هذا ما حدث معي في مكتبة جرير ...
هذا ما حدث معي في مكتبة جرير ...
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
كنت بحاجة لبعض الكتب وضعت القائمة أمامي وبدأت في الاتصال بالمكتبات وفي كل مرة لا أجد سوى كتابين أو ثلاثة فقط يعني إن أردت أن أحصل على كل الكتب الموجودة في القائمة يتعين علي أن أقصد ثلاث أو أربع مكتبات وأنا بصراحة لا أحب أن ألفلف كثيرًا خارج البيت ولا أحب زحمة الأماكن العامة ويرتفع ضغطي من بعض المشاهد المقززة التي انتشرت في بلاد المسلمين ، نساء كاسيات عاريات ، وآخرون بل أخريات بل والله لا أعرف ما جنسهم فهم ليسوا ذكورًا ولا إناث .... نظرات كالسهام و و و ....نسأل الله العافية
المهم .. شكوت إلى إحدى الأخوات فقالت : انتي ما لج إلا مكتبة جرير ، وجزمت بأنني سأجد فيها كل ما أريد وأختزل المشوار الطويل الذي كرهته في مشوار واحد على الرغم من أنها كانت مقنعة للغاية حتى أنني شككت في أمرها وقلت لها : ليكون تشتغلين مندوبة إعلانات للمكتبة ؟؟؟ لكن زيادة في الحرص قلت أتأكد أولاً وبالفعل اتصلت بالمكتبة ووجدت كل الكتب متوفرة فيم عدا كتاب واحد ما وجدته أصلاً في جميع المكتبات التي سبق أن اتصلت بها استعنت بالله وشمرت للمهمة الأصعب ( إقناع أمي ) .....
أمي لا تمانع خروجي من البيت لا سيما وأنني لا أخرج إلا مع إحدى أخواتي الأكبر مني لكن المشكلة عندما تعرف أنني أنوي شراء كتب عندها سنعيد نفس الديباجة المعهودة والسيناريو الذي يتكرر في كل مره قبل ذهابي للمكتبة .. لكن في نهاية الأمر أكسب الجولة وأحلها بالطرق الدبلوماسية ( ابتسامة )...
- يا بنتي حرام عليج ارحمي عيونج
- يمه صلي على النبي احنا في الصيف وما قدامي غير اثنين يا التلفزيون والمعارك على الريموت كنترول كل يوم مع خواتي وإلا اقعد في غرفتي اقرأ لا لي ولا علي ولا مشاكل ولا صـراخ والاثنين اطالعهم بعيوني التلفزيون والكتب شرايج ؟؟؟
- طيب خلاص روحي الله يعيني عليج بس بشرط
- أعرف ما أقرا بدون النظارة ( أصلا أنا بدونها ما أشوف خير شر )
- بوسه على راس أمي و ( الله لا يحرمني منج )
- بس هااااااااه
- أدري نص ساعة بس ولا تسكرون جوالاتكم أبشري على راسي يمه على رااااااااااسي
ذهبت مع أختي الكبرى مع السائق طبعًا وعندما وصلنا المكتبة فإذا بها عمارة لا مكتبة وأمة لا إله إلا الله فيها ولا أخفيكم أختي مثلي عندها عقدة (( الزحمة فوبيا )) كانت ناوية أن تبقى في السيارة فأقسمت إلا أنزل بدونها في هذه الزحمة ..
دخلنا ولولا اللوائح لضعنا
صعدنا إلى الطابق الثالث حيث الكتب ويسر الله لنا جمع الكتب المطلوبة في وقت قصيرة قلت في نفسي الحمد لله سنعود مبكرًا وسأقرأ أحد هذه الكتب اليوم ، نزلنا للمحاسب ( الكاشير ) فإذا بطابور طوييييييييل ولا يوجد غير محاسبين فقط يعملان والبقية يتفرجون ، يقولون أن هناك مشكلة في أجهزة المحاسبة ولا يعمل غير اثنين عندها نظرت لأختي فقالت لي : نعم !!! خير ؟؟؟ أنا مهمتي انتهت ومستحيل أوقف بهالزحمة لساعات أعطتني السلة الثانية التي كانت معها وقالت : في أمان الله أنا في السيارة أنتظر و علشان أرد على أمي إذا اتصلت تسأل ليه تأخرتو ؟؟؟ و وين الفيلسوفة اللي اتفقت معها على نص ساعة .
