السعودية: نهاية عصر «اللف والدوران» والدخول ملاحيا لـ«العالم الرقمي»
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد أن كان الوصول للمنازل والمرافق العامة يتم بطرق تقليدية
http://www.asharqalawsat.com/2007/11...al1.445618.jpg
أحد الأشخاص يستدل بطريقة تقليدية على وجهته (تصوير: غازي مهدي)
جدة: علي مطير
استدلت السعودية أمس على طريقة جديدة في وصول مواطنيها والمقيمين فيها، إلى المنازل والمكاتب التجارية والمرافق العامة، إذ ينتظر أن يكون مؤتمر «التقنيات المعلوماتية والبريدية» الذي افتتح أعماله أول أمس، دشن رسميا بحضور حكومي رفيع المستوى، مشروعا لنظام الملاحة، يسهل الاستدلال على العناوين، عن طريق جهاز صغير يمكن تركيبه في أي مركبة، والوصول للهدف، وتتراوح تكلفته بين 300 الى 500 ريال، ويرتبط تقنيا بشبكة «عنونة» رقمية للبريد السعودي تسهل عملية الوصول.
وقال المهندس ماجد آل اسماعيل، مدير عام تقنية المعلومات في البريد السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، إن تدشين نظام الملاحة الجديد، هو خطوة متقدمة من شأنها حل معضلة ظلت لعقود تلازم المواطنين والمقيمين في البلاد، وتهدر أوقاتا طويلة في البحث عن الوجهة المقصودة. مضيفا أن عصر الاستدلال على العناوين بالطرق التقليدية «يمين ويسار، ومنزلي بجوار صيدلية أو مطعم..ستصبح من ذكريات الماضي».
وأضاف المهندس آل اسماعيل، أن كبريات الشركات العالمية تشارك بقوة في المعرض الدولي المصاحب للمؤتمر، وعلى رأسها شركة مايكروسوفت، وممثلون عن شركات عالمية متطورة في مجال التقنية والاتصالات.
وكان الامير خالد الفيصل بن عبد العزيز امير منطقة مكة المكرمة، قد رعى مساء أول أمس أول مؤتمر متخصص في التقنيات المعلوماتية والبريدية في منطقة الشرق الأوسط بمشاركة اكثر من 140 دولة، ويستمر حتى اليوم، والذي تنظمه مؤسسة البريد السعودى بالتعاون مع الاتحاد الدولى للبريد بمشاركة 400 خبير في تقنية المعلومات والبريد بهدف تبادل الخبرات والمصالح. نيابة عن ولي العهد السعودي الامير سلطان بن عبد العزيز.
وتتركز محاور المؤتمر في عرض التحديات الرئيسة في قطاع التقنية البريدية والصعوبات التي تواجه صنّاع القرار ومزودي الخدمة واستعراض المستجدات والتطبيقات الحديثة في عالم التقنية البريدية باعتبارها العنصر الرئيس في رفع كفاءة الخدمة، ودور التقنية في مستقبل البريد واهمية استخدام التقنية البريدية في تنشيط التجارة الإلكترونية وارتباط ذلك باستراتيجية الاستثمار بالنسبة لمزودي الخدمة البريدية. وبدأت جلسات المؤتمر صباح امس الاربعاء بكلمة جون سمبسون محرر الشؤون العالمية بهيئة الاذاعة البريطانية تناول فيها التطورات الجارية في ميدان المعلوماتية في العالم، في حين تناول مايك مور المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية ملامح التغيير التي تسود العالم حاليا، وتحدث انور ابراهيم نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق عن النظرة الاقتصادية للتطورات الراهنة وتطرق عالم الفيزياء النظرية ميكيو كاكيو الى التكنولوجيا الحديثة وآفاق الاستخدام الواسعة. وفي الجلسة الثانية استعرض الدكتور محمد بن صالح بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي ملامح التغيير في البريد السعودي في الفترة الاخيرة التي تشمل مشاريع الفرز الآلي والقراءة الالكترونية للرسائل البريدية وخدمات واصل والبرامج الالكترونية البريدية التي تنفذها مؤسسة البريد السعودي. وتطرق رامش راتان رئيس العمليات الاول بالرابطة الاميركية للتسويق المباشر الى وجهة نظر العملاء في التغيرات الحديثة في مجال المعلوماتية. وتناول كيريس كورتس في كلمته مستقبل عصر المعلوماتية من وجهة نظر مايكروسوفت، كما تعرض شركة اوراكل نظرتها المستقبلية. وشدد الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، على أهمية الاستفادة من الصناعة المعلوماتية المتقدمة، وتوطين التقنية وتوظيفها، والتمهيد لتنفيذ تطبيقات الحكومة الالكترونية، من خلال توفير البنية التحتية اللازمة لها، عبر تأسيس انظمة العنونة البريدية، والخدمات الالكترونية الحديثة. وأضاف ان هذا التجمع الدولي يعد اول مؤتمر بريدي عالمي ينعقد في السعودية يركز على تكنولوجيا البريد المستقبلية، مؤكدا ان اختيار اتحاد البريد الدولي المملكة لانعقاد هذا المؤتمر العالمي يسهم في تعزيز حضور السعودية على خارطة الفعاليات والمؤتمرات الدولية الرفيعة، كما يعكس ثقة اتحاد البريد الدولي في الجاهزية السعودية بشكل عام ومؤسسة البريد السعودي بشكل خاص. من جهة اخرى شهدت أمس الاول مناقشات الطاولة المستديرة التي استضافتها مؤسسة البريد السعودي بالتعاون مع المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي على هامش المؤتمر الدولي للتقنيات المعلوماتية والبريدية «اجتماع المائدة المستديرة الإقليمية للدول العربية» حيث ناقش المتحاورون في ثلاث جلسات تقييم استراتيجية بوخارست العالمية، ونتائج مؤتمر دبي الاستراتيجي، واستراتيجية نيروبي 2008م وتقرير فريق التخطيط الاستراتيجي بالاتحاد عن هذه الاستراتيجية، إضافة لمناقشة وضع الإدارات العربية الحالي والأولويات الإستراتيجية التي يجب اتباعها وما ينتج على اثر ذلك من اتفاق عربي موحد للرؤية المستقبلية للدول العربية والدور الذي تمثله كمنطقة جغرافية في الاتحاد البريدي العالمي.
المصدر :
http://www.asharqalawsat.com/01common/thelogo1.gif
http://www.asharqalawsat.com/details...article=445618
