السلام عليكم
الخيانة ظاهرة بدأت تغزو مجتمعاتنا العربية عامة وظهرت في المجتمعات الأوربيةًٌٍَُِ {الغربية}
وقد جاءت هذه الظاهرة نتيجة لعدة عوامل أهمها نفسية خاصة واجتماعية لكن لا يمكن لنا أن نبرر بها هذه الجريمة فهي في نظري جريمة أصعب من جريمة القتل، لأن الإنسان عندما يًٌَُِِقتل ويموت ينتهي عذابه أما الخيانة فهي تقتله كل يوم وهذا صعب جدا خاصة بالنسبة للضحية الأولى: وهي تكون الصديقة أو الصديق الزوجة أو الزوج إضافة إلى تاثير هذه الخيانة على ضحاياآخرين كالأبناء، والأسر وأحيانا تكون مجتمعات أو أمة بحالها.
ولقد وجدت تعريفا أكثر تدقيقا عن مفهوم الخيانة وهو بقلم الشيخ عبد الكريم الحمداوي/الشبيبة الإسلامية المغربية:لقد كانت " الخيانة " في معناها اللغوي تصفا غير واضح السمات، إلى أن جاء الإسلام فنقلها إلى معنى أعم وأشمل، يحدد معالم المدسوسين في الصف المسلم، ويبين مخاطرهم وطرق التعامل معهم.
ذلك أن الجذر اللغوي لها هو مادة " خان" بمعنى انتقص، يخون خونا وخيانة وخانة ومخانة. فالخاء والواو والنون أصل واحد معناه التنقص والضعف، يقال: في ظهره خون أي ضعف، والخون أن يؤتمن المرء فلا ينصح، والخيانة التفريط في الأمانة، وخانه إذا لم يف له، وخان السيف إذا نبا عن الضربة، وخانه الدهر إذا تغير حاله إلى الشر، وناقض العهد خائن لأنه كان ينتظر منه الوفاء فغدر، ومنه قوله تعالى: ( وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيم ) الأنفال71.
واختانه فهو خائن وخؤون وخوَّان وخائنة ( الهاء للمبالغة مثل نسابة )، ومنه قوله تعالى يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ) غافر19، أي ما يسارق المرء من النظر نظر ريبة إلى ما لا يحل له، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين ) أخرجه أبو داود والحاكم في مستدركه. والخيانة والنفاق شيء واحد، لكن الخيانة تقال باعتبار العهد والأمانة، والنفاق باعتبار الدين، وإن كانا يتداخلان في مواطن كثيرة.
فلما نزل القرآن نقل اللفظ " الخيانة " إلى معناها المصطلحي المتضمن للغدر والكذب وتزييف الحق وتزوير الوقائع والتجسس وكشف عورات المسلمين والمجتمع الإسلامي بالقول والعمل والإشارة والعبارة، هذا المعنى الذي يحدد معالم شخصية مريضة حاقدة مضطربة، دنيئة لئيمة، تُطْرَدُ من الصف المسلم إن تعذر تقويمها وإصلاحها.

أما عن أسباب الخيانة فقد تكون سببها الفقر وقد تكون تقليد وقد تكون حرمان وسنأخذ على سبيل المثال الخيانة الزوجية ونناقش ما هي أسبابها خاصة أننا لاحظنا تفشيها في مجتمعاتنا إذا هناك الكثير من الأسباب التي قد تدفع الأزواج إلى الخيانة الزوجية وهنا رأّي كل واحد منهما عنها:
حيث برر بعض الرجال خيانتهم للمرأة ب:
- عدم اهتمام الزوجة بنفسها
- الملل في الحياة الزوجية
- زيادة الاهتمام بالأبناء وأعمال المنزل أكثر من الزوج
- إغفال الزوجة لاحتياجات الزوج العاطفية
- ضعف المستوى الثقافي ووجود فارق تعليمي بين الزوجين
- عبوس الزوجة وشكواها المستمر من الأولاد والأعمال وهذا ما يسمى بالنكد الزوجي.
وبررت بعض النساء خيانتهم للرجل ب:
- الانتقام من خيانة الزوج وهذه نسبة كبيرة
- فقدان المحبة أو الحرمان العاطفي
- سوء جهاز المناعة النفسي، كالروح المعنوية الهابطة مثلاً
- التي لا تحب زوجها ولا تريد أن تكون مطلقة وهذا الحالة تنم عن خلل في الاختيار منذ البدء.
أماالسبب الأساسي للإثنين أي الرجل والمرأة معاً:
عدم الالتزام باحترام الحياة الزوجية أي عدم الالتزام بالتعاليم السماوية. مما يتسبب في انتشار وتفشي عدة أمراض كالسيدا مثلا.
أرجو أن أكون قد تطرقت فعلا لموضوع يهم الجميع لأن هذه الظاهرة فعلا تهددنا تهدد أبناءنا تهدد مجتمع بكامله.
وفاء