لا يمرُّ يوم دون أخبار مهمة سرية تصل إلينا، ومصدرها (واحد أبوه واصل)، وآخر (جارهم وكيل وزارة)، وثالث (أبو صديقه في مجلس الشورى)، ورابع (عمه خوي).. والأخبار منوَّعة من تغيير وزاري جذري وشيك، أو فلان مريض ولا يعرف أحد، أو زيادة جديدة في الرواتب.. ويمر الوقت، وتنتهي الأعمار دون أن يتحقق هذا الخبر الأكيد، وتأتي الأحداث على خلاف هذه المصادر الخاصة التي تمتزج أحياناً بقَسَم مغلَّظ! ولا يخجل هذا المصدر الملقوف - وليس المسؤول! - من أن يأتي بخبر ثالث ورابع وخامس، كلها من ثقات سرَّبوا لنا أخباراً خاصة، ولكنها سراب في سراب!

للمرة الألف يثبت الخبر الرسمي أنه دقيق في الزمن والوصف، وأن المصادر الأكيدة التي يتحدث عنها الواصلون أوهام لا أساس لها!!

من خلال تجربة المصادر الخاصة يبدو أن الذي يعلم لا يتحدث، وأن الذي يتحدث لا يعلم!!!