اتصل بي وقال أريد أن أجلس معك (( ياخالي )) فقلت له حياك الله فلما حضر عندي في منزلي وأذا بيده اليمنى ورقة بيضاء مطوية وبعد أن جلس قليلاً قال لقد جئت اليك لتبدي لي رأيك حول موضوع كتبة فلما قرءت ماتحتوية عباراتة قلت لة بارك اللة فيك وزادك علماً 0 أن أستمريت في الكتابة فسوف يكون لك شأن عظيم فكتب عن كل شي وتنوع في مواضيعك 0 فموضوعك هذا لايستحق مني الا الشكر لك وأن أخذ بيدك وأهمس في أذنك وأقول لك اكتب وأنا سأساعدك وأليكم ماكتب بالحرف الواحد مع أملي بأبداء أراءكم حول ماكتب لأنني سوف أعرض علية ردوركم لتشجيعة على الكتابة 0



الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس
أبـــدع فـي مـخــــارج الحـــروف ليتقن مــداخــل الفـتــــــــــــــوى
الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس ـ إمام وخطيب المسجد الحرام ـ إمام تأتّم به الأرض وغمام تلتّم عليه القلوب وتهتّم به النفوس المؤمنة المطمئنة فهو خطيب يكسر مهابة المنبر ويحسر رهبة المتلقي ويأسر قلوب المسلمين بصوته المطعم بالقرآن يوم أجلب علينا إبليس بخيله ورجله من الفنانين والفنانات بحفلاتهم الصاخبة وسهراتهم الماجنة على أصوات العود ونغمات الفسوق ومزامير الشيطان 0
نشأ الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس في الرياض ـ قبل أن يترعرع في قلوبنا لاحقاً ـ فاستوصى به والداه خيراً فألحقاه بجماعة تحفيظ القرآن الكريم بالرياض ولم يكد يكمل الثانية عشر من عمره إلا وقد حفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب فلم يتخذه ظهريّا ولم يجعله خلف ظهره كما أنه لم يتخذه مهجوراً فأجاد التجويد وأقام الحروف ولم يضيّع الحدود وأبدع في مخارج الحروف فأتقن مداخل الفتوى وهو أشهر من نار على علم تعرفه الدنيا كلها لكنه ينكرها تورعاً ـ يوم أنكرها غيره تصنعاً ـ حتى لا يقع في شباكها فتراه يصدح بالقرآن ويتغنى بالذكر الحكيم وكلما رفع يديه نحو السماء ليناجي ربه انحنت رؤوسنا من خشية الله لشعورنا بعظمة ذنوبنا قبل أن نستشعر حرمة الزمان وعظمة المكان إذ أنه لا حسد إلا في اثنتين وقد نال أحداهما ولا عليه إن خسر الثانية فالمال ذاهب والدنيا زائلة ويبقى القرآن منهج حياة ودستور أمة 0
استطاع الشيخ عبد الرحمن السديس بصوت جهوري ـ متصل أحياناً ومتحشرج بالبكاء دائماً ـ أن يأخذنا من أيدينا نحو طمأنينة أضعنا دروبها منذ زمن ونسينا ملامحها منذ أن غاصت أقدامنا بأوحال المعصية ومستنقعات الخطيئة فخلق نوعاً من الألفة بيننا وبين ( صلاة التراويح ) يصطحبنا معه وعلى مدى ثلاثين ليلة في العام ليكسر قسوة قلوبنا وليذيب جليد الران المتراكم عليها منذ أمد بعيد فلا نملك سوى أن نغرق بدموعنا لنغسل أفئدتنا بماء التوبة ودموع الندم ولنجدد العهد مع الله فلا يعكر صفو قراءته سوى نحيب الشيوخ ونواح القواعد من النساء وبكاء الشباب وأنين العذارى 0
تمكّن السديس من القراءات السبع فكان أول المقرئين وكان ( جبل النور ) أول المستمعين بينما بات ( غار حراء ) خاشعاً كعادته مذ وطأته أقدام المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه الصدّيق ـ رضي الله عنه ـ ( إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) بينما كنا نحن التائبين المذنبين نحزم ما تبقى من أمتعتنا متوجهين نحو محراب الطاعة ومآذن التوبة فباب التوبة لم يغلق لأن الروح لم تغرغر بعــد ولأن ( غرغرينا ) اليأس والقنوط من رحمة الله لم تلامس أجسادنا المتهالكة بالذنب مذ خلقنا ولم نيأس من روح الله مطلقاً فذهبنا نتحسس مواطن المغفرة ومنازل الأبرار وعلىالرغم من ارتباطات الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس بعضوية العديد من الهيئات الدعوية داخل المملكة وخارجها إلا أن ذلك لم يمنعه من التدريس في المسجد الحرام متجاهلاً أن لبدنه عليه حقاً فنسي نفسه في غمرة الأحداث المتوالية على أمته لقناعته بأنه ( ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط ) فتراه يدعو لأمته بالنصر والتمكين ويدعو على أعدائها بالذل والهوان ومع كل ذلك نقلّب القنوات الفضائية ذات اليمين وذات الشمال لنبحث عن قراءة للشيخ / المقريء لنروّض جوارحنا ـ كلما أصابها الغرور المفرط ـ بما يزيدنا إيماناً واحتساباً فلا نجد إلا ما يزيدنا طغياناً كبيراً فكل يغني على ليلاه لنتساءل وبلحظة صدق : أيّ الفريقين أحق بالأمن ؟؟؟
الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس يشهد الله أننا أحببناك فيه لما معك من القرآن الكريم ولم نحببك لدنيا نصيبها ونسال الله جلّت قدرته أن يجعلك من الذين يقال لهم : اقرأ ورتل وارتق كما كنت تقرأ في الدنيا إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير 0
(((((((((((((الــــــغــــــــــــــا مـــــــــــــــض )))))))))))
.18 / 10 / 2006م