أحبتي من حق المسلم على المسلم أن يمشي في جنازة أخيه رافعا يديه بالدعاء لهذا الفقيد
وهذا الفقيد أعرفه تماما وتعايشت معه مراراً (وأنت كذلك)
وقصرنا بتعاملنا وسلوكياتنا معه برغم أنه لا يعصى أمراً بل إنه ينتظر بفارغ الصبر من يوجهه
لأي أمر كان .
ولكننا ظلمناه كثيراً
تريد معرفة هذا العضو المسكين وكم تخليت عنه؟
هو معك دائما وملازما لك في جيبك في سيارتك في مكتبك
أخي العزيز أختي العزيزة
الا نتفق معاً بأن هذا العضو قد مات وإذا لم يمت فليكن في إعداد المفقودين,
فعندما تترك القلم في رف من الرفوف فأنت تتركه للحاجه وربما دعتك الحاجة لكتابة ما نقص في منزلك
من متطلبات الحياة فعندها تتذكرأن لك قلماً تركته على أحد الرفوف وتقوم بالبحث عنه وياترى
على أي رف وضع ذلك القلم المسكين.
ربما لا تجده مثلي فقد ضاع مني بسبب إهمالي (وأنت كذلك).وعندما أريد أن أذهب لشراء بعض الأغراض ولأنني سريع
النسيان أفكر في شراء قلم حتى أكتب به ما يوضع في ثلاجة المنزل مما لذ وطاب.....
وسرعان ما تبدأ أحلامي بأن أزور تلك المكتبة , ولكن العائق الوحيد الذي منعني من زيارتها هو أنني لاأملك في جيبي قلم ,
ومن شدة الغباء لم أدخل المكتبة لأشتري ذلك القلم الذي أحتاجه ليزول العائق وأحقق حلمي , تنحيت قليلاً عن باب تلك المكتبة
وسرعان ماتدخلت اللقافه ودخلت لأشتري قلما وبدأت بمساومة صاحب المكتبة للإقلال من قيمة القلم ,
ونظر إليِ وقال :-أنت وش تبي من أقلام ؟ تبي قلم زينه (( رزه في الجيب )) ولا تبي قلم خطه
واضح وتكتب فيه شي مفيد ؟ نظرت إليه وقلت :- دعني أشوف محتويات المكتبة وأعود
لأحدد ما أريد.0
قمت وتجولت في أرجاء وزوايا تلك المكتبة , في الحقيقة ماكنت أبحث عن تلك الجماليات في الديكور ,
ولكن شدني ذلك التنظيم الرائع , فهناك رف لأي ثقافة كانت وكتب عليها (( المنتدى العام ))
وهناك رف أخر للشعر والشعراء وكتب عليه (( منتدى الشعر والشعراء )) وكانت الرفوف كثيره لاأستطيع حصرها الأن ,
وكان بجوار كل رف دفتر , يأتي إليه الزائر ويكتب ماقد دار وجال في خاطره عند زيارته لذلك الرف ,
ومن شدة غباء الزوار الذين سبقوني اكتفوا بكلمة (( كتاب رائع ومضمونه أروع , يعطيك العافية يامؤلف ))
ولم ينظر ذلك الزائر الغبي أن المؤلف الغبي كتب اسمه على المجلد وكتب في آخر المجلد (( منقول )) ذلك العضو
((عضو في المكتبة )) وهناك في القسم الأخر من هم أشد غباءً , فمنهم من جعل القصيدة الموزونة المقفاة خاطره والخاطرة
قصيدة فاغره والسوالف شئ ولا أروع , تنحيت عن تلك المجاملات وذهبت إلى رف أخر وهو رف
يهتم بما تقوله الصحف والمجلات وتكتب فيه المقالات , وإذا بي أجد نفس الزائر المهتم بالثقافة العامة والشعر قد جاء
على هذا الرف ليكتب عن سور الصين العظيم <أكبر مقبرة عرفها التاريخ >أو عن قضية قيادة المرأة للسيارة أوحجابها
وعن البطالة في وطننا وعن
التوظيف وعن الوزارات ويكتب عن الإرهاب في دفتر الزوار (( يعطيك العافيه في هذا التأليف .. بس ماقول إلا الله لايبلانا
شر البلية ما يضحك ,
... شاكر لك أيها المؤلف على الحس الوطني )) وبحثت في ذلك الدفتر عن النقد ولم أجد إلا تلك العبارات التي
تعبر عن دخول مثقفين وسرعان ما تكشفهم العبارات الملفقة على زوايا تلك المكتبة .
وعدت إلى صاحبي لأخذ منه القلم فسألني :- أي نوع تريد من الأقلام ؟ فقلت له :- أعطني قلم رزه (( قلم كشخه ))
وسألني :- ليش اخترت هذا النوع ؟ فقلت له ( لأنني لا أحتاج للكتابة على رف المجاملات ))
فمن الأفضل أن أخذ لي قلم يملأ جيبي دام كل المكتبات مثل هذه المكتبة , وأكتفيت بكتابة هذه القصة في مقالة
لأزين بها رف مكتبتي ,
وأول ما طلع في ذهني بعد اقتناء قلم الزينة وخروجي من المكتبة وضعت القلم في جيبي
حتى إذا قابلت أحد من أصحابي
أقوم بأخذ كمية من الأكسجين حتى ينتفخ صدري رغبة في إظهار القلم بطريقة غير مباشرة
لعل صاحبي يسألني كم سعر هذا القلم إنه جميل؟
وتأخذني العزة بالإثم وربما أزيد في قيمته (وأنت كذلك)
وفي هذه اللحظات نسيت أن ثلاجة المنزل فارغة.
ونسيت الأغراض التي أحضرت القلم من أجلها.
إذا ما فائدة هذا القلم ؟
وهل خصصته فيما ينفعني أو فيما يضرني؟ (وأنت كذلك)
هل حاسبت نفسي قبل أن أكتب حرفا؟ (وأنت كذلك)
فهل ماتت الأقلام قبل أصحابها ؟
أم نحن أموات بين خلق يرزقون؟

وما أكثر الأقلام وكتشفت أن قلمي غبي جداً ,,,,

ضمير كاتب