تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب !!
قال : واعلم أعزَّكَ الله أن الكلب لِمن يقتنيه، أشفق من الوالد على ولده، والأخ الشقيق على أخيه، وذلك أنّه يَحرس ربَّه،ويحمي حريمه شاهدا وغائبا ونائما ويقظانا، لا يقصِّرُ عن ذلك وإن جَفوه، ولا يخذُلهم وإن خذلوه، ورُويَ لنا أنَّ رجلاً قال لبعض الحكماء أوصِني قال: ازهد في الدنيا ولا تُنازِع فيها أهلها، وانصح لله تعالى كنصح الكلب لأهله فإنّهم يُجيعونه ويضربونه ويأبى إلا أن يحوطهم نصحا، وروى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قتيلا، فقال: ما شأن هذا الرجل قتيلا، فقالوا يا رسول الله صلى الله عليك وسلم: وثبَ على غنمِ أبي زهرة، فأخذ شاةً فوثب عليه كلبُ الماشية فقتَلَه، فقال صلى اله عليه وسلم: قتل نفسَه وأضاعَ دينَه، وعَصى ربَّه عز وجل، وخان أخاه، وكان الكلب خيراً من هذا الغادر، ثم قال صلى الله عليه وسلم: أيعجز أحدكم أن يحفظ أخاهُ المسلمَ في نفسهِ وأهلهِ كحفظ هذا الكلبِ ماشيةَ أربابه " ، ورأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه أعرابيا يسوقُ كلباً فقال: ما هذا معك، فقال يا أمير المؤمنين: نِعم الصاحبُ إن أعطيته شَكَر، وإن منعته صبر، قال عمر: نِعم الصاحب فاستمسِك به، ورأى ابن عمر رضي الله عنه مع أعرابيٍ كلباً فقال له: ما هذا معك، قال: من يشكرني ويكتم سري، قال: فاحتفظ بصاحبك، قال الأحنف بن قيس إذا بصبص الكلبُ لك فثق بودٍّ منه ولا تثق ببصابصِ الناس، فرُبَّ مبصبصٍ خوَّان، قال الشعبي: خير خصلةٍ في الكلب أنّه لا ينافقُ في محبَّته، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كلبٌ أمين خيرٌ من إنسانٍ خؤونٍ، حدثنا القاسم بن محمد الرّصديّ، حدثنا محرز بن عون عن رجل عن جعفر بن سليمان قال رأيت مالك بن دينار ومعه كلب، فقلت: ما هذا، قال: هذا خير من جليسِ سوء. أخبرنا أبو عمر ابن خيرة حدّثنا أبو القاسم بن بنت منبع حدثنا محرز بن عون بهذا الحديث، حدثني ابن أبي طاهر حدثني حماد بن إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال قال أبي: أتيت يوما الفضل بن يحيى فصادفته بِشربٍ وبين يديه كلبٌ فقلت له: أتنادِمُ كلباً، قال: نعم يمنعني أذاهُ ويكفّ عني أذى سواهُ، ويشكرُ قليلي ويحرس مبيتي ومقيلي ....