كان الشاعر إسماعيل بن يسار يجتمع مع جلساء له يحدثهم و يأنسون به ، ففقدهم أياماً و سأل عنهم فقيل له : إنهم عند رجل طيب الحديث حلوٌ ظريف يُسمَّى محمداً ويُكنى أبا قيس .
فجاء إسماعيل فوقف عليهم ، وسمع الرجل القوم يقولون : قد جاء صديقنا إسماعيل بن يسار ، فأقبل أبو قيس على إسماعيل فقال له : أنت إسماعيل ؟ قال : نعم ، قال : رحم الله أبويك فإنهما سمَّياك باسم صادق الوعد وأنت أكذب الناس !! ، فقال إسماعيل : ما اسمك ؟ قال : محمد ، قال : أبو من ؟ قال : أبو قيس ، قال : و لكن لا رحم الله أبويك فإنهما سمَّياك باسم نبي و كنَّياك بكنية قرد !!! ، فأُفحِم الرجل و ضحك القوم ولم يعد إلى مجالستهم فعادوا إلى مجالسة إسماعيل .
------------------
دخل شاب هاشمي على المنصور ، فسأله عن وفاة أبيه ؟ فقال : مرض أبي رضي الله عنه يوم كذا ، و مات رضي الله عنه يوم كذا ، و ترك رضي الله عنه من المال كذا ، و من الولد كذا ، فانتهره الربيع بن يونس حاجب المنصور وقال : بين يدي أمير المؤمنين توالي الدعاء لأبيك !!
فقال الشاب : لا ألومك ! ، لأنك لم تعرف حلاوة الآباء !
قال الراوي : فما علمنا أن المنصور ضحك في مجلسه ضحكاً افترّ عن نواجذه إلا يومئذ.
( وكان يشاع أن الربيع مجهول الأب ، و أن يونس ليس أباه ، بل هو رجل وجده لقيطاً فكفله ، فلذلك ردّ الفتى الهاشمي هذا الرد ).
والله ولي التوفيق .

المواصل