"البريد": معلومات باجبير غير مكتملة وخدمة "واصل" نقلة حضارية ونوعية



بدر فهد السعيد - - 28/12/1426هـ
إلى رئيس التحرير:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إشارة إلى ما كتبه الأستاذ عبد الله باجبير في جريدتكم الغراء في مقاله مع "قهوة الصباح" بتاريخ 25/12/1426, الذي تحدث من خلاله عن برنامج خدمة (واصل)، يبدو أن معلومات الكاتب عن برنامج (واصل) غير مكتملة، ويسرني أن أوضح الصورة أكثر لكاتبنا القدير، من خلال الآتي:
(1) بالنسبة لما أورده الكاتب حيال الخدمات البريدية المقدمة في بريطانيا، التي عاش فيها كاتبنا زهاء 20 عاما، يعلم الأستاذ عبد الله أن النظام البريطاني أسس الرموز والعناوين البريدية منذ قرون، مما أوجد نظاما بريديا وبنية تحتية يتم البناء عليها، بينما هذه البنية غير متاحة في المملكة بشكل عملي يتفق والمستجدات الحادثة في صناعة البريد الحديث. لذلك يعد برنامج خدمة (واصل) تجربة تاريخية في قطاع البريد في المملكة ومنطقة الخليج العربي، إذ يوفر المتطلبات الرئيسة للبنية التحتية للعناوين البريدية التي تمهد لقيام نظام بريدي عصري، يقدم خدمات بريدية تضاهي تلك التي في الدول المتقدمة.
(2) فيما يتعلق ببرنامج خدمة (واصل) فهو برنامج بريدي، يهدف إلى إيصال واستقبال الرسائل البريدية في المنازل السكنية، والمباني التجارية، ويؤسس بنية تحتية تسهم في تفعيل حركة التجارة الإلكترونية، التي تتطلب بنية واضحة ودقيقة من العناوين البريدية، يمكن الاعتماد عليها لإيصال جميع الخدمات إلى المستفيدين في محل الإقامة أو العمل.
(3) إن برنامج خدمة (واصل) يرتكز إلى منظومة تتكون من: مشروع العنوان البريدي، مشروع تأسيس الخدمة البريدية، ومشروع إيصال واستلام البعائث البريدية. وتعتمد هذه المشاريع على أحدث التقنيات (دون الخوض في تفاصيلها هنا) لتأسيس البنية التحتية في أقصر مدة، وكذلك لدعم عمليات جمع ومعالجة وتوزيع البريد، وتبادل المعلومات والبيانات المتعلقة به، مع أطراف العملية البريدية كافة (العميل، ساعي البريد، مقدم الخدمة، شركات النقل البري والجوي، وكذلك مؤسسات البريد العالمية الأخرى).
(4) نشرت هذه الصحيفة خلال الفترة الماضية، كما نشرت شقيقتها صحيفة "الشرق الأوسط" تقييما من الاتحاد البريدي العالمي عن برنامج خدمة (واصل) أكد فيه المسؤول عن البلاد العربية في الاتحاد البريدي العالمي أن هذه الخدمة تجسد نقلة حضارية ونوعية في المنطقة، مشيرا إلى أن عملية إيصال الرسائل البريدية عبر هذه التقنيات البريدية المتقدمة يطبق لأول مرة، إذ سيكون لهذا البرنامج, حال استكماله, أبعاده الإيجابية، اقتصاديا واجتماعيا وخدميا, إن شاء الله.
(5) تقوم مؤسسة البريد السعودي حاليا بتركيب قرابة خمسة ملايين صندوق بريد منزلي مزود بشريحه إلكترونية، ضمن برنامج خدمة (واصل) الذي سيتيح خدمات بريدية متنوعة، تتجاوز عملية استقبال الرسائل والطرود في المنازل، إلى خدمات أخرى منها خدمة تحويل العناوين المؤقتة والدائمة، وخدمة إيقاف إيصال الرسائل البريدية لمدة معينة، حتى لا تتراكم الرسائل في الصندوق وقت سفر المستفيد، كما يتيح برنامج خدمة (واصل) تسجيل استلام رسائل البريد المسجل والممتاز رقميا بدلا من الحصول على توقيع العميل.
(6) لا شك أن كاتبنا القدير يدرك منصفا، أن هناك فرقا كبيرا بين (توصيل الهامبرجر مثلما ذكر) وبين عملية استقبال وإرسال 900 مليون رسالة سنوياً، من وإلى أنحاء العالم كافة، والعمل على إيصالها إلى المستفيد في محل الإقامة في بلد تقارب مساحته قارة.
أخيرا، أتمنى أن تكون الصورة قد اتضحت للكاتب الأستاذ عبد الله باجبير، الذي يدرك بحسه الصحافي، الجدوى الخدمية المتوقعة لهذا المشروع الوطني، الذي يعتمد على معايير متقدمة في صناعة البريد، ويتماشى والنهضة الحضارية التي تعيشها بلادنا.
وإننا إذ يسعدنا دائما التواصل مع كاتبنا القدير وصحيفتكم الزاهرة، نشكركم على اهتمامكم بمؤسسة البريد السعودي، مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد.

مدير العلاقات العامة
مؤسسة البريد السعودي