.










.

الحكومة الإلكترونية: مفهومها وفوائدها



د. سليمان التركي
يسمع الكثير من القراء الحكومة الإلكترونية في وسائل الإعلام المختلفة، وأنا هنا أحاول تقديم نبذة مبسطة عن الحكومة الإلكترونية. من التعاريف المبسطة للحكومة الإلكترونية هو: "تأدية أعمال حكومية بطريقة إلكترونية، وتوفر خدماتها للدوائر الحكومية والشركات الأهلية والمواطنين عن طريق الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)، حيث تسّهل وتوفر هذه الخدمات للجميع وفي أماكن بعيدة قد لا تتوفر فيها بعض الدوائر الحكومية، مما يعكسه على رفاهية المجتمع".
والمملكة تسعى بشكل حثيث لتفعيل مبادئ الحكومة الإلكترونية، وتمت استضافة العديد من المؤتمرات العلمية، ولكن نجد أن هناك الكثير من العوائق التي ساهمت في إبطاء التحول الإلكتروني في الكثير من الدوائر الحكومية ومنها:

1- ضعف البنية التحتية للاتصالات التي سوف تمكن من ربط مقدم الخدمة (في هذه الحالة الدائرة الحكومية) مع المستخدم (مواطن أو دائرة حكومية أو شركة أهلية).

2- صعوبة الاقتناع بتأدية الأعمال إلكترونياً في الدوائر الحكومية بسبب عادات العمل القديمة المفضلة للمؤثرين في اتخاذ القرار.

3- عدم توفر أنظمة وقوانين تنظم التعامل الإلكتروني.

4- نقص أعداد الكوادر البشرية القادرة على التعامل مع أجهزة الحاسب.

بالإضافة لما ذكر أعلاه، أود أن أضيف أحد العوائق التي أعتقد أنها ساهمت في إبطاء عملية تطبيق الحكومة الإلكترونية وهو أن الكثير ممن يتبنون مفهوم الحكومة الإلكترونية هم من المتخصصين في مجال تقنية المعلومات وليسوا من ذوو الاختصاصات الإدارية، علماً بأنه لا توجد عوائق تقنية لتنفيذ هذه المهمة، وإنما المشكلة العملية التي تقف في وجه تطبيق الحكومة الإلكترونية هي مشكلة إدارية. ولا يعني ذلك أنه لا أهمية لتخصص تقنية المعلومات في هذا المجال، بل العكس، فاستشاريو تقنية المعلومات يجب أن يعملوا كموفري معلومات ومشرفين على جميع خطوات العمل، وآراؤهم غاية في الأهمية.

للحكومة الإلكترونية فوائد جمة على جميع الفئات، فهي تفيد المواطن والتاجر والدوائر الحكومية المختلفة والشركات المحلية والدولية. ومن أبرز الفوائد المكتسبة من تطبيق الحكومة الالكترونية ما يلي:

1- أداء أفضل للخدمات وبتكلفة أقل.

2- توفير شفافية عالية في المنشأة.

3- دمج الأعمال المتشابهة وربط الإجراءات ذات العلاقة ببعضها البعض.

4- توظيف أفضل للكوادر البشرية.

5- توفير خدمات حكومية أفضل وعلى مدار الساعة طوال السنة، مما يعني أن بعض الخدمات قد تتوفر للمواطن أو الشركات حتى خلال الإجازات.

6- تقدم خدمات التقنية في الدولة والتي سوف تسهم حتماً في تطوير التقنية داخلياً.

بسبب التكوين الجديد للنظام العالمي (الاقتصادي والسياسي)، أصبح من الضروري على الدول التماشي مع تقنية المعلومات في جميع المجالات، وبخاصة الحكومية منها، وهذا المطلب أصبح مطلباً استراتيجياً للمملكة في الآونة الأخيرة، ويتحتم على الجميع التعاون والمشاركة في إنجاح تطبيق مشروع الحكومة الالكترونية.