خدعوك فقالوا: البريد السريع
يتذمر معظم الناس في المجتمع السعودي من مغالاة شركات البريد السريع في أسعارها، وحتى لا أتجنى عليها، فقد عُدْتُ إلى إحدى الموسوعات العالمية، كي أعرف كيفية احتساب رسوم البريد السريع، فوجدتُ أنّ قيمة الرسالة «تُحتسب بنظام الشرائح فيما يختص بالوزن، أيْ أنّ وزْنْ الرسالة بوزن (500) غرام فأقل تُحتسب بالقيمة العادية». فما القيمة العادية التي تُحتسب في ضوئها الرسائل؟ «أما ما هو فوق ذلك -وَفْقا للموسوعة - فيدخل في شريحة اخرى». فما الشريحة الأخرى؟ لا تتوافر معلومات واضحة وصريحة عنها، واقرؤوا هذه المعلومة المهمة من وجهة نظري: «كما أنّ المعتاد أنْ يتم توصيل الرسالة خلال (24) ساعة» وهذا غير صحيح من واقع تعاملي الشخصي، وتعامل آخرين مع بعض شركات البريد السريع، رغم وضوح العناوين في كثير من الحالات.
يروي مواطن أنه رغِب في إرسال جواز سفر من
بعض شركات البريد السريع لن تلقى النجاح الشعبي مع ارتفاع اسعار خدماتها
جدة إلى الرياض، فطلبتْ منه إحدى شركات البريد السريع (يحتفظ باسمها) أكثر من (700) ريال، أيْ أكثر من ثمن تذكرة راكب بالخطوط السعودية (درجة سياحية) من جدة إلى الرياض. فما المعايير التي اعتمدت عليها الشركة في أسعارها؟ وهل وُضِعَت بمعرفة وعِلْم ومتابعة ومراقبة جهة حكومية؟ وهل هناك لوائح معلَنَة بهذه الأسعار، أم بُنِيَتْ على العشوائية واستنزاف جيوب الناس تحت ستار «وصول الرسالة في اليوم نفسه». مع أنّ هذا يتنافى مع الصِّدق والمصداقية، من واقع تجارب معظم المتعاملين مع بعض شركات البريد السريع، فهل أجد إجابات شافية ووافية عن هذه الأسئلة، عند مؤسسة البريد التي يرأسها معالي الدكتور محمد بن صالح بنتن؟
من المهم أنْ تعلم هذه الشركات أنّ الناس هُنا لايريدون منها تقديم المشورة العلمية والفنية لتحديث قطاع البريد السعودي، فقد أثبت وجوده على المستوى المحلي، ولقي شهادات تقدير على المستوى الدولي، أما بعض شركات البريد السريع، فغير قادرة على تحقيق عنصر السرعة في خدماتها، وتُغالي في أجورها. صحيح أنّها تتخذ إجراءات سريعة ومُبَسّطَة، ولكنّ ارتفاع أسعارها وتأخر الرسائل عن الوصول في المواعيد التي تضربها هي للناس، لا يجعلها تكسب على الدوام ثقة المواطنين، بل مدعاة للتساؤل عن أسباب تخلفها عن اللحاق بركب الشركات المماثلة لها في العالَم، فهل تعاني من عدم توفر اساطيل سيارات وشاحنات وطائرات؟ ولماذا لم يختلف نظام تداول رسائلها البريدية عن نظام هيئات البريد العادية؟
اعتقد أنّ بعض الشركات لن ولم تلق النجاح الشعبي العام في ظل ارتفاع أسعارها غير المعقول، ولا يمكن أنْ تتمتع بموقع الصدارة في ضوء عدم احترام مواعيدها، وعليها أنْ تقنع الناس بريادتها البريدية، وإلاّ فلتعلمْ أنهم في غنى عنها، ولهم في بريدهم السعودي الممتاز خير عوْن ومعين
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2007...0910138396.htm