السنتان الماضيتان لم تكن الأكثر إحباطا للموظف المنكوب في البريد بل سبقتهما سنوات ماضية رأى الموظف البريدي فيها من الويلات ماالله به عليم ولا أعني أبدا أن السنتين الماضيتين كانتا أهون من سابقاتها بالتأكيد وصل بنا الحال من سيء إلى أسوأ بمرتين في ظل التغييرات التنظيمية وغيرها .لكن دعونا نمعن النظر في الأسباب التي أدت على مرور السنوات الماضية الى هذا الحال من الضياع والتيه وضبابية الرؤية والفشل المستمر عام تلو عام من النظرة الأولى علَق عدد لا بأس به من الموظفين أسباب الفشل على الإدارة العليا على اختلاف مستوياتها التنظيمية والإدارية ( رئيس ، ونواب أو مشرفي عموم، ومستشارين ) .ومن الجهة أخرى علق عدد من الإدارة العليا أسباب الفشل على الموظفين وعلى اختلاف مستوياتهم الإدارية ( مدراء عموم ،مشرفين ، موظف فني أو إداري الخ ) وهذا ماحدث في الواقع والدليل على ذلك التغييرات التي طرأت مؤخرا في عملية الاستقطاب ، واستبعاد الموظفين الرسميين من دائرة الإدارة العليا إلا من أحسن التصرف والأدب .دعونا نسلَم جدلا أن أحد أسباب الفشل هم الموظفون على اختلاف مستوياتهم و نمعن النظر مرة أخرى في أسباب فشل الموظفين في بذل الجهود والمضي قدما بالأعمال وتحقيق الطموح والنتائج المرجوه سنجد أن الفهم غير الكافي للعمل البريدي والخيارات والالتزامات الغير مسؤولة والإجراءات والقرارات التي تتخذها الإدارة العليا هي المسؤولة عن تلك النتائج ومن الطبيعي أن تصل بالمؤسسة إلى السقوط وتراجع انتاجية الموظفين العاملين بها وصولا الى الفشل ، ان كانت تدار من قبل أشخاص يفتقرون للخبرة والمهارات الكافية المطلوبة لمناصبهم ومهامهم الإدارية ، وانتهاجهم لخطط عشوائية ولا يتبعون أساسيات العمل الناجح من الإدارة الجيدة والتخطيط وهذا كله لا يقتصر على السنتين الماضيتين فحسب بل كان نتاج خيارات اتخذتها جميع الإدارات التي مرت على تاريخ المؤسسة . ورغم كل شيء أدعوكم للتفاءل ،، وياليتني أقدر .