السلام عليكم
{السعادة} ربما حين نسمع هذا اللفظ نقول إن السعادة فرح ابتسامة لكن هل كل الناس يحسون بالفرح وحتى إن كان يبتسمون هل هم يحسون بالسعادة الحقيقية فهي ليست فقط فرح وابتسامة كما يقول عنها عامة الناس لكن السعادة تكمن في الهدوء النفسي والرضاء، والأمل في الغد، والتفاؤل، والفرحة بما تم تحقيقه حتي إذا كان قليلا، والسعي وراء تحقيق الأهداف ليس فقط لتحقيقها ولكن للاستمتاع بهاكما أن السعادة في الحب، عندما تتعلم أن تحب كل شيء بلا حدود أو أغراض ستشعر بالآمان والدفء والإحساس بإنسانيتك، عليك أن تحب ماتفعل ولاتفعل مالاتحب، وأن تسعي لتحقيق ماتهدف إليه دون انتظار للنتائج، عليك أن تسعد بالجهد الذي بذلته لتحقيق أمر ما سواء تم أم لم يتم المهم أن لديك أفكار ومقتنع بها فلابد أن تكون راضيا عنها، تأمل داخل نفسك وأبحث داخلك عما يسعدك، إن كل منا له تصورة الخاص عن السعادة الحقيقية مهما كانت قصيرة فإنها طويلة المدي نسعد دائما بها وباسترجاعها بعد أعوام وأعوام.
وقد اختلف الناس حول مفهوم السعادة ، كل حسب ميوله وأهوائه وتكوينه ، فمنهم من يراها في إشباع الرغبات العاطفية والجسدية ، ومنهم من يراها في الانفلات والحرية ، ومنهم من يراها في الصحة والعافية. إلا أن معظمهم يراها في جمع المال لكن السعادة ليست في وفرة المال ولا سطوة الجاه المنفعة فهناك فعلا فقراء سعداء وأغنياء لايعرفون للسعادة طعما.
السعادة شيء يشعر به الإنسان بين جوانحه : صفاء نفس،وطمأنينة قلب وانشراح صدر، وراحة ضمير، رضى، أمل وتفاؤل، كما يقول الدكتور يوسف القرضاوي:{شيء ينبع من داخل الإنسان ولا يستورد من خارجه، وإذا كانت السعادة شجرة منبتها النفس البشرية، والقلب الإنساني، فإن الإيمان بالله وبالدار الآخرة هو ماؤها، وغذاؤها، وهواؤها}
ويقول أديب مصر ( مصطفى لطفي المنفلوطي ) رحمه الله :{ حسبك من السعادة في الدنيا: ضمير نقي، ونفس هادئة،وقلب شريف}
- إن هذه السعادة لا يقدرها إلا الذي يعيش ليله ونهاره مروع البال ، فاقدا للطمأنينة ، مهددا في أي وقت بالطرد أو بالسجن أو بالقتل ، كذلك من ذاق طعم الجوع ، وعانى آلام ولوعة المرض ، فنطق بها الحكيم : الصحة تاج على رؤوس الأصحاء ، لا يعرفها إلا المرضى.
- إن السعادة هي الإحساس بالعطاء والنبوغ ، وليست كما يعتقد الكثير أنها في الشهوة ، وحيازة المال ، ومعيشة الترف، حيث يقول الشعر أحمد شوقي في أحد ابياته:
فإن الـسعادة غير الظهـور وغير الـثراء وغير التـرف.
إذا هل تحس أخي القارئ فعلا بهذه السعادة وتعيشها خاصة في زمننا هذا الذي أصبحنا لانرى ولا نسمع فيه سوى حرب وموت ومكر وانتقام.
وفاء