السلام عليكم
ترى ماهي الحرية ومالذي نقصده بمفهوم هذه الكلمة؟الحرية: هي القدرة على الاختيار.
لكن اتخذ الكثير هذه الكلمة ليغطي بها أخطاءه المتكررة، لأنه المشكلة ليست في الحرية ذاتها إنما في استخدامها.
فربما اعتبرت بعض الفتيات الحرية تقليد للغربيات باللبس الضيق مرّة أو بالجسم العاري أو الرقص إلى غير ذلك..
وربما يعتبرها الشبان تقليد للباسهم أيضا وطريقة تسريح شعرهم وتعاطي الكحول والمخدرات...
وللحرية معاني كثيره ومعظمها خاطئه ! حرية في الفكر ، حرية في اللبس ، حرية في الإختيار ، حرية في التعبير، حرية في الدراسة ، حرية في الحب.
نعم لدينا الحرية في التعبير عن آرائنا وأفكارنا رغم أن هناك قمع لهذه الأفكار.
من خلال كتابتي هذا الموضوع كنت ابحث عن تبسيط أكثر وقد وجدت تعريفا أشد إهتمامي فأردت عرضه عليكم:
البحث في الحرية يقود إلى تقسيم الحرية إلى قسمين:
أ ـ الحرية الداخلية: أو حرية الإرادة والاختيار الباطني عند الانسان: وهي التي دار البحث حولها من قبل علماء العقيدة (علماء الكلام) والفلاسفة والمفكرين الاسلاميين، وغير الاسلاميين، وانتهى البحث فيها إلى مذاهب وآراء شتى، فذهب فريق أمثال الأشعري وغيره، إلى أن الانسان كائن مجبر، لا يملك القدرة على الاختيار، فالأفعال تجري عليه كما يجري الماء في النهر. فنحن نقول: جرى الماء في النهر، وليس للماء حرية ولا إرادة في اختيار الجريان في النهر، بل يجري بقوة قاهرة خارجة على ذات الماء.
وكذا الأفعال التي ننسبها إلى الانسان، فهي أفعال الله تجري بواسطة الانسان، وليس الانسان هو الفاعل الحقيقي لتلك الأفعال، وفسروا دور الانسان بالكسب .
ب ـ الحرية الاجتماعية: وإذا كانت الحرية الداخلية أو الذاتية تتمثل في القدرة على الاختيار والترك، فإن القسم الثاني من الحرية، هو الحرية الاجتماعية.
وهي الحرية التي يمنحها القانون والأخلاق والمجتمع للفرد، ويعطى حق ممارستها في المجتمع. ويجب أن تتعامل معه السلطة والمجتمع وفقها، ومثالها حرية الفكر والسياسة والتملك وغيرها.
والحرية هي منطلق النهضة والتنمية والتقدم لدى الفرد والمجتمع، فالانسان الذي لا يملك الحرية لا يستطيع أن يصنع الحياة، والانسان الذي يشعر بالاضطهاد وسحق إرادته وشخصيته، لا يتفاعل ولا يستجيب للسلطة، ولا لمشاريعها وسياستها، ولا يستطيع أن يوظف طاقاته، وبالتالي لا يستطيع النهوض أو التقدم.
وإن من أخطر أسباب تخلف عالمنا هو مصادرة إرادة الانسان، وكبت حريته المشروعة، الحرية المسؤولة التي لا تنفك عن الالتزام والمسؤولية.
ولكي تنهض الأمة، فهي بحاجة إلى الحرية، بحاجة إلى حرية الفكر، بحاجة إلى أن يحرر العقل من الإرهاب الفكري، ويفسح أمامه المجال واسعاً لينطلق، وليفكر وليبدع وليمارس دوره الملتزم في مجال المعرفة وتشخيص المسار فإن الانسان المكبوت الحرية هو إنسان مشلول القدرة والإرادة، ولا يستطيع أن يوظف طاقاته وإمكاناته -المصدر: مبادئ النهوض الاجتماعي / مطبوعات البلاغ.-
وفاء