تطور البريد ـ حلم من أكثر من الثريد )صالح المعيض

تطور البريد ـ حلم من أكثر من الثريد


صالح المعيض


لم يكن البريد وليد هذه الحقبة أو من مبتكرات هذا الزمن إذ يرجع تاريخ بدايات البريد إلى ما قبل (4000) عام تطور البريد خلالها على مراحل متباعدة ونحن هنا في المملكة العربية السعودية نجد أن حكومتنا الرشيدة قد أولت البريد عناية خاصة وبالذات الدولي حيث انه يقيم بيننا قرابة (7) ملايين وافد وجدوا على هذا الثرى الطيب المبارك ومع هذا الشعب الوفي تحت هذه الرعاية الشمولية إقامة شبه أبديه في آمن وآمان وسعة في الرزق ولله الحمد لكن ذلك لم يمنع تواصلهم مع بلدانهم عبر وسائط البريد المختلفة هذا بالإضافة إلى تغطية كافة مناطق وقرى وأودية وشعاب المملكة بشُعب بريدية قادرة على المواكبة وتقديم خدمات كثيرة للمواطن والمقيم كأفراد على حد سواء وكذلك المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ولعل ما ينفق على البريد في المملكة خلال العقود الماضية يؤكد بجلاء كم هي حريصة على الاهتمام بهذا المرفق حتى أن هنالك تقارير تؤكد أن المملكة العربية السعودية أول دولة عربية أصدرت طوابع باللغة العربية . وحقيقة لست هنا بصدد الحديث عن مسيرة البريد بين الأمس واليوم ولكنني وجدتها فرصة ، لأكتب هذه المقالة ( الرابعة 9) منذ تعيين الدكتور/ محمد صالح بنتن رئيسا عاما لمؤسسة البريد بالمملكة ، وهذا تكليف وتشريف للدكتور كنت ولا زلت لاآخاله إلا أهلا له نوقد باركنا له ودعونا الله له بالتوفيق منذ البدايات حيث أن الدكتور بنتن من الكوادر الوطنية الخلاقة التي أبدعت وتركت بصمات واضحة المعالم ولا أدل ولا أشمل من تبني سعادته نظام (العمرة) منذ التحضير لولادته والذي يعتبر سعادته الأب الروحي لهذا النظام وخلال أقل من أربعة مواسم وضع نظاماً شمولياً تدرج خلال تلك الفترة على تطويره وتصويبه حتى غدا نظاماً شمولياً عصرياً مواكبا ينقصه التطبيق الجيد والمتابعة اللصيقة والتكاتف والتعاون بين سائر الجهات المختصة ليكون تطبيقه على ارض الواقع إيجابياً يصب في خدمة المعتمر فالدكتور/ بنتن ترك هنالك منجزاً جباراً يحتاج كما أسلفت لتعاضد الجميع داخل المملكة وخارجها ليعطي تلك البرامج وتلك اللوائح والتنظيمات أُكلها يانعة وذلك في سبيل خدمة المعتمر وعودته سالماً غانماً . وبعد إنتقال الدكتور / بنتن إلى ( المؤسسة العامة للبريد) قلت يومها يخطئ من يقلل من أهمية هذا المرفق فالبريد يبقى مع تواجد الكثير من وسائل الاتصال جهازاً استراتيجياً مهما للفرد وللمجتمع ولكافة مؤسسات القطاعين العام والخاص والتواصل الدولي إذ أن هنالك توجه حضارياً يتطلب أن تنجز معظم المعاملات والخدمات الأخرى من مناقصات ومنافسات وخلافه عبر البريد سيما وأن ما نعايشه اليوم يؤكد أن البريد على الأقل في النطاق الداخلي هو همزة الوصل بين الجمهور والمؤسسات بقطاعيها العام والخاص من جهة وبين المؤسسات ذاتها من جهة أخرى إذ يعد البريد عموداً فقرياً في كل دائرة ومؤسسة هذا على المستوى المحلي أما على الصعيد الخارجي فالأهمية تتضاعف ويزداد الطلب على الخدمة البريدية بحجم ثقل المملكة العربية السعودية وبحكم تواجد أكثر من (7) ملايين وافد مقيم بخلاف الزوار والحجاج والمعتمرين وذلك يشكل طلباً متزايداً يتوجب معه تقديم خدمات تليق بالمملكة ومكانتها في قلب العالم الإسلامي بل العالم بأسره لذلك كنا نتعشم أن يجد هذا المرفق على يد الدكتور/ بنتن مساحة أرحب للتطور والشمولية والمواكبة شكلا ومضمونا خصوصاً وأن البريد لدينا دخل في مجال الاستثمار بقوة وعليه أن يستوعب مسئولية النقلة ومتطلباتها وأن عليه التزامات قد يكون الإخلال بها فيما مضى تعتبر هفوات لكنها في هذا العصر سريع الرتم الذي يغلب عليه الطابع المادي (الاستثماري) لن تعتبر هفوات بقدر ما هي ربح وخسارة فقد يكون مظروفاً قيمة إرساله لا تتجاوز (50) ريال لكن