بنتن يعلن أمام المؤتمر العالمي عن تحقيق وحدات البريد التسعة أرباحا
الاتحاد الدولي يشيد بالتجربة السعودية في تطوير البريد ويدعو دول المنطقة للأخذ بها
- عبد العزيز التو يجري وعبد الرحمن إسماعيل من دبي - 14/02/1428هـ
أشاد الاتحاد الدولي للبريد بالتجربة السعودية في تطوير مؤسسة البريد وحث بقية دول الخليج ودول المنطقة العربية على الأخذ بها, خصوصا في مجال العنونة وترقيم المنازل وإيصال البريد إلى أصحابه بالسرعة المقبولة. ولاقت تجربة البريد السعودي التي عرضها رئيس المؤسسة الدكتور محمد صالح بنتن أمس أمام المؤتمر العالمي للبريد العادي والسريع والشحن الجوي للشرق الأوسط وإفريقيا الذي عقد في دبي إشادة من عدد كبير من مسؤولي البريد في الدول المشاركة في المؤتمر الذين اعتبروها "ثورة إصلاحية" قام بها البريد السعودي باستخدام التقنية وبأقل التكاليف، ويمكن الاسترشاد بها في تجاربهم التطويرية.
وقال لـ "الاقتصادية" لاسين شويتر مدير برامج التدريب وتطوير الموارد البشرية في الاتحاد الدولي للمنطقة العربية وأوروبا ودول الكمنولث إن تجربة البريد السعودي ممتازة, ويعرب الاتحاد الدولي للبريد عن اعتزازه بها ويدعو كل دول المنطقة في الخليج والدول العربية للأخذ بها, خصوصا أنها تجربة عربية مميزة تستحق الدراسة.
وأوضح شويتر أنه في أقل من عام واحد نجح البريد السعودي في استخدام التقنية في إحداث ما أسمية ثورة في إصلاح وتطوير البريد, خصوصا في مجالات لا تزال بقية مؤسسات البريد العربية عاجزة عن إيجاد الحلول لها كما في أنظمة العنونة وتسليم البريد إلى محال الإقامة بسرعة متناهية, وهي المشاكل التي لا تزال تواجه مؤسسات البريد الخليجية والعربية وتعجز عن حلها وعندما حاول الاتحاد الدولي للبريد معرفة السبب قيل لنا إن قضايا عنونة المنازل والترقيم مسؤولية وزارات الداخلية التي تتعلل من جانبها بعدم توافر الموارد المالية لديها للقيام بالعنونة.
وأكد شويتر أن البريد السعودي لم يلجأ إلى الحكومة للقيام بمهام العنونة والترميز, بل اعتمد على قدراته وأثبت أنه يمكن تنفيذها بموارد معقولة وليست ضخمة كما تقول بقية مؤسسات البريد في المنطقة، إضافة إلى نجاح قيادة البريد السعودي برئاسة الدكتور محمد بنتن في إقناع المستثمرين بالدخول مع البريد في شراكة للاستثمار في مشروع مربح للجميع وهو ما وفر للبريد السعودي استثمارات أعيد ضخها للاستثمار في التكنولوجيا التي استخدمها في التطوير والتحديث.
وأمام مسؤولي وخبراء البريد الإقليميين والعالميين المشاركين في المؤتمر وبحضور قيادات البريد السعودي الدكتور أسامة اللطف نائب الرئيس، المهندس ماجد آل إسماعيل مدير عام تقنية المعلومات، والمهندس سامي العويضي مدير العمليات البريدية، عرض الدكتور محمد صالح بنتن رئيس مؤسسة البريد للتجربة السعودية في مجال إعادة الهيكلة وعمليات التطوير والتحديث التي طالت الخدمات المقدمة كافة، مؤكدا أن التجربة السعودية اعتمدت على وضع العميل في مقدمة أولوياتها بحيث يكون من حقه الحصول على خدمة متميزة.
وأضاف أن أهم مشكلة واجهت البريد عند القيام بعملية إعادة الهيكلة هي العناوين البريدية والسبب في تأخير وصول البريد، واعتمدنا على التقنية في حل هذه المشكلة من خلال طريقة جديدة لعنونة المنازل دون التأثير على البيئة المحيطة حيث استخدمنا اسم المدينة والشارع وأضفنا فقط رقم البيت، كما قمنا بتقسيم العمليات البريدية إلى وحدات مستقلة وصل عددها إلى تسع وحدات وحصلنا على شهادة من خبراء البريد الدوليين على أن هذه هي أفضل طريقة لإدارة البريد, وأصبحت التجربة السعودية نموذجا تأخذ به دول عديدة في المنطقة حيث لا توجد دولة تعرض لتجربتها في تطوير البريد دون الإشارة بإعجاب وتقدير إلى التجربة السعودية.
