الكل يعلم أن رئيس مؤسسة البريد السعودي السابق الدكتور محمد بنتن
اجتهد كثيرا من أجل تغيير نمط البريد السعودي وجعله مؤسسة ربحية قادرة على المنافسة والاعتماد على نفسها من حيث الدخل تمهيدا لتحويلها إلى شركة قائمة بذاتها ، ولكن وكما يقول المثل ( لكل جواد كبوة ) !

مع حماس الرئيس البنتن واستعجاله في التحويل إلى النمط التجاري كانت له إخفاقة كبيرة وهي في خدمة واصل ، حيث وجه بوضع صندوق بريد على كل منزل وسور وورشة وحتى المقابر لم تخلوا من هذه الصناديق وبهذه الطريقة لم تكن لهذه الصناديق أي قيمة لدى المواطن والمقيم فهوا لا يعلم ماهذا الصندوق الذي خرج من منزله فجأة ووجده ملصق على جدار المنزل لأن البريد السعودي لم يصرح أي شيء حول هذه الخدمة إلا لاحقاً بعدما أخذ الجميع موقف سلبي وعدائي ضد هذه الخدمة وأطلال الصناديق المثبتة على جدران المنازل والأحواش ، وكان الصحيح أن يقوم بحملة إعلانية كبيرة جدا عن هذه الخدمة قبل تركيب الصناديق وحث المواطن بنفسه على الحضور واستلام صندوقه أو الاتصال على خدمة العملاء وطلب هذه الخدمة ، بالتالي تكون لها وزن أثقل وقيمة أعلى ، ومرت سنين بدون أن يقتنع بهذه الخدمة أحد فتوجه إلى منسوبي البريد بحثهم على الاشتراك و لكي يكونوا قدوة لغيرهم دون جدوى تذكر مما استطاع بعد سنين أن يبتكر فكرة العنوان الوطني و الفوز بتأييد مجلس الشورى والوزراء عليها وما زالت الصناديق معلقة مشوهة واجهات المنازل ومدمرة لسمعة البريد السعودي وخدمة واصل !! وكلف مستشارين من خارج السعودية لوضع العنونة لكل مواطن ومقيم وهيئة ، وحتى هذه اللحظة لا يوجد شخص مشترك ولديه عنوان يعلم ماهو هذا العنوان وماذا يعني ؟ أكثر من 4 مجموعات من الأرقام كل مجموعة تحتوي على 4 خانات كحد أدنى ! فكيف للشخص أن يحفظ ذلك بسهولة ، فلو تعاون مع ترقيم الأمانة لكان ذلك أفضل واسهل للحفظ والاستخدام ، ولكن كما اسلفت سابقا بأن هذا الرجل يبحث عن الحصرية في كل شيء !
فدفع ثمن هذه الإخفاقة كيان البريد السعودي غالياً !

والإخفاقة الثانية التي دفع ثمنها الموظف المكلوم هي عدم اهتمام محمد بنتن حينما قدم ملف البريد السعودي إلى التحول إلى مؤسسة بمزايا البريديين ولم يطالب أو يتمسك بهذه المزايا وعلى رأسها بدل السكن ، وكأنه جديد على العمل في الادارات العليا ولا يعلم ما لمنسوبيه وما عليهم !! ولم تكن لديه فكرة كاملة عن أنظمة المؤسسات فسكت عن كل شيء وصب جل اهتمامه على وضع بصمة التغيير في البريد السعودي لكي يشار له بالبنان بأنه عمل شيئاً جديداً !!

فدفع موظف البريد الثمن غاليا بفقده هذه الميزة العظيمة وهي بدل السكن والتي يستلمها مثلائه في المؤسسات الأخرى !

ليست كل إخفاقه إخفاقه وليس كل خطأ خطأ

فهذه الإخفاقات ضيعت حقوق الآلاف من منسوبي البريد والتي أصبح عودتها شبه مستحيلاً