البريد وخرائط (البطيّخ) ..!



عبدالله إبراهيم الكعيد
لاقيمة لأي مُنجز مالم تتم الاستفادة منه على أرض الواقع ولا سيّما لو كان هذا المُنجز له مساس مباشر بمصالح الناس وراحتهم وسأضرب مثلاً لهذا (الحكي الذي قد لايُعجب البعض) ماقامت به الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض من إعداد وتطوير خريطة رقمية ملاحية للعاصمة تحوي أحدث المصورات الفضائيّة عالية الدقة مشمولة على اسم الشارع مكتوباً باللغتين العربيّة والانجليزية وطول الشارع ونوعه (طريق ، شارع،التفافه،دوران،ميدان، موقف) وأكيد الاتجاه القُطبي (شمال جنوب شرق غرب) وتفاصيل كثيرة عن الحركة على تلك الشوارع والممرات ثم اسم الحيّ على يمين الشارع واسم الحي الذي يقع فيه الشارع ماذا بقي إذاً من وصف ومعلومات لمن يود الوصول الى عنوان حتى ولو كان (عشّة) عصافير على شجرة داخل وخارج النطاق العمراني لمدينة الرياض؟
حسناً للتوضيح أكثر دعوني أورد أحد أهداف هذا المشروع الحيوي والهام والذي ترمي الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض الوصول إليها انبثاقاً من غاية مُتطلبه تتمثل في توفير احدث وأرقى الخدمات لسكّان العاصمة حسب ماورد في نشرة تطوير:

" الاستخدامات المتعلقة بشركات توزيع منتجات الألبان والمياه الغازية والمعدنيّة إضافة الى شركات البريد السريع والصحف والمجلاّت وغيرها " ..الشهادة لله أن مطاعم الوجبات السريعة والبيتزا وموزعي الصحف و(دبّاب) البقالة يصلون إلى ابواب منازلنا قبل وجود مايُسمى بالخرائط الرقمية إنما البريد سواء السريع منه أو (السُلحفائي) هو الجهة التي صمدت وأصرّت على (طمام المرحوم) في أخذ التوصيف الشفهي (أول شارع بعد البقالة ثاني شارع بعد برميل القمامة ، وهكذا) رغم أنهم لن يأتوا اليك رغبة في تطفيشك ودفعك إلى الذهاب إليهم برجليك وهكذا الخدمة وإلاّ بلاش! يبدو أن الجماعة نسوا أننا في القرن الواحد والعشرين.

شخصيّاُ وخلال الشهرين الماضيين مررت بتجارب مريرة مع البريد السريع ومع شركة (ارامكس) مما اضطرني إلى انتظار مناديبهم على قارعة الطريق لاستلام طرود ورسائل قد أخذوا مقابل إيصالها للمُرسلة اليه مبالغ طائلة فلم يقدّموا لقاءها أيّ خدمة تُذكر عدا إصرارهم على تأخير ايصالها ففقدت معنى (التوصيل السريع) ، أحد موظفي البريد حين ذكرت له العنوان البريدي ( 8شارع القطيعي حي السلام شرق الرياض) قال " ياأخي وش ذا العنوان قل وين هو فيه يرحم والديك؟؟ " وأصر على تحديد مَعءلَم واضح نتقابل فيه غير هذا بلا خرائط بلا بطيخ..!!

أعود للبداية فأقول مالم تلتزم الجهات (أيّاً كانت) بالأخذ بالتنظيمات الحديثة والمُنجزات المتطوّرة فإنها تُصبح عديمة الجدوى رغم الملايين التي صرِفتء عليها، الله يرحم ايام الحمام الزاجل.؟؟