بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه وسلم .

أما بعد ... أحبتي في الله ..


هل أرتقيتم ؟؟؟ هل تشعرون بأنكم بحق في أعظم أيام الدهر ؟؟؟ لماذا لا ألمس تفاعلكم كما ينبغي ؟؟ لماذا دائما تكونون ردود أفعال للواقع الذي تعيشونه ، تخوضون كيفما خاض الناس ، ألم تعلموا فضل العشر ؟؟

أسئلة تحتاج لجواب عاجل من داخل قلوبكم لرأب الصدع وإستدراك الأمر :

(1) هل تتحسرون على فوات الحج هذا العام ؟؟؟ " إن عبدا أصححت له جسمه ، ووسعت عليه في معيشته ، تمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم " [ رواه ابن حبان وصححه الألباني ] وماذا صنعت عمليا لاستدراك ذلك ؟

(2) هل تشعرون بقلوبكم أنها في أفضل أحوالها في زمان أفضل الأعمال وأحبها إلى الله تعالى ؟؟ ماذا فعلت لتطهيرها وإعادة شحنها ؟

(3) هل تميزت هذه الأيام الفائتة عن أيام رمضان الماضي ؟ أم العكس صحيح ، أم لا فرق ؟

(4) ما أفضل قربة تقربتم بها على مدى الأيام الماضية ؟؟ هل شعرتم بأثر ذلك في قلوبكم ؟

أجيبوني - عباد الله - وراقبوا أحوالكم وأفيقوا من غفلتكم ، هذا زمان الجد والاجتهاد ، لا مجال للتقاعس ولا التخاذل ولا الكسل .

من سينفض الغبار ويكون شعار أيامه ( شعار العشر ) كما جاءت على لسان نبي الله موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : {.. سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }[الأعراف: 143]

الواجب العملي :

(1) تصحيح مسألة الصلاة في أول الوقت وتكبيرة الإحرام .

(2) زيادة التعظيم لله تعالى بكثرة التكبير ( كتكبير العيد لإحياء السنة ) وذكرها ضمن الباقيات الصالحات ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) .

(3) من لهج بذكر ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ) فزاد على (200) مرة الواردة في الحديث الذي ذكرناه بالأمس ، من كان السابق بالخيرات ؟؟

(4) القرآن يا مجتهدون كيف حاله ؟؟؟ أنتهيتم من ختمة أم أكثر ؟!!!!! تذكر ما كنت تصنع في رمضان ، ولا تقل : ظروفي وأحوالي ،قال وهب بن منبه : " من يتعبد يزدد قوة "


تذكروا هذه اللطيفة :

سورة الحج بدأت بالتقوى وأنتهت بالجهاد في الله حق المجاهدة، فالحج ليس أقوال وأفعال جوفاء ،
{..وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى..}[الحج: 37] ..{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }[العنكبوت: 69]

والله يتولى أمورنا ويدبر لنا الخير ويعيننا على ما يحب ويرضى ..

كتبه: الشيخ هاني حلمي
موقع منهج الإسلامي