من منغصات حياتنا أن يُبْتَلَى المرءُ فيها بمعاشرة أصناف سيئة من الناس يتلوَّنون كالحرباء ويتصفون بكل صفات الخيانة والغدر والمكر والخداع .

إذا أقبل عليك حسبته من خيرة الناس ، وإذا خرج من عندك تناولك بلسانه ولم يترك فيك حسنة إلا قبَّحها ، ولا خصلةً حميدة إلا قَلَبها ، فهؤلاء القوم يجيدون الأكل على كل الموائد ، ويتظاهرون بالصدق والطيبة والتفاني والإخلاص ، ويدَّعون الفضيلة والقرب من الله تعالى ، ويزعمون أنهم من أهل الفضل والتقوى والصلاح ، ويدَّعُون أنهم يقدِّمون المصلحة العامة على مصالحهم الشخصية ، ويتظاهرون بما ليس فيه م، ويقولون مالا يفعلون ، ويعظِّمون أعمالهم وإنجازاتِهم ولو كانت قليلة وغير مهمة ، ويفتخرون كثيرا ببراعتهم ، ويمتدحون أنفسهم وينسبون لها كل الفضل ، ويمجِّدونها بأعمال لم يؤدوها ولم يقوموا بها، أو ربما شاركوا فيها بما لا يُذكر من الجهد!!
وسرعان ما تجدهم يتلصقون في رؤسائهم ، ويبادرون بخدمتهم الشخصية حتى بعضهم سرعان ما يبادر بصب القهوة والشاي وقد لا يتورع في جلب الحذاء للمسئول عنه للتقرب منه ، الحلال ما حلَّ في أيديهم، ولو حل في أيدي غيرهم شيء من الحلال ولو يسير حرَّمُوه، يتسلقون بكل الوسائل للوصل إلى بُغيتهم، لا يأبهون بقبيح أعمالهم، انتُزِع الحياء من وجوههم، يسارعون في حرمان كل خير لغيرهم، بكل وسيلة شيطانية،.. وهذه الفئة من الناس تمتلك قدرة فائقة على التشكُّل والتَّلوُّن بحسب الظروف والأحوال، وكل غايتهم الوصول إلى القمة ولو على حساب شقاء ومعاناة الآخرين وامتصاص دمائهم وأكل عرَقِهم .

ولا يقتصر خطر هؤلاء على ظلم زملائهم في العمل وتشويه صورتهم والافتراء عليهم بل يمتد شرهم للمجتمع كله حيث يحبطون ذوي القدرات وأصحاب الكفاءات المتميزة القادرة على صنع النهضة .

ومؤسف حقاً أن ينخدع الناس بهؤلاء الأفَّاقين، ومحزن جداً أن يثق المدراء والرؤساء فيهم، ويصغُون إليهم ويسمعون كلامهم، ويأخذون بمشورتهم ونصحهم ، دون معرفة حقيقة سوء طِباعهم، وخبثِ طويتهم، فكأنما يتجرع المرء بذلك سمًّا زعافاً دون أن يشعر .

ومن الواجب علينا محاصرة هؤلاء المتسلقين، وكشف خطرهم، وفضح وسائلهم؛ لحماية المجتمع منهم ومن أضرارهم، كما يجب عزلهم اجتماعيا ووظيفيا وعلاجهم كما يعالج مدمن المخدرات وغيره، وإلى الله المشتكى والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!!


-- منقول من الفيس بوك --