الكل يعرف أن البناء الناجح لا بد أن يبنى على قواعد سليمة ومتينة تحتمل وتستوعب حجم البناء الذي سوف يبنى عليها ..
و أن المتبع والمتعارف عليه دائماً أن تنشأ القواعد القوية قبل البناء ولا يمكن أن يتم البناء قبل إنشاء القواعد وإلا سوف ينهار بلا شك ..

ونقيس على ذلك في قيام منشأة ما لإنجاز مشاريع معينة فلا بد أولاً من التجهيز لهذه المشاريع ببنية تحتية قوية ومتينة أشبه بقواعد البناء التي ذكرتها في مثالي السابق وإلا سوف يحكم عليها بالفشل الذريع .

وأن قيام المشاريع لاسيما الضخمة منها بدون خطط واستراتيجيات شاملة وسليمة وواضحة أو تجهيز أساس سليم لها يعتبر خطأ فادح وتهور غير مبرر قد يحالفة الحظ بدرجة ويحكم عليه بالفشل بتسعة وتسعين درجة .

ومن أولى البنى التحتية لهذه المشاريع هي تحديد وتعيين الكوادر الفنية الفاعلة التي سوف تقوم على التنفيذ والتسويق لها بشكل جيد .

ومن الخطأ الفادح أن نقبل بالاعتبارات الروتينية لهؤلاء الكوادر عند تعيينهم كالشهادة التعليمية مثلاً أو السن القانوني ولكن ممكن قبول هذه الاعتبارات كعوامل ثانوية ، ويكون دائماً القبول عن طريق اختبارات ذاتية كالمعمول بها في كبرى الشركات العالمية والمحلية .

وعند الانتهاء من تجهيز البنية التحتية من الكوادر التي سيعتمد عليها وكذلك الانتهاء من الخطة الاستراتيجية الشاملة ، نستطيع أن نبدأ عملياً بتنفيذ المشروع بكل أريحيه واعتمادية متكلين على الله سبحانه وتعالى .. وغير ذلك سوف نواجه عقبات ليس لها أولاً ولا آخراً وسوف يكون هناك تناقضات واضطرابات سوف يكون لها دوراً كبيراً في التقليل من أهمية المشروع إن لم يكن فشله بالكامل .

والمستغرب مع الأسف من بعض الجهات والمؤسسات الانهماك في التجهيز لمشاريع كبيرة جداً بدون الإعداد لها وبدون بناء قاعدة متينة تستوعب هذه المشاريع ، ولا شك أن هذا التصرف هو اندفاعي غير سليم .

حيث من الأولى إنشاء البنية التحتية أو إصلاحها إن كانت موجودة قبيل البدء بتأسيس أي مشروع لرفع مؤشر النجاح له بإذن الله .

فكما أن الموظف مطالب بالإنتاج كي يعود بالنفع على المنشأة ، فإدارة المنشأة أيضاً مطالبة بالدرجة الأولى بالعمل على أساس متين وسليم ، لأن أي خطأ منها سوف يكون كبيراً و لا يمكن أن يقارن بخطأ موظف أخفق بعمله وهو عرضة بلا شك للجزاء ! .

والله الموفق