كان شاباً وكانت هي شابة ، وقد جمع الله بينهما فأصبحا زوجين مارسا حياتهما الزوجيه بكل هدوء
وذلك في مدينة جدة بالسعودية بعدما حصل الزوج على تأشيرة عمل ..

في الأيام الأولى من الزواج لاحظت الزوجة على الزوج إضطراباً في شخصيته وتغلب أفكار وتهيئات

على تصوره للأشياء ، لذلك حاولت الزوجة ان تعالج الموقف من خلال النقاش والحوار لتقنعه أن

هذه الأفكار التسلطية والاوهام والتهيئات ليس لها حقيقة ، ولعلها كانت تنجح في بعض الأحيان

وتفشل أحياناً كثيرة من خلال تسلط هذه الرؤى والأفكار عليه بقوة ، لذلك لم تجد سوى مكاشفة

والديها بحقيقة الإضطراب والهوس اللذان يعتريان زوجها ، وأمام هذه الحقائق التي ظهرت للوالدين

لم يجدا اماهما سوى تشجيع إبنتهما على محاولة تقويمة من خلال معاملته بهدوء وحكمة ، وذلك لكونهما

بعيدان عنها في وطنهما ...

ماقبل الجريمة : صارح الزوج زوجته بخبر نزل عليها كالصاعقة عندما قال لها أنه يسمع من يتحدث

له أنها فاجرة ولابد من قتلها ... وحاولت الزوجة إزالة هذه الأفكار التسلطية والاوهام ، ولعلها نجحت

لأيام قليلة في ذلك ، فيتأسف لها ويبكى ويبدى ندمه ... ولكن ...

في يوم رجع من عمله وعندما أصبح داخل العمارة وجد الحارس أمامه يقول له : إن بعض الشقق

في العمارة يشتكون من رائحة عفنة في الدور الذي فيه شقته ، عندها اتجه لشقته مسرعاً وصارحها

أن ريحتها قد انتشرت في العمارة وكل اهل الشقق يشتكون من ذلك ، وبكت الزوجة وحاولت ان تقنعه

أن ذلك كان بسبب رائحة الزبالة التي يتركها جيرانهم بجانب شقتهم وقد أفهمهم الحارس أن لايخرجوا

الزبالة متأخراً فلايستطيع التخلص منها إلا في اليوم الثاني ..

ولعل الزوجة نجحت أيضاً في ذلك ..ولكن كان هناك سبباً جعلت الزوج يقع فريسة تحت أفكاره وتهيئاته

الخاطئة ..

يوم الجريمة : كان متوجهاً لشقته من داخل العمارة ، عندما رأى الحارس يجلس في بهو العمارة

وامامه إبريق الشاى ، وماكان من الحارس عند رؤيته إلا ان قال له : تفضل الشاي .. لم يرد عليه وصعد

للشقة وماأن فتحت الزوجة الباب حتى قام بسحبها لداخل المطبخ وهناك قام بعقد محاكمة لها من خلال

نفسه المريضة وإيحائات شيطانه ، وأفهمها أنه قد تاكد من انها خائنة ، وقد تم له التاكد من ذلك عندما

دعاه حارس العمارة لشرب الشاي ، وفي تصوره ومن خلال تخيلاته المريضة رأى ذلك بسبب أنه يعرف

أن زوجته تهب نفسها لكل من يشتهي ..

وحاولت الزوجة البريئة المسكينة الدفاع عن نفسها محاولة إقناعه ان ذلك بسبب تهيئاته المريضه،

لكن المهووس لم يقتنع وقام بجرها لداخل الحمام ، وداخل ( البانيو) قام بنحرها بسكين كما تنحر الشاة

ثم أشعل سيجارته في صالة الشقة وقام بالإتصال على والديها وأخبرهم أنه قد فرغ من شأن إبنتهم وهي

الأن داخل الحمام قد لفظت أنفاسها بعدما قام بذبحها ، وطلب منهما ان يسامحوه ! فهو فعل ذلك لما

يمليه عليه النخوة والشرف ..وطار صواب الوالدين ، وبعدما اتصلا مرة أخرى كان الذين يرد عليهما

ضابط الادلة الجنائية والمحققين ليخبروهما أنهما داخل شقة إبنتهما وزوجها ، ويعزونهما في ابنتهما

وأضافا ان الذي إتصل بهم للتبليغ عن الجريمة زوج إبنتهما الذي اعترف بارتكاب الجريمة وكان يتحدث

بكل هدوء وبرودة أعصاب ..

وأرسل القاتل لمستشفى الأمراض النفسية وجاء التقرير أنه مريض بمرض نفسي حاد وأودع في المصحة

وبعدما تم علاجه عرف حقيقة مرضه ،وأبدى ندمه ..ولكن قد فات كل شيء ..

أعجب شيء في القضية أن الزوج القاتل كان يطلب من والد ووالدة القتيلة أن يسامحاه وكان يمسك

بوالد القتيلة أثناء طلبه ذلك ويلح ، وبجهد كان يتخلص منه ، ليغادر المجلس الشرعي مسرعاً ..

حوادث تجعلنا نتأنى كثيراً عندما يطرق الباب راغب في القرب ..

إتقوا الله ياولاة أمور النساء ، وأحسنوا الإختيار لبناتكم واخواتكم