بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلاة على رسوله الأمين - محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم
إن مشروع واصل هو ليس اختراع أو اكتشاف ، بل هو مواكبة ومحاكاة ، و أساسه هو تخصيص عنوان بريدي لكل قاطن في هذا البلد . ولا نستطيع أن نقول أن في الماضي كل شخص يملك عنوان ؟ إما بصندوق بريد أو عنوان عمل أو غيره ، بل الصحيح أن العنوان هو ملك لصندوق البريد وليس لصاحبه ، وعنوان العمل هو ملك للعمل وليس للموظف .
لأنه من الممكن أن تكون مستأجرا لصندوق البريد اليوم وغدا يكون لغيرك .. وكذلك العمل ممكن أن تكون على رأسه اليوم وبعد فترة تتركه لأي سبب من الأسباب .
فكان لزاما أن يكون لكل شخص عنوانه الخاص به يرافقه أينما يكون . وهذا النظام تعمل عليه الدول المتقدمة حضارة وثقافة .
ولم تستطع أي جهة في المملكة العربية السعودية توفير هذا العنوان لكل مواطن ومقيم .
فكانت الفكرة الأساسية لمعالي رئيس مؤسسة البريد السعودي حينما أسندت إليه إدارة مؤسسة البريد هي إيجاد عنوان بريدي للمواطنين والمقيمين وهو ضرورة ملحة لا بد منها . ولماذا لا يو جد لكل شخص عنوان ؟ وما المانع من ذلك ..
فكانت الفكرة هي ترقيم جميع الوحدات السكنية والشركات والمؤسسات بناء على أسس ومعايير عالمية تعتمد على الخرائط الرقمية . وبذلك يسهل على المؤسسة منح كل شخص عنوان خاص به منيا على هذا المشروع الجبار من التقسيم الجغرافي .
ولكن كانت هناك معوقات كثيرة ، من أهمها عدم اختصاص مؤسسة البريد السعودي في التدخل في الشئون البلدية لترقيم المنشآت ، فهذا العمل يخص البلديات وليس البريد .
وحتى نقنع البلديات بعمل ترقيم مناسب ومطابق للمواصفات العالمية نحتاج إلى عشرون عاما أخرى من الاجتماعات والعرض والإقناع ، ولن يخلوا هذا العمل من الأخطاء الجبارة والسلبيات المقيتة لتعدد المسئولين و الأيدي المنفذة للمشروع .
فكانت هناك فكرة فردية جبارة لامتياز مؤسسة البريد السعودي بهذا المشروع دون أن يترك لأي إدارة أو مؤسسة فرصة للاعتراض أو ادعاء التدخل في المهام .
وهي وضع صندوق بريد على كل منزل ومنشأه ، وهذا الصندوق وظيفيا من اختصاص البريد ، واقتناص هذه الفرصة لترقيم وعنونة جميع الوحدات والمنشآت وإقفال باب الذرائع على الإدارات الأخرى .
لذلك اعتقد الكثير من الناس أن مشروع واصل هو الصناديق المعلقة على المنازل والتي لاقت بعض العبث والتكسير ، وربط هؤلاء الناس نجاح وفشل المشروع بتكسير الصناديق من عدمه .
وفي الحقيقة صندوق واصل ليس له وضع أساسي في المشروع وإنما هو شيء شكلي أو تكميلي فقط ،
وبعد نجاح مؤسسة البريد السعودي بفرض هذه الفكرة واستكمالها ، لاقت استحسان جميع الجهات في داخل المملكة وخارجها ، وحتى الإدارات ذات الاختصاص في التقسيم الجغرافي والترقيم ، وقعت اتفاقيات مع مؤسسة البريد السعودي للاستفادة من نظام العنونة البريدية ( واصل ) .
في الحقيقة هو مشروع جبار شمل جميع أراضي المملكة العربية السعودية بتقسيم جغرافي رقمي يعتمد على أحدث وسائل الاتصالات والأقمار الصناعية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر شركة جوجل والتي ارتبطت بموقع البريد السعودي مؤخرا في تصوير الموقع الفعلي للتقسيمات الجغرافية والمربعات حتى يرى المشترك منزله أو منشأته .
لذلك لا بد أن نعي ونعلم جيدا ثقافة العنوان البريدي واصل وكيفيته ، فهو حقيقة فخر لمؤسسة البريد السعودي أن تخرج بهذا المشروع الجبار والذي استحسنته كبرى دول العالم المثقف . ويجب أن نتعايش مع مشروع واصل و أن نكون كبريديين الداعمين المعنويين له ، وفي النهاية سوف يعود على الجميع بالخير إن شاء الله .
هذا وأدعوا لي ولكم بالتوفيق دائما
والله كلامك مقنع
والظاهر انك قيادي في المؤسسة وليس عضو عادي
نتمنى تواصلك معنا وأن تنورنا علشان ما نمشي بالظلام
وفق الله المؤسسة لكل خير
وفي الحقيقة مؤسستنا ترفع الراس