نبذة عن رفيق الحريري

الحريري شغل منصب رئيس الوزراء لبنان معظم الفترة التي تلت الحرب الاهلية
ولد رفيق بهاء الحريري في صيدا عام 1944 وهو أبن لمزارع . وعقب اتمامه تعليمه الثانوي عام 1964 التحق الحريري بالجامعة العربية ببيروت حيث درس المحاسبة. خلال تلك الفترة.

كان عضوا نشطا في حركة القوميين العرب التي كانت في صدارة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة جورج حبش.

في عام 1965 قطع الحريري دراسته بسبب النفقات المالية وهاجر إلى السعودية حيث عمل كمدرس للرياضيات في جدة ، ثم كمحاسب في شركة هندسية ، ثم انشأ شركته الخاصة للمقاولات عام 1969.

وقد برز دور الشركة كمشارك رئيسي في عمليات الاعمار المتسارعة التي كانت المملكة تشهدها في تلك الفترة. ونمت شركته بسرعة خلال السبعينيات حيث قامت بتنفيذ عدد من التعاقدات الحكومية لبناء المكاتب والمستشفيات و الفنادق والقصور الملكية.

وفي أواخر السبعينيات قام الحريري بشراء شركة الإنشاءات الفرنسية الضخمة "اوجير" وأصبح وشركته على قمة إمبراطورية المقاولات في العالم العربي.

ونتيجة لنشاطاته وسمعته الطيبة قام كلف الحريري ببناء فندق مسرة بالطائف في غضون ستة أشهر لاستضافة القمة الإسلامية.

وقد حظي الحريري باحترام وثقة الأسرة الحاكمة السعودية ومنح الجنسية السعودية عام 1978.


الحريري اثبت جدارته في عالم المال والاعمال خلال تواجده بالسعودية
وبحلول مطلع الثمانينيات أصبح الحريري واحدا من 100 أغنى رجل في العالم واتسع نطاق إمبراطوريته ليتضمن شبكة من البنوك والشركات في لبنان والسعودية، إضافة إلى شركات للتأمين والنشر ، و الصناعات الخفيفة، وغيرها.

وفي عام 1979 أسس المعهد الإسلامي للدراسات العليا في مسقط رأسه في مدينة صيدا ، وفي نفس العام أسس مؤسسة الحريري للثقافة والتعليم العالي التي قامت بسداد تكاليف ومصرفات التعليم والدراسة لآلاف الطلاب اللبنانيين في الجامعات اللبنانية، وأوروبا والولايات المتحدة. وفي عام 1983 قام ببناء مستشفى و مدرسة ثانوية وجامعة ومركز رياضي كبير في كفر فالوس في لبنان.

كما ساهم الحريري في جهود إعادة اعمار لبنان وكان له دور في تمويل بعض الجماعات المسلحة خلال الحرب.

وقد قيل أيضا إن الحريري قام بتمويل ميليشيات متحاربة خلال الحرب الأهلية وهي نفس الميليشيات التي قامت بتدمير وسط بيروت التجاري الذي كان يحلم بإعادة بنائه.

وقد ضخ الحريري أموالا ضخمة في مشروعات إعادة إعمار لبنان بعد الحرب الأهلية التي عاشتها .

وقد تعرض الحريري فيما بعد لانتقادات عديدة، منها اتهامات بالمساهمة في تدمير وسط بيروت من أجل إعادة بنائه والحصول من وراء هذه العملية على مليارات من الدولارات.

وقد عمل الحريري خلال الثمانينيات كمبعوث شخصي للعاهل السعودي الملك فهد في لبنان وكان على رأس جهود الوساطة السعودية.

ومن أهم ما قام به المساهمة في تحقيق مشاركة كل الأطراف المتنازعة في مؤتمر الحوار الوطني في جنيف عام 1983، وكذلك المؤتمر الثاني الذي انعقد في لوزان بسويسرا في العام نفسه.


لحظة ابلاغه بفوز جبهته في انتخابات لبنان البرلمانية عام 2000
وبينما ظل ظاهريا مبعوث السعودية إلى لبنان، كان الحريري، الذي أدرك أين يوجد مركز القوة، يمضي في دمشق وقتا أطول مما يقضي في بيروت.

وقد بذل الحريري جهدا كبيرا في العمل من أجل الحصول على ثقة نظام الأسد في سوريا بعد أن أدرك أن الطريق إلى تحقيق مستقبل سياسي في لبنان يمر عبر سوريا.

وقد شيدت شركة المقاولات التي يمتلكها قصرا رئاسيا في دمشق وقدمتها هدية للرئيس حافظ الأسد (الذي لم يكترث كثيرا بهذا القصر فتحول إلى مركز فخم للمؤتمرات).

وقام الحريري كثيرا بجهود للوساطة بين دمشق والكثير من الشخصيات السياسية اللبنانية خلال العقد الأخير من الحرب الأهلية اللبنانية.

وفي عام 1986 كان الحريري وراء عودة الزعيم السابق للقوات اللبنانية إيلي حبيقة إلى لبنان ثم قام بتمويل إنشاء ميليشيا مسلحة موالية لسوريا.