بصراحة فكرت في أن أضع السلة وأتبعها وأترك الزحمة وأهلها لكن نظرت إلى الكتب وقلت لا ارجع بدونها بعد هذا المشوار الطويل ، المهم بينما أنا أنتظر الدور أحسست بعيون ترقبني من الطابور الذي يقف بجانب طابورنا عند الكاشير الثاني حاولت أن أتجاهلها _ لا تفهموني غلط لم تكن لم تكن نظرات إعجاب بل كانت نظرات احتقار و سخرية ومن مَن ؟؟؟
من علجين صليبيين من بني الأصفر ينظران إلى عباءتي وهيئتي بل إلى هويتي وديني وفي بلدي بهذه النظرات الشامتة !!!
بدأت أمارس ما يعرف بالإيحاء الذاتي وأهدئ نفسي : ( لا لا لا ينظرون إليك هدي لا تسمحين لأحد أن يستفزك خليك في حالك زي عادتك حاسبي وامشي ... ) بالفعل كان لهذا الحوار مع الذات أثر ايجابي وفعلاً نسيت أمرهما ومن هما أصلا ليشغلاني ما هم إلا أبناء القردة والخنازير وعبّاد الصليب وهم والله من يثيرون الشفقة حينًا والسخرية حينًا آخر ..
لكن الأثر الإيجابي للإيحاء الذاتي لم يدم طويلاً عندما قال أحدهما لزميله بصوتٍ مسموع وكأنه يريد أن يجعل مني نكتة لإضحاك كل من كان في المكتبة :
( Do you think that there is a human under this moving tent ? )
أترجم لمن لا يعرف الإنجليزي يقول : هل تعتقد أن هناك إنسان تحت هذه الخيمة المتحركة ؟؟
والأدهى والأمر أنه أشار إلي فانفجر زميله ضاحكًا ... نظرت حولي فإذا بالعيون كلها قد وجهت نحوي من يعرف الإنجليزية ومن لا يعرفها اكتفى بإشارته ففهم أنهم يضحكون علي ... نعم يضحكون علي وأنا مسلمة ترتدي لباس أمرها الله به في بلد إسلامي ( بل لنكن أكثر صراحة في بلد يزعم أنه إسلامي فأنا لست في دولة العراق الإسلامية ولا في مضارب طالبان ) أهكذا أهان... أإلى هذا الحد وصل الاستهزاء بدين الله نظرت حولي وأنا أقول في نفسي ( أين إخوتي أيها الجمع الغفير أليس بينكم رجل يشكم هذا العلج الذي يسخر من أخته ؟؟؟!!! ) فما وجدت غير نظرات السخرية من البعض والشفقة من البعض الآخر .. وأولئك الكلاب ( أعزكم الله ) ما زالوا يضحكون وينظرون إلى الخيمة المتحركة .. عندها لم أتمالك نفسي رميت سلتي الكتب على الأرض والتفت إليهم وقلت بصوت أعلى من أصوات ضحكاتهم :
Shut your mouth !! ( اخرسوا )
وبالفعل توقفا عن الضحك وفتح كل منهما فمه النتن وأخرج عينيه الزرقاويتين من محجريهما في قمة الذهول وعم الهدوء المكان ..
فأردفت :
Yes … Can you imagine that this tent can also hearing you and understand what you say oh stupid man ???
( نعم .. وهل يمكن أن تتخيل أن هذه الخيمة يمكنها أيضًا أن تسمعك وتفهم ما تقول أيها الرجل الأحمق !!! )
ما زال الحال كما هو وهما في قمة الذهول والصدمة ما ألومهم كائن غريب ( خيمة سوداء تتحرك وتسمع وتفهم لا وتتكلم بعد ) !!!! ..
I am a Muslim woman .. in Islamic country and this is my Islamic character and identity which is the source of my honor and proud ..
) أنا امرأة مسلمة في بلد مسلم وهذه شخصيتي وهويتي الإسلامية التي هي مصدر عزتي وافتخاري )
نظرت حولي فإذا بالجميع قد تحلقوا حولي وإذا بؤلائك الكلاب يقولان لي :
(Sorry madam … Sorry madam ) وقد تبدل ما اعتراهم من ذهول إلى رعب أي والله رعب ( رجال طول وعرض .. أمحق رجال!!! ) لا أعرف ربما خُيِّل لهما أن تلك الخيمة المتحركة .. الناطقة .. قد تخفي تحتها حزامًا ناسفًا سيما وأنها تحدثت باسم الإسلام = الإرهاب في مفهومهم اليوم ولعل هذا هو السبب الرئيس لما أصابهم بمجرد أن نطقت تلك الخيمة من ذعر ورعب ورهبة أكاد أجزم أنني لو كبّرت حينها لتبول كل منهما على نفسه وأدرك أن أجله قد حان وأن الخيمة قررت أن تسحب الصاعق وتخلص العالم من شـرهما ، اقترب أحدهم بحذر يريد أن يعطيني سلتي ويجمع الكتب التي تناثرت منها فنهرته : Don’t touch it ) ) ( لا تلمسها ) عاد إلى الوراء وهو يردد : OK …OK… I am Sorry….
