ضربت الشرطة الألمانية طوقا أمنيا مشددا حول دار أوبرا العاصمة برلين التي تشهد الاثنين 18-12-2006 افتتاح أوبرا مثيرة للجدل للموسيقار موتسارت يظهر في أحد مشاهدها تمثال رأس مقطوع للرسول (ص)، الأمر الذي اعتبره عدد من زعماء الجالية المسلمة إساءة للرسول وللمسلمين.

وفي الوقت الذي رفض زعماء من الجالية الإسلامية دعوات لحضور الأوبرا، يستعد رجال الشرطة لإجراء فحص دقيق حيث يمر المتجهون لحضور العرض الافتتاحي على أجهزة الكشف عن المعادن، وسيطلب منهم تفريغ جيوبهم من أي قطع معدنية، كما سيطلب منهم الاستعداد لإخلاء المكان في حالة التحذير من احتمال انفجار.

ويصل عرض الأوبرا، التي تحمل اسم "إيدومنيو"، إلى ذروة درامية دامية حيث يضع الملك إيدومنيو رؤوسا مقطوعة لكل من بوسيدون (إله البحار عند الإغريق)، والمسيح، وبوذا، فضلا عن الرسول على أربعة كراسي.

وكانت تلك الأوبرا قد شطبت على عجل من جدول عروض الخريف لدار الأوبرا الألمانية في سبتمبر/أيلول، خشية اندلاع أعمال عنف من جانب المسلمين لما يعتبرونه تدنيسا لشخص النبي.

غير أن قرار عدم عرض الأوبرا أثار جدلا ساخنا في ألمانيا. واتُهمت المديرة العامة لدار الأوبرا، كريستن هارمز، على نطاق واسع بـ"مهادنة المتطرفين" وفرض رقابة على التعبير الفني.

وانتهت محادثات بين الحكومة وممثلين عن الجاليات الإسلامية في البلاد لبحث الأوبرا بتوجيه دعوة لهم لحضور الليلة الافتتاحية للعرض. ولكن قال ممثلون بارزون عن الجاليات الإسلامية الأحد إنهم لن يحضروا العرض.

وقال علي كزيلكايا، الذي يرأس المجلس الإسلامي الألماني، إنه لن يحضر العرض لأنه يخشى أن يفسر حضور زعماء مسلمين على أنه المعيار لمدى "اندماج" المسلمين في المجتمع الألماني. وأضاف "يبدو وكأن الأمر كله يجري في ظل افتراض أن الذين يحضرون تلك الأوبرا فقط هم المندمجون بينما الذين لا يحضرون يرفضون الاندماج".

إلا أن أيمن مازيك، الذي يرأس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا، قال لصحيفة "تاجيشبيجل آم زونتاج" إنه لا يريد أن يصبح "لعبة سياسية في يد أحد". وأضاف "أحب الذهاب إلى الأوبرا، ومازلت أعارض إلغاء عرض إيدومنيو، ولكنني أذهب إلى الأوبرا للاسترخاء وليس لوضع الدين والفن والسياسة في بوتقة واحدة".

يذكر أن الموسيقار الشهير موتسارت، الذي ولد قبل 250 عاما، عرف عنه روح الدعابة الشقية أحيانا. غير أن مشهد الرؤوس المقطوعة من بنات أفكار المخرج هانز نيونفيلز، الذي بدأ عرضه أول مرة قبل ثلاث سنوات، ولم يثر ضجة تذكر خارج الأوساط الأوبرالية في ذلك الحين
اللهم عجل بهلاكهم وارنا عجائب قدرتك فيهم
منقول

.