يحاول صندوق التنمية العقارية الالتفاف بشكل واضح على أحقية المواطنين باستلام قروضهم بحجة أن لديهم مساكن على الرغم من أنهم لم يستفيدوا من قرض الصندوق سابقاً.. فما ذنب المواطن الذي بنى مسكنه بديون أثقلت كاهله على أمل تسديدها من قرض الصندوق، لاسيما وان المواطن حينما يرغب ببناء منزله على حسابه الشخصي قبل القرض يراجع الصندوق ويحصل على تقرير بعد أن يزور مراقب الصندوق موقع البناء ويتأكد من اكتمال الهيكل الإنشائي، وهذا دليل قاطع على ان انظمة الصندوق تسمح بالبناء ثم صرف القرض حتى بعد السكن ؟ ** ثم هل من صلاحية مدير الصندوق أن يتخذ مثل هذا القرار الذي سيحبط معنوية المواطن ويجعله يعيش في دوامة تسديد الديون ، لاسيما وان نظام الصندوق ومنذ نشأته يجيز لكل مواطن الاستفادة من خدماته ، فما الذي تغير الآن ؟ ** إن مثل هذا الالتفاف المخجل فيه تجاهل تام لظروف المواطنين، وتجاهل أيضا لحجم الديون التي تكبدها المواطن في سبيل امتلاك السكن .. هذا الالتفاف يسلب فرحة المواطن بقرارات خادم الحرمين الشريفين بزيادة التمويل العقاري إلى نصف مليون ريال ، وكذلك التسريع في قوائم الانتظار ، فهل كان يجب على المواطن أن يبقى بدون سكن نحوعشرين عام وهي فترة الانتظار التي كان يستغرقها القرض سابقاً. ** مدير الصندوق في تبريره لحرمان مواطنين من قروضهم حاول القفز على الحقائق فمن شروط الصندوق ان لا يكون المواطن قد استفاد من خدمات الصندوق سابقاً ، فلماذا يتم ألان تغيير هذا الشرط إلى عدم امتلاك سكن؟ ولماذا لا ينظر إلى كيفية امتلاك المسكن، في ظل الارتفاع الهائل في أسعار الأراضي وتكلفة البناء ؟ ** الصندوق ليس صندوقا خيرياً، وإنما هو احد الصناديق الوطنية التي يحق لكل مواطن الاستفادة منه مرة واحد في العمر ، وهذا من ابسط حقوق المواطن التي تساعده على امتلاك منزل يؤي أسرته بعد أن أعيته الإيجارات وأنهكته الديون . ** خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- حينما أصدر أوامره الكريمة كان يستهدف بها التخفيف على المواطن وتوفير العيش الكريم، ومن أهمها تيسير امتلاك السكن ، وتلك الأوامر التاريخية حين صدرت لم تتضمن حرمان أي مواطن من قرض الصندوق ، فلماذا يحاول البعض وضع العراقيل في طريق استفادة المواطن من تلك الأوامر الملكية الواضحة والمفرحة لكل قلب سعودي ؟