في ظل طبيعة العصر والوعي وتفهم ثقافة الحقوق قد تكلف تبعاته في حالة الاخفاق في إيصاله أو المحافظة عليه خزينة المرفق تعويضات كبيرة لذا ومن هذا المنطلق نجد أن على منسوب هذا المرفق التنبه لذلك ولعظم المسئولية وأهمية الخدمة وأن الأخطاء قد تكون مكلفه وعليه يجب أن يكون هنالك دورات تأهيليه تساعد الموظف على حسن التعامل وجودة الأداء واستشعار المسئولية وتحمل تبعاتها حيث أننا نرى في كثير من المواقف حتى بعد مرور هذه الفترة منذ تولي الدكتور بنتن عند مراجعة شعب البريد أن هنالك إهمال واضح من قبل بعض موظفي البريد يتمثل في سوء التعامل احياناً أو عدم الاكتراث احياناً أخرى أو صرف إيصالات لرسوم البريد المسجل غير معتمده ولا توحي بالإهتمام وتكون الطامة الكبرى حينما يعتذر منك موظف البريد بعدم وجود صرف نقدي ويطلب منك أن تذهب إلى خارج تلك الشعب للبحث عن صرف وكأنه بهذا أو انه لم يستشعر المسئولية وأهمية هذه الخدمة في وقتاً نجد أن هنالك من لازال لم يستوعب الأهمية والبريد عموما بحاجة إلى لمسة تطويرية عاجلة تلامس المضمون وجودة الأداء لعيدا عن الشكليات التي إستنفزت خزينة البريد بدون مردود ملموس ، بالأمس حاولت أن اجدد إشتراكي في البريد عن ( صندوق البريد ) الخاص بي فوجدت من الإهمال مالا يصدقه بشر ، راجعت البريد أكثر من (15) مرة كلها موثقة ، وكل مرة يعطيني الموظف نموذج للتسديد عن طريق البنك ، وكل مرة يرفض البنك سواء عن شباك الموظف أو جهازي الخاص او جهاز الصراف قبل التسديد بحجة ان هنالك خلل فني ومع ذلك مراجعتي (15 ) مرة وعي مئات المراجعين لم يصحح الوضع ، راجعت شخصيا مدير فرع المساعدية ووجدته آخر من يعلم رغم ما يشاهده من إزدحام وفوضى ووعدني بحل المشكلة خلال (3) آيام ، راجعت بعدها ( عشر مرات ) لكن دون جدوى ، وحين مراجعته وجدته فعلا لاحول له ولا طول وطلب مني التريث لمدة شهرين ، شهر إنذار وشهر إغلاق ثم بعدها يتم التسديد اليدوي وتسجيل الإشتراك من جديد مبشرني بأنني انا في هذه الحالة كسبان شهرين مجانا ، حقيقة ذهلت من هذا الموقف وهذه البشرى التي اعتبرها هاى حساب الصالح العام ن ولا ادري ما هو السر في عدم قبول التسديد اليدوي بما ان المشكلة من نفس البريد ، ايضا وبما أن الحديث عن المؤسسة العامة للبريد .. إتصلت برقم البرقيات (969) وذلك بغرض لإرسال برقية ذات ( 250) كلمة فوجدت أن الموظف يطلب مني أن أقرأها عليها حرفا حرفا ويقوم هو بالكتابة وذلك يحتاج بمعيار ماشاهدت إلى أكثر من ساعة ، بمعنى أن الموظف لم ينجح في خدمة ستة متصلين في اليوم ، وهنا يلغي توظيف الفاكس والإيميل في هذه الخدمة أو عمل برنامج إلكتروني يؤمن هذه الخدمة
إن أمامنا مستقبل أكثر طلبا على الخدمة البريدية ومع مرور وقت كافي إلا اننا لم نلمس ما وعدنا به وإستبشرناه وصفقنا له من تطويرا يواكب العصر ومتطلباته وتوظيف ماتوصل إليه العالم اليوم من تكنولجيا لخدمة رسالة ومهام مرافق البريد كذلك أصبح الآن هنالك منافسين منهم من هو وفق النظام كخدمات البريد السريع أو خارج نطاق النظام ، وذلك عبر وسائل النقل المختلفه، فشركة النقل الجماعي وشركات النقل العام والخاص ومواقف ( الأجرة بين المدن ) كل تلك تقدم الخدمة البريدية بطرق تقليديه ورسوم مرتفعه على قارعة الطريق نهارا جهارا ، منها ماهو صراحة ومنها ماهو بالتحايل اوضعها في علب أو كراتين للتمويه على أنها بضائع ومثل تلك الممارسات تسيء فعلا إلى هذا المرفق ، كذلك لي عودة للحديث قريبا عن ماساة صناديق البريد التي وضعت بأبواب المنازال والتي كانت فعلا قاصمة الظهر والتي إكتشفنا معها أن حالنا كحال ذلك الذي أكثر من اكل الثريد ثم إستلقى نائما فرأى أحلاما تشير إلى انه حقق كل ما يريد فلما صحا حزن حزنا شديد هذا وبالله التوفيق

جدة ص ب 8894 فاكس / 6917993
نشر بتاريخ 06-07-2008
http://www.alweeam.com/news/articles...on=show&id=611