المرأة الحكيمة


صعد عمر رضي الله عنه يوما المنبر وخطب في الناس فطلب منهم الا يغالوا في مهور النساء لان رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه لم يزيدوا في مهور النساء عن اربعمائة درهم. لذلك امرهم الا يزيدوا في صداق المرأة على اربعمائة درهم فلما نزل امير المؤمنين من على المنبر قالت له امرأة من قريش: يا امير المؤمنين نهيت الناس ان يزيدوا النساء في صدقاتهن على اربعمائة درهم. قال: نعم. فقالت: اما سمعت قول الله تعالى: (وآتيتم احداهن قنطارا) القنطار المال الكثير. فقال: اللهم غفرانك كل الناس افقه من عمر. ثم رجع فصعد المنبر وقال: يا ايها الناس اني كنت نهيتكم ان تزيدوا في مهور النساء فمن شاء ان يعطي من ماله ما احب فليفعل.
المال الضائع
يروى ان رجلا جاء الى الامام ابي حنيفة ذات ليلة وقال له: يا امام منذ مدة طويلة دفنت مالا في مكان ما ولكني نسيت هذا المكان فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟ فقال له الامام: ليس هذا من عمل الفقيه حتى اجد لك حلا ثم فكر لحظة وقال له: اذهب فصل حتى يطلع الصبح فانك ستذكر مكان المال ان شاء الله تعالى. فذهب الرجل وأخذ يصلي وفجأة وبعد وقت قصير واثناء الصلاة تذكر المكان الذي دفن المال فيه فأسرع وذهب اليه وأحضره.
وفي الصباح جاء الرجل الى الامام ابي حنيفة وأخبره انه عثر على المال، وشكره ثم سأله: كيف عرفت اني سأتذكر مكان المال فقال الامام: لاني علمت ان الشيطان لن يتركك تصلي وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك.
الدرهم الواحد
يحكى ان امرأة جاءت الى احد الفقهاء فقالت له: لقد مات اخي وترك ستمائة درهم ولما قسموا المال لم يعطوني الا درهما واحدا. فكر الفقيه لحظات ثم قال لها: ربما كان لاخيك زوجة وام وابنتان واثنا عشر اخا فتعجبت المرأة وقالت نعم هو كذلك. فقال: ان هذا الدرهم حقك، وهم لم يظلموك فلزوجته ثمن ما ترك وهو يساوي (75 درهما) ولابنتيه الثلثان وهو يساوي (400 درهم) ولامه سدس المبلغ وهو يساوي (100 درهم) ويتبقى (25 درهما) توزع على اخوته الاثني عشر وعلى أخته وياخذ الرجل ضعف ما تأخذه المرأة فلكل اخ درهمان ويتبقى للأخت التي هي انت درهم واحد.
القارب العجيب
تحدى احد الملحدين الذين لا يؤمنون بالله علماء المسلمين في احد البلاد فاختاروا اذكاهم ليرد عليه وحددوا لذلك موعدا. وفي الموعد المحدد ترقب الجميع وصول العالم لكنه تأخر فقال الملحد للحاضرين لقد هرب عالمكم وخاف لانه علم اني سانتصر عليه واثبت لكم ان الكون ليس له إله. واثناء كلامه حضر العالم المسلم واعتذر عن تاخره ثم قال وانا في الطريق الى هنا لم اجد قاربا اعبر به النهر وانتظرت على الشاطىء وفجأة ظهرت في النهر الواح من الخشب وتجمعت مع بعضها بسرعة ونظام حتى اصبحت قاربا ثم اقترب القارب مني فركبته وجئت اليكم فقال الملحد ان هذا الرجل مجنون فكيف يتجمع الخشب ويصبح قاربا دون ان يصنعه احد وكيف يتحرك بدون وجود من يحركه. فتبسم العالم وقال: فماذا تقول عن نفسك وانت تقول: ان هذا الكون العظيم الكبير بلا إله.