جمعت كتبي وحملت سلتي وقد خرس الجميع الشامت والمحتقر والمشفق والمستهزئ بل وحتى الأخرس
عاد الحديث مع النفس مجددًا وهو في هذه المرة لم يكن إيحاءً ذاتيًا للتهدئة بل كان توبيخًا وتأنيبًا : هل نسيتي نفسك !! ماذا فعلتِ ؟؟ أنسيتي أن صوت المرأة عورة ؟؟؟ كيف ترفعين صوتك بحضرة رجال أجانب ؟؟؟ أستغفر الله ... أستغفر الله ... ماذا فعلت ... ما أشد حماقتي .. كيف تسرعت ... أنا أرفع صوتي في مكان ملئ بالرجال ..لا .. لا لم يكن هناك رجل واحد فلو كان بينهم رجل واحد لكفاني هذه الحماقة ولجرّ ذلك الحقير بتلابيبه وصرخ في وجهه : هذه أختي المسلمة ولا أسمح لعلج مثلك أن يجرحها بكلمة ... نعم لم يكن في المكان رجل واحد ... قطع هذا الحوار مع الذات صوت المحاسب ( Next ( حاسبت ومضيت للسيارة والعيون مازالت ترقبني .
عندما ركبت السيارة قالت لي أختي ( بالفضول الحريمي المعروف ) : هااااااااااه وش صااااااار من اللي تهاوشوا وشفيهم الناس كلهم تجمعوا أنا قلت محاسبين بس وكل هالزحمة أكيد بيصير مذابح بالله من اللي تهاوشوا ؟؟؟
قلت : أنا والأجانب الكلاب اللي كانوا في السيد الثاني
قالت : وشووووووو!!!! وتكرر نفس مشهد الصدمة والذهول والفم المفتوح والعيون التي خرجت من محجريهما لكنها في هذه المرة لم تكونا زرقاويتين بل عسليتين .. أخبرتها بالقصة وانفجرت باكية أنا أهان لأنني أضع العباءة على رأسي امتثالاً لأمر الله ويسخر مني كلاب بل الكلاب أشرف منهم ويريدون أن يجعلوا مني أضحوكة لزبائن المكتبة و .. و ...و والله ما كان في المكتبة رجل واحد .. ضمتني وهي تقول: هوني عليك .. هوني عليك .. ثم نظرت إلى قدمي وقالت : وشفيه إبهام رجلك وش ذا الدم ليكون طحتي ؟؟ عندها فقط أحسست أن النبض انتقل من قلبي إلى إبهام قدمي وشعرت بألم فضيع ، رحت أسترجع شريط الأحداث لعلني أعرف سبب هذا الجرح
فأدركت أنني عندما بلغ الصبر مني مبلغه ورميت بسلال الكتب وقعت إحداهما على قدمي وجرحتها ... سحقًا لذلك العلج أما اكتفى بجرح المشاعر ليتسبب في جرح قدمي !!! قبحه الله فتحت حقيبتي لأخرج منها منديل ألف به قدمي وأخرجت الجوال لأطمئن أمي التي وجدت لها تسع مكالمات لم يرد عليها فكيف أسمع رنينه في تلك الزحمة وفي غمرة ما حدث .. فإذا بأختي تضحك وتقول لي : أنا لو منك لا أرد على الكلاب بل فقط أخرج لهما جوالي ليريا هذه الصورة التي وضعتها على الشاشة فهي كفيلة بأن تخرسهم بل ربما تصرعهم بأرضهم ... نعم والله أعترف أختي أذكى مني بكثير فالصورة التي أضعها كخلفية لشاشة جوالي كانت كفيلة بأن تحل الموقف وتخرس كل مستهزئ هذه هي لصورة التي أضعها على شاشة الجوال وأفتخر بها
بربكم أليست أذكى مني وعندها الحل الأسرع والطريقة الأنجع لشكم أولئك الكلاب وبدون أن أتفوه بكلمة واحده!!!
منقول من منتدى عيون الدوحه
