الكمبيوتر الذي يعمل بالتفكير يلوح في الأفق
قد يبدو الأمر مثل الخيال العلمي، إلا ان العلماء يقولون انهم قاموا بتطوير تكنولوجيا تمكن الفرد من تحريك المؤشر على شاشة الكمبيوتر من خلال التفكير في ذلك بكل بساطة. وقد يساعد هذا الحدث العلمي يوما ما الأشخاص الذين يعانون من الشلل التام حيث يمكنهم التحكم في تشغيل أجهزة مثل الذراع الاصطناعية او الكمبيوتر لتصفح الشبكة.
في هذا الشأن أوضحت الباحثة دانيلا ميكر من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا اكتشاف فريقها للابتكار الجديد في اجتماع عقد مؤخرا لجمعية علم الأعصاب. وقد كان عمل الفريق قد تركز في الأساس على جزء من المخ يطلق عليه اللحاء الخلفي الجداري. ومن خلال استخدام أشعة التكنولوجيا الرفيعة على المخ، قرر الباحثون ان هناك مجموعات صغيرة من الخلايا في هذه المناطق تنشط في عملية تكوين الرغبة للقيام بحركات معينة بالجسم.
ومن خلال هذه المعرفة، قامت مجموعة ميكر بزرع الكترود في اللحاء الخلفي الجداري لمخ قرد تم تدريبه على ألعاب الفيديو البسيطة. وتم أولا تحليل مخ القرد بواسطة أشعة Mri عند استخدام يديه للمس النقاط على شاشة الكمبيوتر الحساسة للمس. وأضافت ميكر (بعد قيام القرد بهذه المهمة عدة مرات، تمكنا من تحديد الأنماط المختلفة للنشاط الكهربائي عندما يقوم بالتخطيط للوصول إلى اتجاهات مختلفة).
بعد ذلك، قام فريقها بتدريب القرد على التفكير في الحركة، بدون محاولة لمس الشاشة. وقام برنامج كمبيوتر تم توصيله بالالكترود المزروع في المخ بتفسير أفكار القرد من خلال اقتفاء حركة نشاط خلايا المخ. ثم قام الكمبيوتر بتحريك المؤشر على الشاشة وفقا لرغبة القرد (شمال او يمين او فوق او تحت)، حسب نمط النشاط الكهربائي بالمخ. وأضافت ميكر (في الحقيقة، وجدنا انه اصبح مترددا لتحريك ذراعه للتوصل الى مفتاح التشغيل عند إدخال المؤشر في اللعبة. ومن الواضح ان الأمر كان اسهل عند التفكير بدلا عن اللمس).
وقالت الباحثة لوكالة رويترز (إن عمل مجموعتها يختلف عن الأبحاث السابقة لأنه يسعى لنسخ الوصلة الحركية للمخ عند مستوى الرغبة في القيام بحركة، وانه يمكن تفسير باقي حركات الجسم والعضلات من خلال المخ وتوصيلها بالأجهزة).
أما الاستفادة من هذا الابتكار على المستوى البشري فتقول الباحثة إن ذلك يتيح لمن يعانون من مشكلات في الحركة تماماً التحكم في أطرافهم الصناعية من خلال التفكير او أجهزة الاتصال. وأضافت انه بالرغم من وجود أشخاص عاجزين عن الحركة تماما ولا يمكنهم الكلام.. ونظراً لأن هذا الابتكار يعمل على التفكير والنشاط المخي فقط فإن هذه التكنولوجيا تمكنهم من استعادة بعض أنماط الاتصال البدائي او الوظائف الحركية الأساسية لتحسين حياتهم. وعن مدى نجاح التجربة على القرد وجد الفريق العلمي أن نسبة الدقة في تحقيق الأوامر عن طريق التفكير قد وصلت إلى 90% عند القيام بتنفيذ الأوامر البسيطة التي تم تدريب القرد عليها.
