التجديد معركة وقد لا أخطيء إذا قلت بأنه قد يكون باستطاعتك أن تملك رقاب الناس بالقوة والبطش ولكنك حتما لن تستطع بأي وسيلة كانت أن تمتلك قلوبهم أو تغير من قناعاتهم مالم يكونوا هم راضين بهذا التملك وما يترتب عليه من تبعات ..
وإذا كان المجتمع لاتحكمه قناعات بالأصل تكون المعركة أعظم وتحتاج إلى وقت أطول وجهد اكبر بكثير وقبل كل ذلك إلى رجال مخلصين وهم العامل النادر والحاسم في المعركة كلها ..
في مجتمع البريد بدأت معركة التجديد والتغيير ولكنه بكل أسف مجتمع يريد أن يأخذ ولا يريد أن يعطي ، مجتمع يزايد على كل شي لمجرد المزايدة ، مجتمع المدير وفاتورة البنزين ، مجتمع المدير وأصحابه يقابلهم أعدائهم والذين هم زملائهم في الأصل ، مجتمع انتداب وخارج دوام (( ولا يعطى إلا لمن يستحقه )) مجتمع عصا التقويم أو هي التأديب بدل التقويم فهي لاتستخدم للتقويم بقدر ماتستخدم للتأديب و..و..و....الخ
فكيف بالله ستستطيع مثل هذه النماذج أن تجذب إليها متعاملين جدد مع البريد أو حتى المحافظة على العملاء الحاليين ؟؟؟
مايحتاجه البريد في هذا الوقت الحاسم ليس أعطاء المال لمن قد لايستطيع تعويض بعضا منه ، ولكن الوضع بحاجة إلى رجال مخلصين يعملون من أجل أن ينجزوا وبالتالي يروا انجازاتهم وثمار علمهم ، وذلك بالتأكيد لايتأتى ببساطه ولكنه أيضا ليس بالمستحيل ..
من وجهة نظري المتواضعة أرى بأن الأمر يحتاج إلى اختيار مدراء مكاتب البريد بعناية فائقة وإعطائهم دورات في القيادة ولكن بالتأكيد ليس في مراكز التدريب البريدي بل في مراكز متخصصة في التنمية البشرية وبالتالي تسليمهم زمام الأمور وان شاء الله ستؤتي هذه الخطوة أروع الثمار لو تم تطبيقها ...