في بريدنا من ( الظالم ) ومن ( المظلوم ) .. !!
في بريدنا من ( الظالم ) ومن ( المظلوم ) .. !!
هكذا هو حال البريد ، وهكذا هو وضعه منذُ عشرات السنين ، لا تعرف له حال ، ولا تعرف له كمال ، حتى وإن صال أو جال .. !
أكثر من ثمانون عام عمر هذا العجوز الهرم ، ضل منحي الرأس مقوس الظهر ، حتى بانت عظامه من خلف لحمه .. !
حاول جاهداً أن يلتقط أنفاسه ، وينهضُ من سباته ، لعله أن يصلح حاله ، ويزيد في دخله وماله .. !
تعاقبت عليه إدارات كثيرة ، في بعضها الضعف وفي بعضها مثيرة ، وقل أن تجد منها إدارات ذات عقول مُنيرة .. !!
قبل أكثر من ستة سنوات ، طويت الصفحات ، وبدأنا نلملم أنفسنا لعلنا نجد إدارة تقودنا إلى بر الأمان ، في كل زمانٍ ومكان ، حتى أشرقت الأنوار ، وفرشنا الورود والأزهار ، فرحاً وسعادةً بصدور الأمر الملكي الكريم بتحويل مرفق البريد إلى مؤسسة عامة تحت مسمى ( مؤسسة البريد السعودي ) ليصدر بعدها أمراً ملكياً كريماً بتعيين معالي الدكتور / محمد صالح بن طاهر بنتن رئيساً لمؤسسة البريد السعودي بالمرتبة الممتازة .
قلنا حينئذٍ لك الحمد ياربنا ، ياسعدنا ، أن حققت منانا ، وفرجت كربنا وصبرنا .. !
عندها تم نقل الموظفين إلى ملاك مؤسسة البريد السعودي وتكون اللائحة والسلم الذي سوف يسكنون عليها هي لائحة التأمينات الإجتماعية وفق الأمر الملكي الكريم .
بدأ العمل بالنظام الجديد ، وضربنا بكل قوة وبكل ماهو مفيد ، حتى لاحظنا التغيير ، بالشكل الجديد الكبير ،
فبدأت المؤسسة بالبنية التحتية ، فأدخلت الأنظمة والأجهزة في كل قطاعات المؤسسة ، وأصبح الموظف يتعامل بالنظام الجديد ، ولديه حاسب وإيميل بريد . كل هذا شي جميل وبداية رائعة وموفقة .. !
بدأت الإدارة العليا بتعيين مدراء ، قالوا عنهم أنهم خبراء ، يجيدون التعامل بحزم ، حتى أن الموظفين في المؤسسة قالوا هل نحنُ في ثكلة عسكرية .. ؟!!
لايهمنا هذا الكلام ، لأنه يأخذنا إلى الظلام ، وحتى لا أقول على نفسي السلام .. !!
المهم ، أتضحت الصورة ، حتى لو أنها مكسورة ، بانت الخبايا ، وأظهرت النوايا
، فهذا مدير متسلط ، وهذا موظف محبط ، بين ذاك وذاك ، كما بين السماء والأرض وما أدراك .. !!
أتوا إلينا بموظفين لا نعلم كيف أتوا .. ؟!
وكيف تعينوا وثبتوا .. ؟!
بعضهم لا يحمل أي مؤهل ، لكنه أفضل عندهم من موظف خدم عشرون سنة ومؤهل .. ؟!
فهذا لم يتجاوز الأشهر حتى عُين على مرتبة لا يحلم بها الجامعيون الذين ضُحك عليهم بتحسين المستوى ولم يروا شي منذ أكثر من ثلاث سنوات .. !!
وهذا موظف أتوا به ، لا عمل ولا إنتاجية ، ولا إنضباط ، وغير هذا تهجم على الإدارة العليا بكل قوة ، كرموه بأن منحوه المرتبة 42 وخدمته لم تتجاوز أربعة سنوات .. ؟!!! لأنه من أصحاب النفوذ .. !
أنا قلت لكم ، ما يهمنا هذا الكلام ، حتى لا أقول لنفسي السلام .. ؟!!
المهم ، هذا أحد المدراء الكبار ، قل عنه أنه جبار ، دائماً تراه ممسكاً بيده عصيراً وفي يده الأخرى خيار .. ؟!! لا يعرف ماهو المسجل من العادي من الممتاز .. !!!
جديد في البريد ، بل لا يفقه من البريد غير أسمه ، يقول في إحدى زياراته لبعض الموظفين : أنتم لا تصلحوا للعمل لأن البريد يحتاج لدماء جديدة .. ؟!!!
وهذا المدير الكبير صاحب المنصب الكبير ، راتبه يوازي رواتب عشرين موظف متعاقد .. !
الموظفين مساكين ، لا حولا لهم ولا قوة ، حقوقهم مسلوبة وبالقوة ، يطالبون بما هو لهم نظاماً ، ويتمنون من المؤسسة أن تصحح أوضاعهم ، وتجبر كسرهم ، لأنهم مساكين ، مظاليم ، خدموا البريد قبل أن يولد هؤلاء الذين يطالبون بحقوقهم عندهم .. ؟!!!! شي عجيب ، وفي نفس الوقت غريب .. !
ينتظرون بدل السكن ، حتى أصبحنا نشم رائحة العفن .. !
وينتظرون صرف فروقات التسكين ، ألم أقل لكم أنهم مساكين .. !!
سؤالي الذي أطرحه :
من الظالم والمظلوم في البريد .. ؟!
أعتقد أن الظالم موجود ، والمظلوم موجود ،
الحكم لكم يا معاااااشر البريد .. !!!