يجلس امامي, يقلب في صفحات متناثرة على مكتبة العتيق, وبين أصبعية قلم رصاص تجرد من كل حقوقه المعتبرة شرعا حتى اصبح كعود تنظيف الاسنان التالف .
مخاطبا اياي والى يمينة رف خشبي قد بدا منهكا من اثار دابة الربية التي اخذت في نهشة من كل جانب. ومن اعلى منه رف اخر يحمل على عاتقة بعض من الدوسيهات التي تعاني سمنه مفرطة من عامل اوراق التعاميم المتلاحقة يوميا. . يحدثني بعد زفرة مرتفعة بانت اثاراها في الاوراق التي تناثرت يمنتا ويسرة قائلا : آآآآآآآآه يا صديقي. . عندما تلمس حولك من تطلعات ادارية وافكار تجارية بحتة تعنى بتوفير اكبر قدر ممكن من الموارد المالية للمؤسسة, وسط دفع حثيث الى مشاركتنا نحن معشر الموظفين عبر رسائل دعائية ضمنية تطالعنا يوميا عبر الايميل الرسمي من خلال تسويق لمنتجاتنا وخدماتنا البريدية.
تجد نفسك مسؤول في المشاركة الخدمية والبحث الجاد عن سبل دعم تلك الموارد من خلال افكار وجهود شخصية في التسويق وبناء العلاقات الاجتماعية لايصال الرسالة الدعائية عن اخر منتجات المؤسسة وخدماتها المتوفرة والتطلعات المستقبلية.
الا انك تصطدم بواقع اداري اكبر همه هو الحفاظ على الكرسي مهما تكن النتائج . ويبذل قصار الجهد لتحجيم كثير من الافكار وكبح جماح المنجز حتى ولو على حساب الطاقة المتوفرة لديك !

يوما بعد يوم , وتثبيط يخلفه تعقيد , وتبرير يتبعه تناقض. لا تجد سبيلا سوى الانصياع مكرها لرغبات ذلك الكرسي او من يشغل حيزه !! ( انتهى حديثة ) .

هون عليك يا صديقي المُحبط, شأت ام ابيت فهي السياسة المتبعة دائما وابدا في كثير من مؤسساتنا. . قم ونفض الربية من على ارففك , واجمع اوراقك في حافظة حتى تستفد منها وقت الحاجة فاني اتنبأ عن ازمت تقشف سوف تجتاحنا قريبا . . في ظني والله اعلم .

الثلاثاء _ 8 / 3 / 1436هـ