قرأتُ شِعراً ...... فضحكتُ باكياً

صلوات الله عليك يا خاتم النبيين اذ قلت -وما تنطق عن الهوى- (ان من الشعر لحكمة وان من البيان لسحرا)...شئت يوماً ان أتصفح شيئاً من شعر الشيخ احمد الوائلي(رحمه الله) .. ولاح لي بين طيات احدى قصائده بيتٌ من أروع ما قيل في بابه :

(ومَشتْ تُصِنّفُنا يَِدُ مَسْمومَة ٌ مُتسنّنٌ هذا وذا مُتشيّعُ )
فجال قي خاطري غيضٌ من فيض ما قرأت عن المسلمين وتأريخهم الزاخر بآلام الفرقة والتناحر مما زُرع ويُزرع إلى يومنا بين جموع المسلمين لتفتيتهم وتمزيقهم شر ممزق.. والأهداف مفضوحة والى الله المشتكى!

مضت عليَّ لحظات تأمل في بيت الشعر وكأني صحوت من غفلة فضحكت من أعماق قلبي وأنا ابكي بدمع غزير!(متسنن هذا وذا متشيع)..أتسال متعجباً:أي وحدة تلك التي ننادى بها بين الشيعة والسنة على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم ومناهلهم؟ بل أي وحدة ونحن من نسمى(الشيعة) لسنا متوحدين؟ بل نقولها بقلوب يملأها القيح من الأسف والحسرة ..أننا أصبحنا طوائف متناثرة وأحزاباً متنافرة او كما قال تعالى ( كل حزبٍ بما لديهم فرحون)..ولن اذهب شرقاً او اعرج غرباً,سأجعل من هذا البلد الجر يح مثلاً...تعددت وتنوعت الاحزاب والمنظمات والمراكز الثقافية والاسلامية وتحت مختلف المسميات(والتي من المفترض ان تذوب تحت لواء الاسلام) ولست انكر بما في ذلك من دلالة على نهضة في التوعية والتثقيف الديني والتربوي والعلمي,لكن الذي يثير الحسرة والألم ويحز في النفس هو ما يصدق عليه القول الشهير(كل يدعي وصلاً بليلى)..

الا يرى الأخوة القائمون على تلك المراكز والمنظمات والأحزاب ان من الأفضل نكران الذات وترجمة الجهود التي تعمل منفردة(كل يعمل على شاكلته) الى جهد متكامل يشترك فيه الجميع طالما ان الهدف واحد وهو إعلاء كلمة(لا اله الا الله)وتجسيد الإسلام المحمدي الأصيل في مختلف جوانب الحياة.. ومن الواضح جداً ان لهذا التوحد الكثير من المردودات الدينية والأخلاقية والاجتماعية والمادية والتي من الممكن ان تسهم في تذليل اكبر كم من المصاعب والعوائق التي تعترض العمل لو كان منفرداً .. ولكن! هل سمعت بقول الشاعر الكريم:

(يا أيها الوطن الجريح المستباح....

والمدعون به كثير....

والمبتلى من لعنة النفط الوفير...

لو جف ضرعك كنت لي أبهى وأغلى...

لو شف نبعك كنت أعذب كنت أحلى...

لو قل نفعك ما ادعاك المدعون...

لو غار نفطك ما غزاك الطامعون...

لكنك الوطن الذي يفدى بأحداق العيون)
إخوتي الأعزاء:

أبثكم لا أحب الشكاة ولكنها همسة الحائر

لنكن مثالاً معبراً يحمل هموم الإسلام والمسلمين..وكما اراد لنا نبي الرحمة (ص) وهو أسوتنا وقدوتنا اذ وحد المسلمين في أحلك الظروف.. فكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.. وان لا نكون مصداقاً من مصاديق قوله تعالى مخاطباً نبيه: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ….}
والله من وراء القصد