يوم أسود للبورصات العالمية مع اختفاء أعرق مصرفين أمريكيين والمخاوف من اضطراب النظام المالي




احدث الإعلان عن إفلاس مصرف ليمان براذرز الأميركي، وطلبه الحماية من الدائنين، صدمة عالمية لتشهد بورصات أوروبا، وأسواق المال الخليجية يوما اسود، مع تفاقم المخاوف على مستقبل النظام المالي العالمي.
وكانت الأسواق العالمية قد استيقظت على أنباء سيئة تمثلت في اختفاء اثنين من اعرق البنوك الاستثمارية في الولايات المتحدة ،الأول إفلاس مصرف ليمان براذرز الذي يبلغ عمره 158عاما والثاني ميريل لينش وهو ثالث أكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة ،حيث اعلن بنك أوف امريكا "الذي يعد واحدا من أكبر البنوك التجارية في أمريكا أنه تقدم بعرض لشراء ميريل لينتش، في صفقة تبلغ قيمتها 50مليار دولار.

ويعتبر افلاس بنك ليمان براذرز اكبر إفلاس في التاريخ كما أوردت "بلومبرغ" امس ، وقد نجح في تخطي أزمات كبيرة مثل إفلاس الخطط الحديدية في اميركا في اعوام 1800والكساد الكبير في 1930وانهيار "لونغ تيرم كابيتال" قبل 10سنوات.

وسهلت هذه الأخبار الطريق أمام سوق الأسهم السعودية لمواصلة الهبوط الذي يخيم عليها منذ فترة و قبل الأحداث العالمية،وواصلت خسائرها القوية، وانخفض مؤشرها بنسبة 6.49%، وصولا إلى 7255نقطة ، لترتفع محصلة خسائرها إلى 35% منذ بداية العام الحالي.وعند إغلاق السوق السعودي ليوم أمس في الساعة (الثالثة عصرا) سجل مؤشره ثاني اكبر خسارة يومية بين الأسواق العالمية بعد السوق القطري الذي حل في المرتبة الاولى بنسبة هبوط تقترب من 7.1% ، والثالث هو سوق فينا بنسبة 5.4% ثم سوق اسلو بنسبة 5.2، مع الإشارة أن عدد من الأسواق الآسيوية مغلقة أمس في اليابان وهونج كونج وكوريا الجنوبية والصين بمناسبة عطلة عامة، ولم يتسن معرفة ردة فعلها بجانب الأسواق الأمريكية التي تفتتح بعد إغلاق السوق السعودي. وتدهورت العديد من أسعار الأسهم السعودية ولم تسجل أي حالة ارتفاع وهبطت الكثير من الشركات بنسبة 10% وبعروض دون طلبات،وهذه الحالة تتكرر دائما حيث يبالغ المتعاملون في دفع الاسهم نحو الهبوط بسبب تأثير الحالة النفسية على اتخاذ القرار واهتزاز ثقتهم في اداء السوق، رغم هبوط الأسهم الى مستويات جذابة للاستثمار.

وتسبب غياب أي تعليقات رسمية من المسئولين في البنوك السعودية والجهات الرسمية او الشركات الاستثمارية التي يوجد لها محافظ استثمارية خارجية ،في إثارة التكهنات حول تأثير الأزمة العالمية، وإفلاس مصرف ليمان براذرز على استثماراتها الخارجية ، علما ان حدة الهبوط تركزت في الأسواق الخليجية أمس على أسهم المصارف والشركات الاستثمارية، ويفترض ان تبادر هذه الجهات سريعا في الكشف عن أوضاعها لتهدئة السوق المتوترة، وإيقاف تدهور اسهمها.


..



الصناديق السيادية بالخليج في حالة فتور إزاء الغرب بعد انهيار ليمان ..

(رويترز) - دفعت التقلبات التي تشهدها الأسواق المالية الأمريكية هيئات الاستثمار السيادية الكبرى بدول الخليج العربية للامتناع عن محاولة انقاذ أي بنوك غربية متعثرة لكنها أشارت الى زيادة استثماراتها في الداخل لتعزيز بورصات اقليمية تضررت بسبب الاضطرابات المالية العالمية.

وقالت شركة مبادلة للاستثمار المملوكة لحكومة أبوظبي وهي من أكثر المستثمرين نشاطا بالمنطقة ان الوقت غير مناسب للاستثمار. كما صرح مسؤول مقرب من هيئة الاستثمار القطرية بأنها أيضا تتخذ موقف التريث.

وهذه بعض أوضح التصريحات حتى الان التي تشير الى أن هيئات الاستثمار التي تهيمن عليها دول ومن امثلتها هيئة الاستثمار القطرية أو مبادلة أو هيئة أبوظبي للاستثمار أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم لن تهرع لانقاذ بنوك متعثرة.

وقال وليد المهيري الرئيس التنفيذي للعمليات لدى مبادلة لرويترز يوم الاثنين "لا تتطلع مبادلة الى أي من تلك المؤسسات المالية التي تواجه صعوبات. هناك قدر كبير من التقلب وليس هذا هو أفضل الاوقات للاستثمار."

وأضاف "في الوقت الراهن سننتظر ونتريث مثلما سيفعل بعض الاخرين."

وقدم بنك ليمان براذرز يوم الاثنين طلبا لاشهار الافلاس ليصبح ثاني بنك استثمار كبير بالولايات المتحدة يسقط ضحية للازمة بعدما أيدت الحكومة الامريكية بيع بنك بير ستيرنز لبنك جي.بي مورجان في مارس اذار بثمن بخس.

وخسرت هيئات استثمار سيادية مليارات الدولارات ضختها في بنوك غربية في صورة زيادة طارئة في راس المال في مطلع العام الحالي وفي العام الماضي.

واستثمرت الهئية العامة للاستثمار الكويتية خمسة مليارات دولار في بنكي ميريل لينش وسيتي جروب الامريكيين لكنها تعرضت لانتقادات من جانب نواب البرلمان الكويتي بعدما انخفضت اسهم البنكين منذ ذلك الحين.

ووافق ميريل لينش يوم الاثنين على استحواذ بنك اوف أمريكا عليه.

وامتنعت الهيئة الكويتية عن التعليق بشأن الازمة الحالية لكنها قالت انها ستزيد استثماراتها في الصناديق الاستثمارية باسواق الاسهم المحلية للمساهمة في رفع أسعار الاسهم الاخذة في التراجع.

وقالت وكالة الانباء الكويتية (كونا) "أعلنت الهيئة العامة للاستثمار اليوم أنها قررت زيادة مساهمتها في الصناديق الاستثمارية في السوق المحلي ودراسة فرص استثمارية أخرى."

وفي نوفمبر تشرين الثاني أنجزت هيئة أبوظبي للاستثمار اتفاقا لشراء حصة تبلغ قيمتها 7.5 مليار دولار في سيتي جروب بينما اشترت هيئة الاستثمار القطرية في سبتمبر ايلول الماضي 20 بالمئة من بورصة لندن. وتملك الهيئة القطرية حوالي اثنين بالمئة في كريدي سويس. وامتنعت عن التعليق يوم الاثنين.

وفي مؤشر على الحذر قال مصطفى الشمالي وزير المالية الكويتي في يوليو تموز ان الهيئة العامة للاستثمار الكويتية ستعزز استثماراتها في اسيا وتركز على اليابان والصين والهند لتنويع أصولها