معالي الرئيس .. اننا نخسر
نعم اقولها بملء الفم نحن نخسر وليست خسارتنا في الفرق بين الايرادات والمصروفات فليس في هذه من جديد ، ولكن خسارتنا التي اتحدث عنها هي في زبائننا وفي مصداقيتنا وسمعتنا التي بدأنا نفقدها شيئا فشيئا .
أيها الرئيس .. لقد اسست عنوانا فريدا في مجتمع لايحب ان يكون له عنوان فأصبح صندوق واصل اختبارا لقوة ابناء الحارة ثم اصبح مدخلا للتندر علينا بشكله المشوه أمام المنازل والمحلات ..
طورت كل شي وأسست انظمة الكترونية حديثه جداا لكن نسيت او ربما ( أجلت ) اهم حجر في هذه الانظمة ، الا وهو الموظفون الذين يعملون عليها ..
قمت بفصل البريد الممتاز عن بقية ادارات البريد الاخرى بهدف تقديم خدمات تنافسيه وتمكينه من المنافسة على حصة من سوق البريد السريع والطرود والحقيقه أن هذه الخطوة كانت ستؤتي ثمار كبيرة لو تم تنفيذها بشكل أفضل مما نفذت به ، الامر الذي أدى الى نتائج عكسية على أرض الواقع وذلك لعدة اسباب :
1- فصل البريد الممتاز اسميا ولكنه لم يفصل حقيقه فأصبح كأنه ضيف ثقيل على كاهل ادارات المناطق وينظرون اليه على أنه متطفل عليها وعلى اداراتهم فيرددون باستمرار أن البريد الممتاز ليس تابعا لهم كلما تعكر مزاجهم حفظهم الله من كل مكروه ، حتى بقي البريد الممتاز كعزيز قوم ذل ولم يرحمه احد .. حتى ابسط طلباته لا احد يأبه بها ، ثم خصص له غرفة او غرفتين داخل مكتب البريد وحوصر داخلهما كأنه يتيم على مائدة اللئام .
2- تم بناء نظام كامل للبريد الممتاز ثم سلم للطاقم القديم والذي لم يحقق اي انجاز في سابق عهده فكيف بلاحقه ، أي كيف تريده أن يتطور من نفسه ، او تطوره الدورات المتخلفة والتي تقام في المناطق .
3-تم الغاء رحلات الخطوط السعودية للكثير من المناطق مما كان له الكثير من الاثر السلبي على عمل البريد الممتاز حتى وصل الامر أن بعض الرسائل الى داخل المملكة لاتسلم الا بعد سبعة ايام من ارسالها .. ولم يتم معالجة الوضع ..
-----
تم فصل ادارات البريد عن بعضها البعض دون نظام واضح يحدد المهام والمسؤليات والحدود التي تقف عندها كل ادارة والعلاقات فيما بينها والكل في مبنى واحد مما أدى الى تصارع الادارات وأصبح كل يتصرف على مزاجه ومدى حبه لشخص مدير الادارة الاخرى حتى وصل الحال في بعض المكاتب الى درجة مؤسفة ..
-------
تم انشاء شركة ناقل وكان المفترض أن تكون ناقل نقله نوعية في البريد السعودي وأن توفر له خطط نقل تقلل مدة وصول الرسالة الى أقل مدة ممكنه ثم أن تستقطب الكفاءات من الشباب السعودي الكفء والمؤهل ، ولكن الذي حصل هو العكس تماما فالذين وظفوا في شركة ناقل هم المتقاعدون وما اكل السبع منه باستثناء قلة قليلة جدا من السائقين الجيدين ، لك ان تعلم أن هناك منطقة بريدية كاملة جميع سائقي شركة ناقل فيها متقاعدون من احد الجهات الحكومية !!!
اما الشباب السعودي الطموح الذين وظفتهم ناقل من غير المتقاعدين فأغلبهم ولا اقول كلهم بكل اسف يحتاجون الى فحوصات وتحاليل طبيه بين كل فترة واخرى للتأكد من سلامتهم العقليه وعدم تعاطيهم اية مواد تسئ الى سمعة البريد اكثر مما هو فيه ، لأنه وبصراحة تامة الواقع يفصح عن اشياء كان الاجدر ان لاتمر مرور الكرام على أحد ، خصوصا وان أغلب المشرفين الذين تعينهم شركة ناقل يعتبرون انفسهم ملاك للشركة يأمرون وينهون ولايعني لهم العمل شيء بقدر ماتهمهم استفادتهم من السيارة المسلمه لهم ..
ثم أن شركة ناقل لم تكلف نفسها بعمل دراسات بسيطة على الخطوط التي تعمل عليها لتكتشف أن هناك مئات الطرق والخطط والتي يمكنها أن ايصال البريد الى وجهته بنصف الزمن الذي يستغرقه حاليا ، بل اكتفت بالعمل على نفس الخطوط السابقة والتي كانت تعمل عليها شركات المتعهدين السابقين بكل مافيها من عيوب ..
-----------
كان البريد الممتاز والطرود مهيأ فعلا لاكتساح السوق لو انه استغل كما يجب وتم التعامل معه بصيغه تجارية بحته وبعيدا عن مبنى البريد المعروف .. نعم فقد كان الاولى أن ينشأ للبريد الممتاز مكاتب صغيره في الاسواق والتجمعات التجارية وأن يسلم لموظفين جدد يتم تدريبهم خصيصا لهذا الغرض ويكون في كل مكتب موظف او اثنين فقط وأن تكون له خطط استلام وتسليم وتوزيع واضحه جدا ومنظمة بحيث يسهل اكتشاف الخطأ وتحديد المتسبب فيه بدقه عندما يقع .. الان لا احد يرضى ان يدفع مبلغ خمسين ريال لتبقى رسالته تائهة بين مطارات المملكةلمدة تصل الى سبعة ايام فلا هي تصل الى مستلمها ولا هي تعود اليه وبالتالي فلن يتعامل مع البريد الممتاز مره اخرى فضلا عن اقباله على المشاريع الاخرى والتي تقر وتنفذ بعشوائية بحته بشكل يسئ للبريد اكثر مما يحسن له مثل مشروع جامعي ومضمون وو .. الخ
الا هل بلغت ... اللهم فأشهد