا يعجبنـي كثيـرا ..أنـا.. فلولا انا .. لكنـت الآن كـزميـلتـي .. تائهـا رغـم أنـفى
و أنا أيضاً أستمتـع بـرائحـة الألوان بينـكـم .. تلك وترى هي الألوان التي أراهـا
فهـل :
يلـزمنـي أنـا وأنتم .. داخـل تـوهانكـم مثـلي .. أن أشيـر لـذاك هنـاك إختـلاطا فـي الحـواس
وأنـا أيضـا .. تعجبنـي الأشجـان حيـن مـا .. تتـدلـى من قـلب مـوظـف بريـد تائـه
فيلتقطهـا قلبا لمـوظـف .. آخـر قابـع داخـل سـرداب .. مـن سـراديب التـوهـان
وأنا تعجبنـي كثيـرا .. أوراقكـم وحبـركم وأقـلامكـم ..
وأنـا ايضـا مـغـرمـا.. بالسخـريـة والتـرياق .. و بالأسفـار نحـو الواق واق
فمعنـى التـوهـان :
وإن لم تخنى خـائنتـي .. أعـنـي إن لم تـذكـرنـي ذاكـرتـي ..
ومـا أعنـي حقـا ..... ... لا يـهـم .. ما أ عنـي
مادمتم أنتـم تـفهمـون .. مـا أعـنـي
والأهـم هو أنـه يـوجـد قـوم .. قـد عاشـوا هـذا التـوهـان قبـلكـم ..
فى أوان السـلاف .. أعـنـي .. سـالـف الأوان
ولكـم اجمـل تحيـه من أنـا
محبكـم رعـدالـبـريـد