صدر في بداية هذا الشهر ( ذي القعدة ) تعميم لعموم المكاتب والمراكز البريدية ، و مفاده دعوة لمنسوبيها لتقديم ما لديهم من اقتراحات لتحسين الخدمة وإزالة العقبات والعوائق التي تقف حائلاً دون تقدم وتطور البريد ، ويهدف كذلك إلى كشف ما هنالك من سلبيات في العمل البريدي ليقوم المختصون بدراستها وحلها .
و في الواقع إنني غير مؤيد لمضمون ذلك التعميم ، ومتأكد أنه لن يلقى صدىً و تجاوباً من عموم الموظفين ، و السبب يرجع إلى أن كثيرين منهم مترددون نتيجة إصابتهم بالرهاب والتخوف من المدير أو الرئيس المباشر الذي قد لا يكون الاقتراح متوافقاً مع هواه ، أو بالأصح يرى في ذلك الاقتراح خطراً على كرسيِّه لأنه يريد أن تسير الأمور وفق مايراه هو مناسباً ، خصوصا لمّا يكون من فئة الذين دائماً يُجهضون جهود الموظف ويقتلون طموحاته وينسبون لأنفسهم كل أداء ناجح ونتائج مثمرة .
وما أنا بصدده الآن هو بديل لتلك الطريقة ( الاقتراحات ) ؛ نعم !!
بديل قد يكون أجدَى وأنسب وأشمل !!
ألا وهو ( الاستبيان ) !
هذه الطريقة تجعل الشخص يتكلم ويكتب بصراحة وصدق غير خائف ولا وجِل !!
يقترح مايشاء ويختار مايريد ويتحدث بكل طلاقة غير عابئ بسطوة رئيسه أو بطش مديره ، طبعاً يكون اسمه غير معلَن في ذلك الاستبيان ، وهذا مايجعله يقول رأيه بكل تجرّد وحرية .
وكثير منا يعرف ويدرك نجاح استطلاعات الرأي في كافة دول العالم وخاصة الدول الغربية ، حيث أنها غالباً تعطي نتائج صادقة و معبرة عن هموم المواطن وتطلعاته ورغباته ، وعلى أساس نتائجها تحدث التعديلات في القرارات السلبية والتغييرات في الأنظمة الخاطئة .
وكم من موظف لديه أكثر من اقتراح مثمر و رأي مفيد لكن إظهار شخصيته الحقيقية يحول بينه وبين إبداء رأيه الصريح خشية معاقبته ممّن هو ضد ذلك الاقتراح من كبار الرؤساء .
هذا رأيي وهو قابل للنقاش والأخذ والرد ، والله الموفق .


المواصل