الجزاء دون‎ ‎التحقيق يؤدي لكثير من التعقيدات التي ينسحب أثرها على الآخرين . وتؤدي المحاسبة‎ ‎على أخطاء العمل ‏دون التحقق عن أسباب حدوثها لخلق العامل المتردد في أداء عمله‎ ‎خوفاً من الوقوع في الخطاء ، ومن ثمّ مواجهة ‏العقوبة وهذا يقتل روح المبادرة في‎ ‎الموظف أو العامل‎ .
صحيح أن النظام ينبغي أن يحفظ ولكن لكل حالة لبوسها‎ ‎ومقتضياتها وهذا لايتضح إلا بعد التحقيق . كما أن حيثيات ‏التحقيق ينبغي أن تتضمن‎ ‎توصيات لعلاج الأمور مستقبلاً قبل وقوع الضرر حتى يستفيد الآخرون من الملاحظات التي‎ ‎يتضمنها التحقيق والأصل أن الخطاء لايقع إلا من الذي يعمل والذي لايعمل لايخُطي‎ ‎أبداً ، والخطأ نوعان:ـ‎
‏1/‏‎ ‎خطأ غير متعمد وهذا قد ينتج عن عدم الخبرة أوعدم‎ ‎كفاءة الآله التي يعمل عليها وهذا لاينبغي أن يتعرض فيه العامل ‏لأي عقوبة‎ .
‏2/‏‎ ‎خطأ متعمد وهذا يتفرع لفرعين :ـ‎
أ/ خطأ بسيط :- وينتج عن الغفلة التي تفسر بأنها‏‎ ‎إهمال بسيط ، وهذا يستحق عليه محاسبة إيجازية حسب درجة الضرر ‏الذي نتج عن ذلك ،‏‎ ‎ودور الشخص في وقوعه . والمحاسبة تكون لغرض الإصلاح حيث تتدرج من التنبيه شفاهةً‎ ‎ولفت ‏النظر ثم الخصم اليسير مع الإنذار‎.
ب/ خطأ جسيم وقع بإهمالٍ بينٌ وواضح‎ :- ‎وهذا يقتضي التحقيق إبتدأً.... حيث يُوقع الجزاء وفقاً لما تراه لجنة التحقيق ‏التي‎ ‎تتكون من ثلاثة أشخاص يكون أحدهم من ذوي الخبرة في المجال الذي وقع فيه الخطأ‏‎ ‎والتحقيق في هذه الحالة يركز ‏على أسباب وقوع الخطأ ومدي كفاءة وخبرة من وقع منه‎ ‎الخطأ وظروف العمل التى وقع خلالها الخطأ حيث ينتهي ‏التحقيق إلى حيثيات توضح كل هذه‎ ‎الظروف ومن ثم تقدم توصيات لتدارك وقوع مثل هذا الخطأ مستقبلاً وأن تصدر قراراً‏‎ ‎يتضمن الجزاء وتحديد الجهة التي يقع عليها ذلك . ويتدرج الجزاء من الخصم والإنذار‎ ‎وحتى إنهاء الخدمة‎ .
والتحقيق على هذا النحو يفيد مجموع العاملين حيث يتعظون من‎ ‎أخطاء بعضهم ويبين للمخطئ حقيقة خطأه فيستفيد من ‏ذلك، ويسعى لعدم تكرار ذلك الخطأ‎ ‎فتتحقق الحكمة من التحقيق بالوصول لهدف الإصلاح قبل الجزاء وإتعاظ الآخرين من ‏خطأ‎ ‎سواهم فيتحسن الأداء الكلي وتسري روح الرضاء بين الجميع ويحسون بالعدالة ، الشئ‎ ‎الذي من شأنه أن يولد روح ‏الولاء لمخدمهم والحرص على مصلحته والرغبة في إستمرار‎ ‎العمل معه وهذا يحقق تراكم الخبرات بالمؤسسة مما يؤدي ‏لإرتفاع كفاءة العمل وتحقيق‎ ‎أقصى مرحلة من الإنتاج بأقل تكلفة وفي زمن وجيز بجهدٍ بسيط