ولعب الحريري أيضا دورا بارزا في التوسط بين الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل والسوريين، الذين كانوا يقضون بانتظام على كل مبادرة لتحقيق المصالحة الوطنية في لبنان لا تمنح سوريا وجودا أساسيا كاسحا هناك.

وفي خريف عام 1985 سعى الحريري - دون نجاح - إلى الحصول على موافقة الرئيس الجميل على ما يسمى بالاتفاق الثلاثي الذي كان سيرسي أساسا شرعيا للاحتلال السوري للبنان.


كان الحريري ابرز الشخصيات اللبنانية على المستوى العالمي
وفي أغسطس 1987 قام الحريري بمبادرة جريئة لتحقيق تقارب بين الجميل والسوريين.

وفي خريف سنة 1977 نشبت أزمة سياسية في البلاد حينما رفضت الميليشيات اللبنانية بدعم سوري السماح لبرلمانيين بالاجتماع لانتخاب رئيس جديد.

وعينه الجميل مشرفا عسكريا ليتولى مهام الرئاسة لحين انتخاب رئيس، قبل انتهاء فترته الرئاسية بخمسة عشر دقيقة.

وفي تلك الأثناء، حاول العماد ميشيل عون رئيس الوزراء المؤقت، إخراج القوات السورية من لبنان.

وباءت محاولة عون بالفشل مما زاد الموقف تعقيدا.

وساهم الحريري في إنجاح مساع لعقد مؤتمر مصالحة وطنية بين البرلمانيين اللبنانيين في الطائف بالسعودية.

وأقنع الحريري، بمساعدة سعودية، المجتمعين بقبول الوجود العسكري السوري على الأراضي اللبنانية.

وفي أكتوبر تشرين أول من عام 1990، قامت القوات السورية باجتياح بيروت، فبدأ الحريري مفاوضات مع الحكومة التي وضعتها سوريا لإعادة إعمار لبنان.


اثناء حوار مع الزميل بسام العنداري من القسم العربي بهيئة الاذاعة البريطانية
واتهم معارضو الحريري بأنه رشى مسؤولين كبار في الحكومة وبأنه "أهدى" منزلا فخما للرئيس إلياس الهراوي.

وبحلول عام 1992، كان الحريري قد اشترى أسهما كثيرة جدا في عدة محطات تلفزيون وإذاعة وصحف لبنانية وصار اسمه يقترن بـ"منقذ لبنان".

وأطلقت دمشق يد حزب الله في صيف 1991 لكي يشن هجمات متكررة على إسرائيل، ومع الهجمات الانتقامية الإسرائيلية قبل غزو الجنوب، تدهور الاقتصاد اللبناني.

وفي الشهور الأولى من عام قيل تولي الحريري رئاسة الوزارة، 1992، انهارت الليرة لتسجل 2000 إلى واحد أمام الدولار.

وأدى انهيار الاقتصاد اللبناني السريع إلى مشاكل اجتماعية ومظاهرات بسبب البطالة مما أدى إلى شلل مظاهر الحياة في لبنان.

وفي تلك الأثناء بدأ الحريري يعلن عن الـ"مصير المشترك" بين بيروت ودمشق مما جعل تلك الأخيرة تتخلى عن ترددها في تسليم مفاتيح السلطة لذلك البليونير الطموح.

وبعد أن لعب الحريري دورا محوريا في الإشراف على العملية الانتخابية سنة 1992 بحيث يأتي البرلمان مؤيدا لدمشق، دعمت دمشق تعيين الحريري رئيسا للوزراء.

وزارة الحريري الأولى 1992 - 1998
قوبل تعيين الحريري رئيسا للوزراء بحماس كبير من غالبية اللبنانيين ، وخلال أيام ارتفعت قيمة العملة اللبنانية بنسبة 15% .

وقد تعهد الحريري بإعادة لبنان إلى ازدهارها السابق قبل الحرب كمركز للتجارة والنشاطات المصرفية لتصبح سنغافورة الشرق الأوسط، وقام بتخفيض الضرائب على الدخل إلى 10% فقط. وقام باقتراض مليارات الدولارات لإعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق اللبنانية ، وتركزت خطته التي عرفت باسم "هورايزون 2000 "على إعادة بناء بيروت على حساب بقية مناطق لبنان.

خلال فترة رئاسته الأولى ارتفعت نسبة النمو في لبنان إلى 8% عام 1994 وانخفض التضخم من 131% إلى 29% واستقرت أسعار صرف الليرة اللبنانية.

وزارة الحريري الثانية 2000 - 2004
أدى عمق المشكلات الاقتصادية إلى زيادة الضغوط على وزارة الحريري الثانية من قبل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ، وعليه تعهد بتخفيض البييروقراطية و وخصخصة المؤسسات العامة التي لا تحقق ربحا.

واستقال الحريري في اكتوبر عام 2004 بعد خلاف مع الرئيس اللبناني ايميل لحود بشأن الموقف من الوجود السوري في لبنان.

فقد غير موقفه مؤخرا بعد أن أصبح زعيما للمعارضة في شهر أكتوبر تشرين أول الماضي حيث أصبح يعارض الوجود السوري على الأراضي اللبنانية ، وقد نشب الخلاف بعد أن عارض الحريري فكرة تعديل الدستور لتمديد فترة رئاسة الرئيس لحود لثلاث سنوات إضافية.