لايخفى على المتابعين أن تحريرقطاع الخدمات البريديه جاء كشرط من ضمن عشرةقطاعات أساسيه يلزم تحريرها لانضمام المملكه لمنظمة التجاره العالميه.... وبدخولنا هذه المنظمه نكون قد دخلنا في عالم لا يعترف الا بالنجاح والتفوق والانتاج والربح ..... نعم انها العولمه القادمه بكل سرعه وقوه ونفوذ وتسلط ...... ولنتعرف على بعض جوانب هذا الغول الشرس والذي نسمع دائما عن الكثيرين ممن فرغوا أنفسهم بل وأنشأوا مراكز ومؤسسات وألفوا كتبا ونضموا الكثير من المؤتمرات واللقاءات لمواجهته والتصدي له ........ ولمن يرغب في التعرف أكثر أنقل له الموضوع التالي :

ركائز وأهداف العولمة



هناك شبه اتفاق على إن العولمة ترتكز على خمس ركائز أساسية :

أولاً: شبكات الاتصال والإعلام الفضائي الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية والانكفاء الذاتي. وتوظيف الإعلام ، ووسائل الاتصال الحديثة في انتشار المعلومات بحيث تصبح مشاعاً لدى الناس جميعاً وعن طريقها يتم استعمار العقول والسيطرة الفكرية على الآخرين حتى يتسنى لهم "الهيمنة العالمية" بطواعية الشعوب ورغبتها .

ثانياً: الشركات والمؤسسات المتعددة الجنسيات التي تتولى القيادة عبر العالم ، وهي تحل محل الدولة . فتذوب الحدود بين الدول ، وتجعل العالم كبلد واحد ، مما يقلص دور الدولة ويقلل فعاليتها ويجعل الشركات الرأسمالية العملاقة متعددة الجنسية تهيمن على السوق وبالتالي تسيطر على الدول . يقول بروك شيسولم وهو مدير منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة :" لكي نقيم الحكومة العالمية ، فإنه من الضروري أن نزيل من أذهان الناس فردانيتهم ، وولائهم للتقاليد العائلية ، والوطنية القومية ، والتعاليم الدينية.. "

ثالثاً: زيادة معدلات التجانس والتشابه بين الجماعات والمجتمعات والمؤسسات التربوية حيث تفقد المجتمعات خصوصياتها وشخصيتها، فمثلاً اللباس الغربي الذي أصبح متجانساً في أكثر أنحاء العالم، فهو نموذج للهيمنة الغربية ، يرى "فرانسيس فوكوياما" في كتابه " نهاية التاريخ" أن محصلة العولمة هو انتصار للحضارة الغربية التي سوف تفرض هيمنتها وثقافتها وقيمها على شعوب العالم بحيث يصبح العالم ذو فكر وثقافة واحدة وهي ثقافة أمريكية بحتة . فتقنين العلاقات داخل المجتمعات وبين بعضها البعض على أساس أوضاع ثقافية وسياسية واقتصادية تصون قوانين الرأسمالية ووجودها ودورها ([1]).

رابعاً: حرية الاستثمار في أي مكان في العالم ، أي حرية تنقل رأس المال الخاص دون أي عوائق تحول دون حركته . فالإمكان إقامة المصانع في أي بلد في العالم بغض النظر عن الجنسية أو السياسة القومية لأي دولة.

خامساً ـ عالمية النمط الاستهلاكي وحرية المستهلك في الشراء من المصدر الذي يختاره في العالم .ومما زاد على تسارع الطاقة الاستهلاكية الشبكة العنكبوتية العالمية إذ مكنّت المستهلك بالاتصال والترابط مع سلع وبضائع الشركات العالمية .

أهداف العولمة :

يرى كثير من الباحثين إن العولمة تسعى إلى جذبنا إلى أفكار يراد لنا أن نسلم بها وهي الأهداف الحقيقية للعولمة ويمكن إيجازها في عدة نقاط:

أولاً: التحكم في الاقتصاد العالمي وإخضاعه لمصالح الدول الكبرى وذلك عن طريق حرية السوق والتعامل المشترك بين الدول، وتأمين مزيد من الأسواق للاستهلاك ، ومزيد من الثروات للاستيلاء عليها.

ثانياً: تشكيل النظام العالمي المالي ليندرج تحت المظلة الرأسمالية الغربية والتي يحكمها الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية ، وإن انتصار النظام الرأسمالي دليل على صلاحيته وإنه أفضل صيغة يمكن للعقل البشري أن يصل إليها ، ولا يمكن لدول العالم أن تخرج من تخلفها إلا بدخولها في المنظومة الرأسمالية .

ثالثاً: القرية الكونية الصغيرة ومحاولة ربط الإنسان بالعالم لا بالدولة والتي تعني القضاء على سلطة الدولة والمشاعر الوطنية ، ودمج العالم في وحدة إعلامية واحدة تنطلق من منطلق معلوماتية واحدة

رابعاً: الهيمنة السياسية على دول العالم الثالث ، واستعمار ممتلكاتها وخيراتها . فيكون التعامل على وفق نظرية داروين "البقاء للأصلح" فلا بقاء للضعيف ؛ بل يجب إقصاءه حتى ينقضي ويفنى ، فالضعيف مهمش ويجب أن ينبذ عن الطريق "اصطفاء الأنواع".

خامساً : التذويب الحضاري لسائر الحضارات التي تحمل قيماً مضادة لقيم الحضارة الغربية وعلى رأسها الحضارة الإسلامية باعتبارها المحرك الأول لمقاومة الحضارة الغربية. وفي هذا يقول الكاتب الأمريكي " صموئيل هنتنجتون" :" إنه لا مجال ولا إمكانية للتعايش مع الحضارة الإسلامية لأنها تختلف عن الحضارة الغربية وإن المواجهة التي انتهت ضد الحزب الشيوعي تركت الفضاء مفتوحاً أمام مواجهة جديدة لا تكون إلا مع الغرب وقيمه ، والإسلام الذي هو غير قيم الغرب ؛ بل هو مغاير للحضارة الغربية ، ولحقوق الإنسان ، ولسيادة الحق والنظم الديموقراطية يجب مقاومته ". وهذا ما صرح به "نيكسون" في كتابه " الفرصة الأخيرة ":"إنه بعد سقوط الشيوعية لم يعد هناك عدو سوى الإسلام". فيجب القضاء على التعصب الديني والقومي والإقليمي ومزج الأمم في الحضارة الغربية.

سادساً : إعادة بناء هيكليات أقطار العالم السياسية في صيغ تكرس الشرذمة والتشتت الإنساني ، وتفكك الأوطان والقوميات إلى كيانات هزيلة قائمة على نزعات قبلية عرقية أو دينية طائفية أو لغوية ثقافية ، بغية سلب أمم العالم وشعوبها القدرة على مواجهة الزحف المدمر للرأسمالية العالمية والتي لا تستقر إلا بالتشتت الإنساني ([2]).