ولو شئت نجّتني كميتٌ طمرّةٌ = ولم أحمل النعماء لابن شعوب
هذا البيت لأبي سفيان بن حرب ، وكان زعيماً لقريش يوم أُحُد ، ويتمنى أنه لو كانت لديه فرس طويلة الأرجل لركبها ونجا ولم يحمل لابن شعوب معروفاً و لا منّة في ذلك اليوم ، حيث أن ابن شعوب كان السبب في نجاة أبي سفيان من القتل ، وكان ابن شعوب هذا قد قال أبياتا يذكر فيها فضله على أبي سفيان ، وأن أبا سفيان مدين بحياته لابن شعوب هذا ، ومطلعها:
ولولا دفاعي يا ابن حربٍ ومشهدي = لأُلفيتَ يوم النغف غير مجيب
أي لولا دفاعي عنك لأصبحت في عداد الأموات لا تقدر على إجابة المنادي ، فكان أن ردّ عليه أبو سفيان بقصيدة مطلعها البيت السابق .
و بداية القصة أن الصحابي الجليل حنظلة بن أبي عامر الأوسي كان حديث عهد بعرس ، كان متزوجاً جميلة بنت أبيّ بن سلول ، من الخزرج ، وبينما كان مع عروسه في فراش الزوجية سمع داعي القتال ، فخرج مسرعاً دون أن يتمكن من الاغتسال من الجنابة ، وابتدأ القتال بين المسلمين وقريش ، فكان أن التقى هذا الفتى مع أبي سفيان وجهاً لوجه ، فصرعه حنظلة وقعد على صدره ليذبحه ، وكان بجوارهما أحد مشركي قريش وهو شداد بن الأسود الملقب بابن شعوب ، فقام في الحال بضرب حنظلة بالسيف فقتله ، ونجا أبو سفيان من الموت .
وبعد لحظات طلب النبي صلى الله عليه وسلم من أصحابه أن يسألوا زوجة حنظلة عمّا فعله قبل دخوله المعركة ؟ لأنه رأى الملائكة تغسله رضي الله عنه ؛ فلما سألوها أخبرتهم أنه خرج للقتال وهو جُنُب ، فلذلك غسلته الملائكة .
ومما يُذكر أن أبا عامر ، والد حنظلة ، كان من أشد أعداء الإسلام ، وكان يُسمَّى ( أبا عامر الراهب ) فسماه النبي صلى الله عليه وسلم ( أبا عامر الفاسق ) ، وقد خرج بعد تلك الغزوة إلى الشام ومات هناك كافراً والعياذ بالله .

للجميع تحية عطرة من المواصل