وأكد بنتن أمام المؤتمر أن وحدات البريد التسع كافة أصبحت مربحة مثل شركة ناقل و"البريد الدعائي" و"المكاتب الأمامية"، مضيفا أن كل وحدة من هذه الوحدات تضع في عملها تطوير خدماتها وتحقيق ربحية، ولهذا السبب نضع ضمن أهدافنا المستقبلية بعد خصخصة هذه الوحدات التي أصبح لكل منها مديرها المسؤول أن تتحول كلها إلى شركات مساهمة عامة يطرح منها جزء للاكتتاب العام للجمهور. وأوضح أن البريد السعودي يعمل على تطوير خدماته بشكل مستمر ومن ضمن الخدمات الجديدة أنه سيمنح كل عميل بريد إلكتروني يستطيع من خلاله التعرف على الرسائل التي يحويها صندوق البريد الخاص به، وفي حال عدم قيامه بتفريغ صندوقه من الرسائل التي ترد إليه بعد ورود عدد معين من الرسائل ستقوم إدارة البريد بطباعة رسالة بعدد الرسائل التي وردت إلى صندوقه ووضعها في الصندوق وكذلك إبلاغه عبر الإيميل.
وأبان أنه جرى تركيب 2.5 مليون صندوق بريد والعمل جار لتركيب عدد مماثل خلال الفترة المقبلة ضمن خطة لزيادة عدد الصناديق البريدية في أرجاء المملكة كافة لتلبية الطلب المتزايد من العملاء، مضيفا أن معدل الرسائل بالنسبة للشخص الواحد في المملكة سنويا يصل إلى 13 رسالة حاليا مقارنة بأكثر من ألف رسالة للشخص في أمريكا، وفي حال وصل إلى 25 رسالة يمكن الحديث عن تغطية البريد نفقاته.
وأكد بنتن أن موظفي البريد السعودي يحصلون على مزايا عديدة منها صرف راتب شهرين مكافأة نهاية السنة، ومن المتوقع أن تزداد المزايا المقدمة لهم مثل السكن وخلافه في حال أصبحت الوحدات البريدية كافة تدر أرباحا متنامية وهو ما نطمح إليه ونضعه في مقدمة أولوياتنا.
وفيما يتعلق بتأسيس شركة بريد سريع وشحن موحدة لدول الخليج، قال إنه من المتوقع أن تناقش اللجنة البريدية الخليجية في اجتماعها الشهر الجاري في الرياض إنشاء الشركتين بعد أن قطعت أشواطا طويلة بشأن عمليات التأسيس، مضيفا أن مؤسسات البريد الخليجية تمتلك الإمكانيات والخبرات لتأسيس وإدارة شركات للشحن السريع والشحن البري خصوصا أنها شركات مربحة بدلا من أن تترك المنطقة للشركات الأجنبية للعمل وحدها والاستفادة من السوق بمفردها. وعلى الرغم من أنه لم يعط موعدا محددا للإعلان عن تأسيس الشركتين ورأس المال المتوقع لكل شركة، إلا أنه توقع أن تخرج الشركتان للنور خلال العام الجاري، مؤكدا أنها ستكون إضافة للبريد الخليجي.
وهنا عاد مدير برامج التدريب وتطوير الموارد البشرية في الاتحاد الدولي للمنطقة العربية وأوروبا ودول الكمنولث ليؤكد أن مؤسسات البريد الخليجية خطت خطوات مهمة في مجال الجودة خصوصا فيما يتعلق بإدخال أنظمة تكنولوجية جديدة والإنفاق على إعداد وتطوير الموارد البشرية لتطبيق معايير الجودة، مضيفا أن اختبارات الاتحاد الدولي أثبتت أن منطقة الخليج ستتجاوز المعايير التي حددها مؤتمر بوخارست بشأن إلزام الدول الأعضاء بالوصول إلى مستويات معينة بشأن توزيع البريد قبل انعقاد المؤتمر المقبل.
وكشف شويتر عن قيام الاتحاد الدولي بالتعاون مع مؤسسات البريد العربية بإنشاء الشبكة الإلكترونية للتحويلات المالية التي وصفها بأنها ستكون أهم هدف للاتحاد الدولي خلال العامين المقبلين بشأن المنطقة العربية، موضحا أن السعودية استجابت للمشروع الذي سيفيد دول الخليج باعتبارها أكبر مصدر للتحويلات المالية إلى الخارج بسبب الأعداد الضخمة من العمالة الأجنبية على أراضيها. وأضاف أن الشبكة سترتبط بشبكة الاتحاد الدولي للبريد وستتيح لدول الخليج ولبقية دول المنطقة إرسال وتسلم التحويلات المالية بأسرع وقت وبتكلفة تقل كثيرا عن التكلفة التي يدفعها الشخص للشركات الخاصة. واعتبر أن تكاليف الشبكة ليست كبيرة ولا تتجاوز 15 ألف دولار تدفعها مؤسسات البريد سنويا نظير مشاركتها في الشبكة التي ستسهل كثيرا من التحويلات المالية.http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=67330