صلى قربة الى!!
يُعرف الفقهاء النية بألفاظ متقاربة وبمضمون واحد، ومنها هي ان يُقصد الفعل ويكون الباعث الى هذا القصد، أمر الله تعالى من دون فرق بين ان يكون ذلك بدامي الحب له سبحانه أو رجاء الثواب أو الخوف من العقاب ويُعتبر فيها الإخلاص.
والنية شرط في جميع العبادات..ويذكرني شرط الإخلاص بقصة ارويها لكم..
دُعي بعض الأصحاب يوماُ الى وجبة غداء في بيت صديق لهم..وقد أكثر الرجل الطعام وطيبهُ..وفي الأثناء أعلن المؤذن حضور وقت الصلاة التي توجه الاخوه الى ادائها بعد ان انهوا طعامهم،ولكن احدهم..بدأ ينظر بحيرة لا مثيل لها وقد ضاقت عليه الأرض بما رحبت..ودارت عيونه في رأسه وتلفت بارتياب وارتباك كمن ضل طريقه في أوسع الفلوات،وشوشت ذهنه أفكار ألجمت لسانه وكأنه قد ألقم حجراً فلا يدري ماذا يقول!!..انه في مأزق محرج مخجل فهو تارك للصلاة بل هو جاهل بأفعالها وأركانها وأجزائها وأذكارها والعياذ بالله..وأضحى في وضع لا يُحسد عليه وهو أمام خيارين! أما ان لا يصلي وفي ذلك(فشلة) بين أصدقائه،أو ان يصلي مراعاة لذلك الظرف الطارئ، وهنا حصلت المفاجأة..إذ استقبل هذا الأخ(المؤمن) القبلة وشرع في (الصلاة) وبنية القربة الى؟؟حركات ليس إلا،لكي لايوصف أمام المجتمع بأنه تارك الصلاة وبالتالي فقد جعل الله تعالى أهون الناظرين إليه..وكان همه ان ينظر الناس إليه بعين الرضا لا ان يكون مرضياً عند الله سبحانه..وفي هذا مؤشر لأكثر من علامة خطر،فان كذبت على نفسك فلا تكذب على رب العالمين الذي((يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور))..وهنا لابد من همسة في إذنه وإذن من هم على شاكلته..فنقول:ان الحرج الحقيقي والمأزق الأعظم هو(يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)والله سبحانه وتعالى أولى بالحياء من الناس لان مقادير الأمور بيده سبحانه، والعباد لا حول لهم ولا قوة..نسال الله الهداية لنا ولكم وهو ارحم الراحمين.