أبو حمد رجل هلكته الديون والقروض والالتزمات
ولا يبقى من راتبه إلا 1800 ريال يصرف منها على أسرته المكونة من 9 أبناء وزوجته
كيف تراكمت الديون ؟
كل ما حل الإيجار ذهب واقترض فزادت القروض 1500 حتى لم يبقى من مرتبه إلا 1800 ريال
ولكنه يتظاهر بالقوة أمام أبنائه وهو في الحقيقة منهار تماما
كل يوم إثنين من بعد الظهر يقابل قناة السعودية ليسمع أخبار مجلس الوزراء وينتظر الخبر الذي انتشر وهو تعديل سلم رواتب الموظفين ليتساوا مع سلالم موظفي دول الخليج العربي .
وفي يوم الإثنين 26 سبتمبر 2016م كان أبا حمد متضايق ماديا ولكن كان يشعر بأن هناك أخبار جيدة ، فبدأ بسيطرته على جهاز التلفاز وأسكت عائلته لكي يستمع لقرارات مجلس الوزراء لعل فيها ما يذهب ضيق صدره ويعينه على تقليص ديونه والأقساط التي عليه .
فصدر هذا القرار :
2 - تعديل أو إلغاء أو إيقاف بعض العلاوات والبدلات والمكافآت والمزايا المالية ومنها : أولا : عدم منح العلاوة السنوية في العام الهجري (1438)
فشعر أبا حمد بمغص في بطنه حيث كان يعول ويبني على هذه الزيادة الكثير وقرر عدم الاتفات إلى عائلته التي كانت تجلس خلفه لكي يتلاشى نظرات الحزن والشفقة ، واستمر بالمتابعة لعل هناك خبر يزيل هذا المغص الذي ضرب بطنه من هذا الخبر . وتناول كأس من الماء ليرطب فمه الذي نشف تماما .
9 - إيقاف المكافأة الشهرية المضافة على الراتب المقررة في لائحة موظفي ومستخدمي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية
بعد هذا الخبر الذي كان صاعقة دمرت أبا حمد تماما ، حيث أصيب بدوار لم يعد يسمع ولا يشعر بمن حوله ، كان يشعر بطنين قوي في أذنيه ، ولم يعد يستطع أن يبلع جرعة الماء الذي شربها وزادت نبضات قلبه حتى بدأ يسمعها في أذنيه كأنها قرع طبول .
لأن هذا القرار سوف يأخذ من مرتبه 2000 ريالاً ، وهو بالأصل لا يبقى من راتبه إلا 1800 ريال !!!!!!!
هذا يعني أنه سوف يعاني من عجز مالي أبدي 200 ريال شهرياً
فاستمر بمقابلة التلفاز لعله يسمع خبر كتعويض أو تسديد ديون المواطنين أو أي خبر بمثابة المعجزة .
12 - الغاء المكافأة السنوية التي تصرف في أول شهر رمضان للمشمولين بلائحة موظفي ومستخدمي المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية : - التعديل : - يكون مقدارها (راتب شهر) .
هنا سارع أبا حمد بالذهاب إلى دورة المياه ( أجلكم الله ) وبدأ يتقيأ لا إرادياً ، مما حذا بأبناءه انقاذه والذهاب به إلى السرير ومحاولة التخفيف عنه ،
فهو رب أسرة لن يعد قادر على الصرف عليها ، وبالتالي سوف يكون مهدد للطرد من المنزل المستأجر ولن يكن قادرا على الصرف على أسرته تماما لا تعليم ولا حتى النسبة المقررة للتأمين للمستشفيات .
وعليه الالتزام بأوقات الدوام حيث أنه لن يفرح بريالا واحد من وراء هذا الدوام وعليه أن يبحث عن وسيلة رزق لا تقل عن 200 ريال شهريا لكي يسد العجز الطارئ على راتبه .
وها هو الان مضى قرابة أربعة شهور على هذه المأساة يقول أبا حمد أنه يعيش على سلفيات مستمرة من أقربائه 50 ريال و 100 ريال لكي يستطيع شراء الطعام وفي أيام كثيرة يعيش أسرته بدون طعام .
وهو الآن يعيش على أمل تحول البريد السعودي إلى شركة وهذا ما أفهم به أقربائه ليستمرون في دعمه .
أبا حمد يقول بأننا فداءا لوطننا الغالي ولكن حياتنا أصبحت صعبة ولن نستطيع العيش إلا إذا شاء الله أمراً آخر .