وجه المقام السامي ثماني وزارات بمتابعة تنفيذ ما قضت به توصيات هيئة حقوق الإنسان بشأن قضية انتشار مرضي "الخلايا المنجلية" و"الثلاسيميا" في محافظتي الأحساء والقطيف ومنطقتي جازان والمدينة المنورة، بعد زيارة قام بها وفد من الهيئة للمناطق. وأيد المقام السامي، أن تبادر وزارة العدل بإلزام مأذوني الأنكحة بضرورة الالتزام بعدم إتمام عقود الزواج بين الأشخاص الذين يثبت طبياً اشتباه إنجابهم أطفالاً مصابين بالمرض.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

وجه المقام السامي ثماني وزارات بمتابعة تنفيذ ما قضت به توصيات هيئة حقوق الإنسان بشأن قضية انتشار مرضي الخلايا المنجلية والثلاسيميا في محافظتي الأحساء والقطيف ومنطقتي جازان والمدينة المنورة، بعد زيارة قام بها وفد من الهيئة للمناطق.
وأوصت هيئة حقوق الإنسان بإجراء الحملات التوعوية، وإنشاء مراكز مؤهلة ومتخصصة لهذه الأمراض في بعض المناطق، ومراعاة ظروف المصابين بهذه الأمراض في القطاعين العام والخاص وعند تقرير جداولهم من يدرسون.
وأيد المقام السامي، أن تبادر وزارة العدل بإلزام مأذوني الأنكحة بضرورة الالتزام بعدم إتمام عقود الزواج بين الأشخاص الذين يثبت طبياً اشتباه إنجابهم أطفالاً مصابين بالمرض.
وأكدت توصيات الهيئة أن تبادر وزارة الصحة بإنشاء مراكز مؤهلة متخصصة لعلاج المرض في الأحساء والقطيف وجازان والمدينة المنورة، ويكون عملها شاملاً للبحوث وللدراسات والأعمال الصحية الوقائية والعلاجية.
وأوصى المقام السامي، أن تتبنى وزارة الشؤون الاجتماعية إنشاء جمعية خيرية على غرار جمعية المرضى المصابين بالفشل الكلوي، يكون لها فروع في المناطق الموجود فيها المرض وخاصة في القطيف، والأحساء، وجازان، والمدينة المنورة.
ووجه المقام السامي القطاعات العسكرية ووزارتي العمل والخدمة المدنية، بمراجعة الأنظمة لديها من حيث مراعاة ظروف المصابين بالمرضى العاملين في جهاز الدولة أو في القطاع الخاص مثل ما حصل لمرضى الفشل الكلوي، إضافة إلى عدم استبعاد مرضى الخلايا المنجلية من الوظائف سواء في القطاعات الحكومية أو الشركات، لعدم خطورة ذلك، ومعاملتهم معاملة الأصحاء إلا في الوظائف التي تشكل خطراً على حياتهم.
وتراعي وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم، والمؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، ظروف المصابين بالأمراض الوراثية عند تقرير جداولهم الدراسية سواء من حيث الزمن أو النوع، كما أيد المقام السامي توصيات حقوق الإنسان بشأن مرضي الخلايا المنجلية والثلاسيميا، أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام إعداد برامج توعوية تثقيفية للوقاية من المرض.
وجاء تأييد المقام السامي بناء على ما رفعت به هيئة حقوق الإنسان من توصيات حول انتشار المرض، في برقية تناولت التوصيات التي رفعتها الهيئة ومدعمة بقرار مجلس الوزراء رقم (5) وتاريخ 4/1/1423هـ والذي يؤيد كل ما ورد في توصيات الهيئة.
وقال الدكتور خالد العبيد عضو المجلس "إن تبني المقام السامي الكريم لتوصيات الهيئة يصب في مجال ترسيخ حماية حقوق الإنسان وتعزيزها والاهتمام بتفعيلها وترجمتها على أرض الواقع من خلال التوجيه الكريم للوزارات المعنية بتنفيذ ما جاء بتلك التوصيات، التي تهدف إلى الاهتمام بصحة المواطن والمقيم وتوعيته وتثقيفه بخطورة هذا المرض".
من جهته، أوضح لـ "الاقتصادية" الدكتور زهير الحارثي عضو هيئة حقوق الإنسان، أن قضية انتشار مرضي الخلايا المنجلية والثلاسيميا، حقوقية تهم المواطن من الناحية الصحية.
وقال: "إن الهيئة تثق بجميع الوزارات الموجهة من قبل المقام السامي لتنفيذ التوصيات في القريب العاجل باعتبارها القضية إنسانية حقوقية".
وقد أتى هذا التجاوب من المقام السامي ليؤكد حرص قيادة هذا البلد على تلمس احتياجات المواطنين وتوفير الحياة الكريمة لهم وتأكيداً على أهمية دور هيئة حقوق الإنسان في الاهتمام بوضع المواطن الحقوقي من جوانبه كافة.
الجدير بالذكر، أن سبب مرض (الأنيميا المنجلية) الذي ينتشر في السعودية بنسبة تراوح بين 20 إلى 30 في المائة هو طفرة جينية تؤدي إلى تحول خلايا الدم الحمراء إلى خلايا منجلية عند التعرض لنقص الأكسجين فيحدث تكسر في الدم ويصاب المريض بفقر دم حاد تصاحبه آلام شديدة بصورة متكررة في معظم أجزاء الجسد وخاصة الأطراف والمفاصل والبطن والظهر.
ويسبب هذا المرض تضخما للطحال نتيجة ترسب الحديد الزائد على الكبد والقلب وحدوث جلطة دماغية ويستدعي أن يلجأ المصاب به للمسكنات والمهدئات أو لعملية نقل دم من الآخرين لأكثر من ثلاث مرات شهريا. فيما يعد مرض" الثلاسيميا" الذي ينتشر في السعودية بنسبة مماثلة تقريبا أشد وأكثر خطورة من مرض (الأنيميا المنجلية) ويتسبب في عجز النخاع عن إنتاج دم طبيعي وتكسر كريات الدم وانخفاض الهيموجلوبين في الجسم مما يؤدي إلى اعتماد المريض على عمليات نقل دم من الآخرين عبر جهاز لتنقية وضخ الدم يغرز في بطن المريض "تحت الجلد" لإزالة الحديد لمدة تراوح بين ثماني ساعات و12 ساعة يوميا طوال حياته.
وتنتشر تلك الأمراض بين مناطق السعودية، حيث تسجل أعلى الإصابة في المناطق الشرقية والجنوبية والغربية، بينما تكون المعدلات منخفضة في المناطق الشمالية والوسطى، وتصل نسبة حاملي الأمراض الوراثية في السعودية إلى 25 في المائة.
http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=121601