" كلماتُ من فيض الخاطر"

ما زلتٌ أجرّ قدميّ إلى حيث غدٍ , وما أقسى السفر إلى حيث المجهول , من هم أولئك الذين استلذوا الألم مثلي , فهم جرحى يتضاحكون , صرعى يتراقصون , في كل وادٍ يطربون , وبكل نادٍ يلعبون!!!
الألم , وما أدراك ماالألم , ثم ماأدراك ماالألم , منهم من يقول , كفّارة لماسلف , والآخر يقسم أنّه تحذير للقادم , وسمعتُ شيخاً يؤكد أن الألم لا وجود له في قلوب مليئة بالعظمة , ولكن من أين لي هذه العظمة؟؟ وأنا تلك الذرّة الملقاة في ذرة من ذرة من ذرات هذا الكون الشاسع..
السعادة , طيف يغريك بالعيش ثم يذهب خلسة من نافذة الغفلة تاركاً ورآءه عبارة علّقها في حائط الأماني " سأعود , أنا ذاهب لأغري سواك , انتظرني" , وما ترك لي موعداً للعودة , ولا تركني أبكي على رحيله , علّقني بين سماء الأمل
وأرض اليأس
الموت , أعنف تجربة تنتظرني ولا أنتظرها , أغفل كثيراً عنها ولا تغفل هي عني أبداً أبداً .. عالم سأراه حتماً طال الزمان أم قصر , وعلمي بقدومه أفسد عليّ تمام الفرحة بكل شئ..
الشعر , الروضة التي أموت مئة مرّة لأزينها للناظرين وأسقي شجرها وأجهز لغيري ثمرها , وبقدّومي وفأسي ومسحّاتي أشقى في جعلها , جنّة بإذن ربها " ماشاء الله لاقوة إلا بالله" , وفي آخر تلك الروضة , أجد جاهلاً كسر غصناً رطيباً , وعكر كوثراً عذباً , وألقى بقاذورات الجهل في قارعتها , فأعود لأزينها ... وأنا اضحك على صبري وجلدي ودمعي يعزف سمفونية "العالم البائس"
سأغادر على أمل ألآ أعود إلاّ بعد أن أداوي جرحاً ما وجدتُ له مداويا..!!!

وشكري والتقديري لمن قرءه هذه الكلمات مقدما"